تشهد مدينة السليمانية حملة أطلقها شباب نازحون ومن أهالي المدينة،(364 كم شمال شرقي العاصمة بغداد)، لإفطار الصائمين خلال شهر رمضان، وفي حين ينتشر الشباب قبيل الإفطار في تقاطعات المدينة وشوارعها العامة لتقديم الطعام للمارين ورجال الشرطة وتنظيفها، عدها م
تشهد مدينة السليمانية حملة أطلقها شباب نازحون ومن أهالي المدينة،(364 كم شمال شرقي العاصمة بغداد)، لإفطار الصائمين خلال شهر رمضان، وفي حين ينتشر الشباب قبيل الإفطار في تقاطعات المدينة وشوارعها العامة لتقديم الطعام للمارين ورجال الشرطة وتنظيفها، عدها مشاركون ومواطنون خطوة لتعزيز "أواصر المحبة والتسامح" بين العراقيين وتأكيداً لوحدتهم.
يقول الشاب المشارك بالحملة (عمار محمد) ،وهو من أهالي العاصمة بغداد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحملة أطلقت بتعاون مجموعة شباب نازحين من أهالي بغداد وديالى ونينوى، ومساندة أقرانهم من مدينة السليمانية والعديد من الإخوة المسيحيين لإفطار الصائمين خلال رمضان المبارك باسم بـ (محمد نقتدي)"، ويشير إلى أن "الحملة تتضمن توزيع التمر والماء والعصائر على المارين في شوارع المدينة وقت الإفطار".
ويضيف محمد، أن "الحملة مبادرة شبابية خيرية مستقلة لا تدعمها أية جهة"، ويعرب عن أمله بأن "يكون الشهر الفضيل خاتمة لأحزان العراقيين ومعاناتهم وأن تعم المحبة بينهم".
ويوضح الشاب البغدادي النازح، أن "الحملة تضمنت أيضاً تنظيف الشوارع والساحات العامة"، ويتابع أن "المشاركين أطلقوا تسمية عامل النظافة بدلا من كلمة زبال، على العاملين في هذا المجال وقاموا بمساعدتهم لإظهار السليمانية بحلة جميلة وتوعية الناس على أهمية المحافظة على نظافتها وحماية بيئتها".
من جهته يقول الشاب ياسر باسل، وهو مقيم في السليمانية منذ عدة سنوات، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحملة بسيطة لكنها تحمل الكثير من المعاني والدلالات لعل أهمها نشر الألفة والمحبة بين أبناء هذا البلد الذي تعرض لكثير من الكوارث"، ويضيف أن "الكثير من الشباب شاركوا بالحملة بعد انطلاقها دون دعوة، وقاموا بتوزيع المياه والحلوى والتمر على الصائمين، فضلاً عن تبرع كثيرين للحملة بالطعام طلباً للأجر والثواب".
ويذكر باسل أن "الروح الطيبة التي قوبلت بها الحملة شجعت المساهمين فيها على الاستمرار في جهودهم الخيرة، وأوصلت رسالة واضحة بشأن أهمية تضامن الجميع مع الفقراء والنازحين استلهاماً لروح شهر الرحمة والغفران"، ويؤكد أن "بدايات حملة (بمحمد نقتدي) ترجع لما قبل خمس سنوات، برغم أنها ركزت خلال العام الحالي على النازحين".
بدوره يقول شاب نزح من مدينة الموصل، فضل اسم عمر أحمد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الكثير من الشباب الموصليين النازحين للسليمانية شاركوا في الحملة، للتخفيف من معاناة الفقراء والذين أجبرتهم عصابات داعش على ترك مدنهم ومناطقهم بعد العاشر من حزيران 2014 المنصرم"، مبينا أن "النازحين يتطلعون لليوم الذي يتم فيه تحرير مدنهم من دنس الإرهابيين للعودة إليها".
ويرى أحمد، أن "حملة (بـمحمد نقتدي) تسهم في بث روح الالفة والمحبة والتآخي بين العراقيين على اختلاف طوائفهم أو دينهم وتركز على الانتماء للعراق".
على صعيد متصل يقول فرهاد علي، من أهالي السليمانية، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحملة شكلت مبادرة إيجابية جددت التأكيد على أهمية دور الشباب في المجتمع، وان العراقيين يمثلون جسداً واحداً برغم المخططات الخبيثة التي تسعى لبث الفرقة والبغضاء بينهم"، ويتمنى أن "تنعم المحافظات العراقية كافة بالأمن والاستقرار وتطرد عصابات داعش منها ليعود أهلها إليها ويتفرغوا لإعمارها".
يذكر أن إقليم كردستان استقبل قرابة المليون و800 ألف نازح منذ استيلاء (داعش) على الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمالي العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014 المنصرم)، وامتد وجوده الإرهابي بعدها لنحو ربع مساحة العراق.