اغلب العراقيين يفضلون بعد الافطار متابعة الفضائيات العربية لعرضها مسلسلات تناسب "اذواق المشاهدين" من مختلف الاعمار ، اما الفضائيات العراقية باستثناءات قليلة جدا ، فلا تسقطب اهتمام الجمهور ، لان الدراما المحلية بنظر المختصين واهل الصنعة اصبحت بلا لون وطعم ورائحة ، تتناول احداث الماضي ، ولم تستطع الوصول الى مستوى ما قدمه الراحل سليم البصري عندما كان التلفزيون العراقي بالاسود والابيض وامكانيات الانتاج فقيرة ، لكن اداء الممثلين لشخصيات ابو ضوية والحاج را ضي وعبوسي وغيرهم مازال محتفظا بحضوره باذهان المشاهدين من الجيل السابق حين يقارنون بين اعمال الماضي والحاضر على الرغم من صرف اموال طائلة على انتاج مسلسلات عراقية منها (دولة الخرافة) لم تستطع ان تقنع مشاهدا واحدا بخطابها مقارنة بما قدمه الممثل ناصر القصبي في كشف ممارسات تنظيم داعش الارهابي .
الاعلامي السيناريست ناصر طه كانت له تجربة ناجحة في تقديم عمل درامي بحسب الكثير من المختصين ، كتب عبر شبكة التواصل الاجتماعي انطباعاته ورؤيته في انتاج دراما محلية بامكانها ان تستقطب المشاهدين بتوفر النص المستوفي الشروط الدرامية ، والمخرج صاحب التجارب الناجحة وادارة انتاج على استعداد لتنفيذ جميع متطلبات العمل.
انتاج الدراما خلال السنوات الماضية خضع لرغبات اصحاب القرار ، فكانت اغلب الاعمال تتناول قضايا محلية من الماضي القريب ، حتى اصبح التركيز على تناولها في اكثر من مسلسل بيانا سياسيا يفتقر للمقومات الفنية ، لان الغرض من الانتاج تلبية رغبة الحريصين على اظهار مظلومية العراقيين باي شكل كان ، ومع مشروعية هذا التوجه لم تتوفر الشروط الفنية في الاعمال المنتجة ، لانها كانت تلبي رغبة صاحب القرار .
مطلع تسعينات القرن الماضي شهدت الدراما العراقية انتاج مسلسلات بدوية ، موضوعها واحد: الغدر والخيانة ، بامكان اي شخص ان يوفر بيت شعر ودلال القهوة وخناجر يشتريها من السوق فينتج "عملا بدويا" لصالح شركة عربية ، كانت تدفع لمنتجين دخلوا هذا المضمار من الابواب الخلفية . جريدة اماراتية في ذلك الوقت كشفت في تقرير لها نشر في ملحقها الفني الاسبوعي عن شراء شركات اجنبية مسلسلات عراقية بدوية ، تخضع لدوبلاج الغرض منه اظهار العرب بابشع صورهم .
العراق مازال يحتفظ بكفاءات وخبرات فنية تستطيع صناعة سينما ودراما محلية تضاهي الاعمال العربية ، لكن امزجة اصحاب الفضائيات عطلت دور المؤلفين والمخرجين والممثلين في تقديم مسلسلات لاتقل اهمية عن نظيراتها السورية والمصرية وحتى الخليجية . العراق المعروف بانه يقف في طليعة الحركة المسرحية العربية ، يستطيع ان يتفوق على الاخرين في انتاج دراما بكامل المواصفات والاشتراطات الفنية ، لكن المشكلة تكمن في ان المسؤول او المشرف العام ، يعتقد بان الوصل ليس بالأندلس وانما في الشوملي" نارك ولاجنة هلي" .
يازمان الوصل بالشوملي
[post-views]
نشر في: 23 يونيو, 2015: 09:01 م