أخطر ما في الجاهل ليس غباءه بحد ذاته، انما في تصوره ان كل الناس مثله. ويصعد برأسه الفارغ ذلك التصور ليرى نفسه انه أذكى العالمين في أمور الدنيا والدين.
رباط هذا الكلام ، ان البعض من ساستنا، او سياسياتنا بوجه اقرب، صرن يغردن دون حساب لما يقلنه. المهم عندهن ان هذا الشعب "غبي" وعبّر عليه شتريد. لا تحتاج غير ان تشتم حكومة او دولة من غير "طائفتك" وظل صفّط حجي واقبض أصوات و "لايكات" للصبح. الشعار الرائج: يمعودين هوّه منو يقره منو يكتب؟
قالت صاحبتنا وبالنص ان "سياسة النعامة التي يمارسها مسؤولونا هي التي جعلت دويلة مثل البحرين تتجرأ على العراق". اكص ايدي اذا تعرف شنو الفرق بين "الدولة" و "الدويلة"!
البحرين مملكة قديمة قدم سومر تأسست قبل أكثر من 5000 عام وكانت مركز حضارة "دلمون" التي تشكل نقطة وصل بين الحضارتين السومرية والهندوسية. وقبل ان تولد صاحبتنا وكذلك نحن، عاش في البحرين شاعرنا الكبير الحاج زاير وتأثر كثيرا بصفاء الموال البحريني وعذوبته.
الذي اعرفه ان اسم "دويلة" يطلق على من لم تكن دولة ثم كانت مثل "إسرائيل". أي التسمية تتعلق بالتاريخ لا بالمساحة ولا بعدد السكان. لا يهم خلي نجي وياها على قاعدة الحاج زاير الذي مررنا على ذكره: الما يجي وياك يا صاحب تعال وياه
فقط اذكر حتى لا أنسى بان التصغير عند العرب يستعمل اما للتحبيب او للتحقير. قطعا صاحبتنا قصدت المعنى الثاني. ربما تقصد المساحة. خوش لكنها عندما كانت هي الحاكم الفعلي للعراق في زمن "دويلة" رئيس الولاية الثانية. شعجب سكتت وأكثر من ثلث العراق قد ضاع بين ليلة وضحاها حتى ان حدود تأثير الدولة الفعلي صار عند "أبو غريب" فقط؟ ألا يعني هذا بحسابات "المساحة" ان العراق صار "دويلة" أيضا بفضل (أبو اصحبة)؟
اما اذا كانت تقصد عدد السكان فهذه تحسب بالنوع. أي نحسب عدد الجياع والارامل واليتامى والمقتولين والمعوقين والعاطلين والشحاذين والمقتولة احلامهم وآمالهم ونطرحهم من العدد الأصلي. فمن سيكون "دولة" و "دويلة"؟
ظلت حسبة النعامة. بصراحة لا اعرف لماذا استثنتها من التصغير. فلو فعلتها وقالت سياسة "انعيمة" مثلا، لكنت اول من صفق لها وغنى:
بويه انعيمة يا انعيمة
بويه انعيمه يا انعيمه: انها دولة
[post-views]
نشر في: 23 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
mohammed almaliki
بالمناسبة ثبت علميا وأصبحت معلومه عامة ان النعامة لاتدس رأسها بالرمال كي تخفي نفسها كما تتوهم صاحبة نظرية الأنبطاح وهذا دليل آخر على ان كلامها من الالف الى الياء لايستحق الرد ولو كتبتهه بخط يدها لامتلأ بالأخطاء الأملائية