اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جثة فوق الرصيف

جثة فوق الرصيف

نشر في: 21 يونيو, 2015: 09:01 م

بغداد / المدى
سيارة نجدة تتجه مسرعة الى شارع فرعي في منطقة المشتل ... يوجد شخص ملقى فوق الرصيف ... تقترب السيارة ببطء فإذا ببُركة من الدماء اسفل جسد المصاب ... آمر الدورية والسائق يهبطان من السيارة فيكتشفان أنها جثة لشخص مجهول مطعون عدة طعنات في جسد

بغداد / المدى

سيارة نجدة تتجه مسرعة الى شارع فرعي في منطقة المشتل ... يوجد شخص ملقى فوق الرصيف ... تقترب السيارة ببطء فإذا ببُركة من الدماء اسفل جسد المصاب ... آمر الدورية والسائق يهبطان من السيارة فيكتشفان أنها جثة لشخص مجهول مطعون عدة طعنات في جسده ... الطب العدلي يستقبل الجثة ... وشرطة المشتل تقوم باجراءاتها المعتادة للبحث عن الجاني ومعرفة هوية القتيل ... سيناريو القتل دارت احداثه فجرا ... دعونا نرجع الى بداياته ...

 

اسئلة كثيرة ظلت تؤرق الابن الوحيد اياما وشهورا طوالا ... ذهب النوم من جفونه وغالبه الشك والغيرة على امه بعد وفاة والده في حادث ارهابي ... شكا همه لاحد اصدقائه الذي شاركه التفكير والرأي في الخروج من تلك المشكلة التي اصبحت تسيطر على كل كيانه خاصة أنها تتعلق بأمه ! وما يدريك ما الأم ... خاصة اذا سقطت في بئر الخطيئة والخيانة وطريق الحب المحرم ... فكيف يقاوم نظرات الجيران في الزقاق الذي يسكنه ... والى متى يهرب من مواجهة نفسه والموافقة على تجاوزات الام التي فاقت كل الاعراف والتقاليد ... جلس الابن مع صديقة الذي استضافه في غرفته بجوار منزل والدته وقررا وضع خطة لردع الام والحد من تردد احد سواق الاجرة عليها ليلا ... قرر الابن مواجهة الام في وجود السائق الذي تزعم أمه انه تزوجها وعقد عليها عند احد الشيوخ ! استعد الابن وصديقة للمواجهة ... مواجهة الام وعشيقها كي يضعاها امام الامر الواقع فان كان زوجها بالفعل كما تقول فليثبت ذلك بالعقد الشرعي وان لم يكن فيكون مصيره ان يوسعاه ضربا حتى لا يعود مرة اخرى الى البيت بل المحلة باكملها ! عاد الابن مع صديقه من العمل في احد محال بيع الحاجيات المنزلية بعد انقضاء يوم عمل شاق في الاسواق وتوجها الى منزل الام حيث غرفة الابن تكون بالملحق المجاور للبيت ... تناولا طعام العشاء واخذا يتبادلان الحديث ... حتى انتصف الليل فكل منها يعرف ما يريد الاخر بدقة ... مرت الساعات متثاقلة وبين الحين والاخر يطل احدهما من الشباك لاستطلاع وصول سائق الاجرة حيث يقوم بوضع السيارة بعيدا عن المنزل ويتسلل على قدميه حتى يدخل المنزل دون ان يراه احد من الجيران ! هذا السيناريو المتكرر كل يوم يجب ان يوضع له حد ، هكذا حدث الابن نفسه ! اقتربت الساعة وسمع الابن وصديقه وقع اقدام تصعد الدرج باتجاه بيت والدته ... تأكد الابن من انه هو الهدف الذي ينتظره منذ ساعات ... تماسك وقاوم اندفاعه عدة دقائق وطلب من صديقه الانتظار اكبر فترة ممكنة حتى يفاجئا الام والسائق متلبسَين وعندها لن ينكرا تورطهما معا ولن يكون امامها بديل اخر ... صعد السائق واستقبلته الام التي كانت في ابهى زينتها تنتظره ودعته الى غرفة نومها كما يحدث