شعرت بالأسى وأنا اقرأ تصريح رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الذي اعلن فيه استئناف جلسات البرلمان مطلع تموز المقبل، وانتابني الحزن أكثر حين علمت أن مجلسنا الهمام سيفكر بجلساته القادمة ان يناقش ملف النازحين ، فقد كنت مثل غيري من ملايين العراقيين، نأمل أن يغط برلماننا الموقر في نوم عميق لمدة طويلة عسى ان نتخلص من فوضى التصريحات الببغاوية، وكنت أتمنى – ولو ان التمني بضاعة المفلس - ان يأخذ البرلمان اجازة استجمام طويلة، فربما يرتاح الناس من فوضى الخطابات والهتافات التي تفاقم أزمة الاحتقان السياسي، فما الذي سيجنيه الناس من برلمان يعيد الى مسامعهم الخطب نفسها فتمتلئ شاشات الفضائيات بمعارك تاريخية غير مسبوقة؟ وتتحول جلساته إلى مناكفات شخصية، ويملأ أعضاؤه "الحجاج" السموات والأرض بتصريحات عن الوطنية ومصلحة البلاد والدفاع عن قضايا الشعوب، لكنهم يعجزون عن مناقشة قانون يصب في مصلحة الناس.
في أوضاع كهذه من حق العراقيين ألا يبالوا باجتماع برلمانهم الموقر، والا يقعوا في غرامه، والسبب لأن بضاعته قديمة وبالية، ولا تناسب مطالب الناس بالعدالة الاجتماعية وبالإصلاح السياسي، فهي بضاعة مزيفة لا يمكن لمواطن ذكي أن يقتنيها.
من المؤكد أن كثيرا من العراقيين يشعرون بالحسرة وهم يشاهدون نوابهم الأفاضل قد حرموا من متعة التجوال في شوارع دبي ومولات لندن، من اجل ان يعقدوا الاجتماعات لمناقشة ملف النازحين ، الذين بشرتنا الامم المتحدة بأن عددهم تجاوز الثلاثة ملايين.
يفخر نوابنا الاعزاء بانهم أصحاب انزه انتخابات في العالم، يدافعون بمنتهى الهمة والجدية عن امتيازاتهم الخاصة، وفيما يغضون الطرف عن إزالة مكون عراقي من الوجود، يصدرون بيانات استنكار دعما للمعارضة البحرينية ودفاعا عن الشعوب "المضطهدة" في السعودية والكويت، ولكنهم يخجلون ان يضعوا صورة لمواطن مسيحي مهجر على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي. فهم مصرون مثل الذين سبقوهم على ان يقولوا لك انك تعيش احلى سني عمرك مع مهرجان المصالحة الوطنية.
يهتم السادة النواب بتقاسم المناصب، والدفاع عن كتلهم السياسية، لكن ذلك المهجر قسرا، والمطارد في الطرقات، ليس من اهتماماتهم، ربما نقرأ تصريحا خجولا هنا، وشجبا بسيطا هناك، لكن عيون وافئدة النواب معلقة بالمحاصصة والتوازن الطائفي، ولا تقترب من فاجعة الموصل، ولا تعقب على مايجري لأهالي حديثة من حصار وموت بطيء.
لم يبق في هذه البلاد شيء يستحق ان تقطع الاجازة من اجله، فكل شيء مألوف، كانوا مليونين ونصف المليون مشرد، والان اصبحوا ثلاثة.. امر لايستحق ان تقطع ايام الاجازة . .
ياسادة إذا حدثكم احد عن الضمير في هذه البلاد عليكم أن تضبطوا ضحكتكم.
تصريح محزن
[post-views]
نشر في: 23 يونيو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
اذا القاضي راضي اذا الشعب ساكت على هذه البلايا وعلى قاتليه وسارقين لقمة عيشه ولا يثور ولا ينتفظ ويزيح هذا الكابوس المظلم عن بكرة اباهم ولا يبقي لهم باقية من الطبيعي قردة المنطقة الخضراء يزدادون استهتارا واستخفافاً بهذا الشعب النايم الخمول المتوكل على ديمض
ابو سجاد
كل العراقيين يتمنون اللا يعود اعضاء برلماننا الى قبة الفتن والنفاق اذا عادوا وانشاء الله ان لايعودوا ولانرى وجوههم الطائفية حتى نبقى على الاقل بهذا الهدوء في هذه الايام التي لانرى ولانسمع بانفجار سيارة اوعبوة ناسفة وهذا مايتناقله كل العراقيين ان بغياب هؤل