في كل يوم يفيق السياسي العراقي من النوم ، يفرك عينيه ، يلتفت حوله ، ثم يقفز من فراشه فجأةوهو يصرخ: انها مؤامرة ضدي، الامبريالية لا تهدأ الا اذا تخلصت مني، اصحاب الاجندات الخارجية سيخربون البلد، وبعد الصراخ والولولة يمسك سماعة الهاتف ، ويتصل للاطمئنان على صحة السفير الاميركي ، بعدها يحاول أن يمازح السفير الايراني، ثم يعرج على سفير حكومة انقرة ليسأله عن احوال البورصة ، كل الايام مؤامرة ما دامت تكشف الخفايا والمستور، اما ماذا حقق هذا السياسي، وكم عدد العوائل النازحة التي زارها خلال رمضان ، ؟ فهذه شؤون خارج اختصاص المنصب ، من دمر البلاد واشاع الخراب فيها ؟ من حرم العراقي من لذة النوم مطمئنا هانئا؟ ياسادة ان المؤامرة الكبرى هي الفشل، واكبر منها واعظم الانتهازية.
أرجوكم أن تعذروا إلحاحي ومتابعتي لشؤون من يدعون السياسة والمسؤولية ، فأنا مثلكم ابحث عن خبر مفرح فلا اجد سوى اخبار الساسة وصولاتهم وجولاتهم ، بالامس انشغلنا معهم في وثائق ويكيلكس، ولم نذهب الى النوم الا بعد ان اطمأنا الى ان "الزعيمة" حنان الفتلاوي تعرضت لمؤامرة "انبطاحية" حين زج اسمها في وثائق تتعلق بالعلاقات المخفية مع دولة خليجية، فقد كانت السيدة آنذاك في زيارة لمخيم الخازر في اربيل، او بالاصح سافرت مثل "الكافرة" انجيلينا جولي لتتفقد العراقيين النازحين في تركيا.
طبعا خلال الأشهر الماضية تابعنا جميعا زيارات المسؤولين الغربيين الى مخيمات اللاجئين، وأقول لنفسي ما الذي سيفعله نوابنا الأكارم المشغولون بمعارك الامتيازات وحصص الكعكة العراقية في شهر رمضان ؟، الا ان الممثلة الاميركية "السافرة" إنجيلينا جولي، وهي تزور مخيم اللاجئين العراقيين في تركيا دامعة العينين تحتضن طفلا عراقيا وتنصت بكل اهتمام الى شكوى الأمهات وتطمئنهن الى احوالهن، كانت خير اجابة على مايقوم به ساستنا المصرين على ان ينقلونا من احضان المواطنة الى أحضان الطائفية.
يرفض ساستنا الكرام ان يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن لسياسي منتخب بأربعمئة صوت، ان يجلس على الأرض يحيط به أطفال إيزيديون ومسيحيون؟، وكيف يتسنى لصاحب التقوى والزهد ان يذهب الى مخيم في تركيا ، وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطبا ومعارك نارية عن الاقصاء وعن المظلومية ، لكنه يصمت لموت العشرات كل يوم، ونراه يتحيّن الفرص للتمتع بإجازة رمضان في مولات دبي وأسواق بيروت وشوارع لندن، في الوقت الذي حملت إلينا الصحف خبراً يؤكد أن "الكافرة" أنجيلينا جولي حملت معها الى تركيا اطنانا من المساعدات لتوزعها على العوائل العراقية النازحة،
لن اعيد على حضرتكم اخبار هذا اليوم ، فنحن والحمد لله نعطي العالم دروساً في الوطنية والشفافية. ونترك للسيدة انجيليا أن تُحصي عدد المشردين والمهجرين .
كل ويكيلكس وانتم بخير
[post-views]
نشر في: 20 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
لا توجد أوجه مقارنة بين ألفنانة وسفيرة السلام وحقوق ألأنسان أنجلينا والتي يدعوها ألأسلاميون الجدد بالكافرة وبالمناضلة الرفيقة البعثية المدافعة عن مظلومية طائفتها السيدة حنان الفتلاوي .... فألأولى قدمت للعالم رسالة فنية قد يؤيدها البعض أو يرفضها البعض لأسب