اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "سيلفي" السعودي يفضحنا!

"سيلفي" السعودي يفضحنا!

نشر في: 21 يونيو, 2015: 09:01 م
جنرالات تُثقل النجوم البرّاقة أكتافهم، وسياسيون ودبلوماسيون لا يُضارَعون في خبراتهم، وباحثون ومحللون مدقّقون ومتمرسون، كلّهم يؤكدون ويعيدون التأكيد ان داعش وما يمثله من فكر متطرف وممارسة إرهابية، قوي وتصعب هزيمته على المدى المنظور... لكن ثلاثة أشخاص ليسوا من هؤلاء جميعاً أثبتوا العكس.
الرجال الثلاثة هم مجرد مبدعين توفّرت البيئة المناسبة والفرصة المناسبة لأن يقدّموا عملاً إبداعياً زلزل في غضون أقل من ساعتين أركان "دولة" داعش التي تبدو للكثير من الجنرالات والسياسيين والدبلوماسيين والباحثين والمحللين انها راسخة الجذور وثابتة الأقدام.
أول المبدعين الثلاثة كاتب صحفي ودرامي مقتدر وثانيهم ممثل محترف وثالثهم مخرج تلفزيوني يثبت الآن انه هو الآخر مقتدر ومحترف كما زميلاه.. الأول هو السعودي خلف الحربي والثاني مواطنه ناصر القصبي، والثالث عراقي، هو أوس الشرقي. أما مَنْ وفّر لهم البيئة المناسبة وأتاح الفرصة المناسبة ليهزّوا أركان "دولة" داعش كما لم تهزّها جيوش مُجيّشة وكما لم يتوقعه جنرالات وسياسيون ودبلوماسيون وباحثون ومحللون، فهي مؤسسة "MBC" الاعلامية. 
حلقتان فقط من المسلسل الدرامي "سيلفي" كانتا، بالنسبة لداعش، بمثابة صواريخ بالستية عابرة للقارات أو أسلحة دمار شامل، فالثلاثي المبدع أصبح في الحال مهدور الهدم ومطلوب الرأس من داعش والموالين له.
"سيلفي" التقط حكاية واحدة أو مقطعاً واحداً من ممارسات داعش الإرهابية ليعيد بثّها عبر الفضاء في قالب فني حقيقي من دون مبالغة أو تسطيح أو ابتذال.
هنا في العراق لدينا ألف حكاية وحكاية وألف مقطع ومقطع من الممارسات الإرهابية لداعش وسواه، مما هي في وزن ما عرضه "سيلفي" السعودي، بل أثقل وزناً... وهنا في العراق لدينا العشرات ممن هم، إبداعياً، في وزن خلف الحربي مؤلفاً وناصر القصبي ممثلاً ( أوس الشرقي واحد منهم). لكن هنا في العراق لدينا مشكلة، بل مشاكل، تتمثل في الجهة التي توفّر البيئة المناسبة وتتيح الفرصة المناسبة، لكي يصنع مبدعونا أعمالا تهزّ أركان دولة داعش على غرار "سيلفي" السعودي.
هنا في العراق لدينا عشرات المؤسسات الإعلامية، بضعة منها فقط جادّة ومسؤولة والباقية لزوم غسيل الأموال والفساد المالي والأخلاقي والدعاية الحزبية والتسقيط السياسي والمناكفة السياسية والإثارة الطائفية والمذهبية... هذه لا مكان فيها للإبداع والمبدعين، بل هي قاتلة للإبداع.. المشكلة تكمن في المؤسسات الأخرى التي عجزت مجتمعة، وبالأخص مؤسسة الدولة: شبكة الإعلام العراقي، عن أن تقدّم لنا عملاً درامياً أو وثائقياً، يهز أركان داعش ودولته، كما هزّتها الحلقتان الأولى والثانية من المسلسل السعودي "سيلفي"، فما لدينا هنا في العراق من القصص والحكايات والوقائع والصور والمشاهد ما يمكنه أن يدمّر داعش، إعلامياً، تدميرا تاماً شاملاً. الأمر لا يتطلب سوى الكفاءة والمهنية والنزاهة والوطنية في إدارة مؤسساتنا الإعلامية الحقيقية القليلة، أي الشخص المناسب في المكان المناسب، بخلاف ما هو حاصل الآن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عبد الرزاق الحكيم

    حقيقة كانت ردود أفعال للمتلقين ومشاهدي الحلقتين , مؤثرة ومفيدة لفضح ممارسات وفكر داعش , وهو انجاز ثقافي فني رائع , ووزارتنا الثقافية وحكومتنا لا تعير أهمية لمثل هذه الإبداع الفني و ولا تريد تهدر الأموال على انتاجه , لأن للأموال طريق أخر هي جيوب المسؤولين

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram