تحت عمود "لأننا جبناء" للزميل علي حسين رد عليه قارئ يطالبه ان يصرخ بعد ان ذكره بانه دعاني قبل ذلك للصرخة أيضا. الصرخة المطلوبة كما فهمتها ان القارئ الكريم لم يقصد البكاء والعويل بل يناشدنا لوضع الاطيان على الخدود بدون مجاملات. الناس تنتخي بالكتاب والعصابات شبه الرسمية تداهم اتحادهم لتهشمه وتسرق اموالهم وتصادر هواتفهم بوضح النهار وتحت انظار الناس. قبل اربع سنوات تقريبا، وامام أنظار الناس أيضا، تعرض أربعة اعلاميين بينهم كتاب أيضا الى الضرب في مطعم عام واقتيدوا تحت أخامص البنادق لسراديب التعذيب. ليت القارئ الكريم أخبرنا بوجه من نصرخ؟ أبوجه "سوات" مثلا، ام بوجه المليشيات ام البرلمان أم رئيس الوزراء أم الناس؟ أعطنا امة تسمع وتجيب مثل الأمة المصرية وسنقول لك: عد عينك يا من تنخانه.
في بداية الثمانينيات، يوم كنت طالبا في الجامعة المستنصرية، وفي داخل قاعة الدرس، بصق رئيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق، وكان طالبا معنا، بوجه الأستاذ. تبع "البصقة" بتهمة ان الأستاذ كان يشكك بقدرة العراق والحزب على الانتصار بالحرب. الحقيقة لم تكن كذلك مطلقا، انما السبب هو لان "الرفيق" لم يحضر الامتحان فمنحه الأستاذ صفرا. ما الذي فعلناه، يومها، نحن الطلبة الذين شاهدنا استاذنا يهان؟ انقسمنا بين مرتجف ومشجع وساكت كما الصخر. بالضبط كما فعل الناس الذين كانوا في المطعم يوم جلدت قوات "سوات" الإعلاميين امامهم في عصر حكم "المختار".
كتبنا انتصارا لهم وصرخنا ضد الجلاد. ثم ظهر الضحايا بأنفسهم على الشاشات ليكشفوا عن صدروهم وظهورهم المسلوخة ليستنهضوا الناس. والنتيجة؟ ان الرئيس الجلاد ارتفع رصيده الانتخابي أما رئيس الضحايا فقد تم قتله. أتعرفون قتيلا كان اسمه هادي المهدي؟
عندما وضع إرهابي حافة سكيّنه على رقبة نجيب محفوظ هزّ الشعب المصري الأرض. فما الذي كان سيفعله المصريون لو ان اتحاد أدبائهم أهين على الطريقة العراقية؟
أيها القارئ الطيب: أعطني شعبا يصرخ ولا يبكي. أعطني ادباء ومثقفين يحتقرون الطائفية بالقول والفعل، ولا يغريهم "الراتب" الرسمي ويعطل ادمغتهم الإدمان على جمع "اللايكات" في صفحات الفيسبوك بأي ثمن. اسقني كأسا مثل كأس امة "البو عزيزي" ثم قل لي هي "الكأس". اعطني هذا الذي قلته لك وسوف لا تحتاج صرختي ولا تنتخي بي، بل ستجدني انا الذي انتخي بك.
قبل أربعين عاما قال شاعرنا الطيب الذكر كريم راضي العماري:
تنهض، تنكطع يمناك
تكعد، تخسر ابدنياك
تسكت، تنشره وتنباع
تحجي تموت .. والوادم إجت تنخاك
يكـــــولــــــــون: اصــــــــــــــرخ
[post-views]
نشر في: 22 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
بغداد
الحقيقة انصح كل عراقي ان يذهب الى مقال الكاتب الذي وضع النقاط على حروف بشجاعة وبكل صراحة المقال الذي كتبه الشاعر والأديب والصحفي العراقي الأصيل هاشم العقابي الذي كان عنوانه ( دور المثقف العراقي من الفاشية الدينية) بعد اكو اروع وأشجع من هذا المقال وما ف