كل ليلة ... لحظات تبادلا فيها القبلات والمشاعر الملتهبة وأوت معه الى الفراش ... ولكن طرقات عنيفة على باب البيت قطعت عليها تلك اللحظات .... خرجت الام مسرعة تستطلع من على الباب واذا بها امام ابنها الشاب وكانت بملابس نومها .. ازاحها الابن ومن ورائه صديقه من طريقهما واتجها الى غرفة النوم ... وقع بصرهما على السائق عاريا من ملابسه نائما على السرير ! ارتدى ملابسه لكنه فوجئ بسؤال من الابن عن سبب تواجده في هذا الوقت المتأخر من الليل .. اخبره السائق بان امه هي زوجته ومن حقه التواجد في أي وقت ... طلب منه الابن اثبات ذلك واين عقد الزواج ... تراجع السائق واخبره ان عقد الزواج عند احد المحامين لتوثيقه من المحكمة الشرعية وسوف يحضره في الصباح حتى يتأكد ... لم يقتنع الابن برد السائق ! لم يعطه فرصه للكلام وانهال عليه طعنا بالسكين بمشاركة صديقه ... ترنح السائق وسقط على الارض غارقا في دمائه ... اسرع صديقه الى المطبخ وجاء بقنينة غاز وانهال بها على رأس السائق امام الام التي وقفت تراقب ما يحدث ... لم تستطع التدخل للدفاع عن السائق او الزوج المزعوم .. فوجئ الابن وصديقه بالسائق قد اصيب اصابات بالغة والدم يسيل من جميع انحاء جسمه ... وقف الاثنان وألقيا بالسكين على الارض وحملاه على ايديهما وخرجا من البيت وقررا نقله الى احد المستشفيات القريبة ... واثناء خروجهما من البيت وفي الشارع العام فوجئا به يلفظ انفاسه متأثرا باصابته وقد فارق الحياة ... القيا بالجثة على الطريق ورجعا الى البيت ! مركز شرطة المشتل علم من شرطة النجدة بوجود جثة في الشارع العام ... حضر ضابط الخفر واجرى الكشف وارسل الجثة الى الطب العدلي ... وفي الصباح بدأ مدير المركز بالبحث والتحقيق في معرفة هوية صاحب الجثة ... المعلومات الاولية التي جمعتها الشرطة افادت ان المجني عليه تربطه علاقة عاطفية باحدى النساء ومنذ عدة سنوات حيث يتردد على بيتها بصفة دائمة واليوم جاء الى البيت وبنفس الموعد ... حيث حضر بسيارته وتركها بجوار احدى الساحات وجاء مشيا على الاقدام الى منزل عشيقته المدعوة (ن) وعثرت الشرطة على السيارة في مكانها مغلقة ... في نفس اليوم سلم الشابان نفسيهما للشرطة ، الابن المدعو (ح) وصديقه (ي) حيث اعترفا بارتكاب الجريمة وقررا انهما لم يقصدا قتله ولكن تأديبه وارشدا الشرطة على اداة الجريمة ... وامام ضابط التحقيق وقفت الام تروي قصتها مع السائق القتيل واعترفت أنها تعرفت عليه من نحو اربع سنوات حين كان يعمل مترجما مع القوات الاميركية وأنها كانت تعمل معه في احدى الوحدات العسكرية العراقية واقامت معه علاقة عاطفية حيث وعدها بالزواج الا انه تهرب منها ... ويوم الحادث فوجئت اثناء وجوده معها في الفراش بابنها وصديقه يقومان بالاعتداء عليه بالضرب بالسكين وقنينة الغاز واعترفت الام على ابنها الذي قام بقتل عشيقها ... وامام قاضي التحقيق قام الابن وصديقه باعادة مشهد قتلهما للسائق وخطوات الجريمة اثناء تواجد الام التي توارت خجلا من نظرات ابنها الذي ضاع مستقبله دفاعا عن شرف امه التي اضاعته ووضعته في هذا المأزق الشائك !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram