TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "كن عصاميّا ولا تكن عظاميّا"

"كن عصاميّا ولا تكن عظاميّا"

نشر في: 24 يونيو, 2015: 09:01 م

من اعراض مرض فقدان السلطة ان صاحبه يضعف ويصبح يكسر القلب فيتحول الى صيد سهل لمن يضحك عليه. وعندما يقرأ "عظّامته" الحزن بعينيه على فقدان كرسيه "الحبيب" لا يقولون له "البقاء في حياتك حجي"، بل "لازم انرجعك". ربما صدقهم في بادئ الامر لكنه ما عاد كذلك لطول مدة الفقد. الظاهر انهم عادوا اليه هذه المرة بـ "فيكة" جديدة: راح نسويها نظام رئاسي ونقفلها من "الأبي". شلون؟ نرجعها "كري" مثل ما كانت بزمن صدام وابوك الله يرحمه.
قبل يومين قال النائب كاظم الصيادي : "جميع العراقيين مع النظام الرئاسي". نفس الطاس ونفس الحمام: "اذا قال صدام قال العراق" و "كل عراقي بعثي وان لم ينتم". انها الشمولية بشحمها ولحمها. منين جاب "جميع"؟ لا أدري. هي واحدة من اثنتين: اما الأخ لديه تعريف خاص لمعنى "العراقيين" وهو انهم فقط جماعة ائتلاف "أبو حميّد" وغيرهم ليس عراقيا. او انه صار يرى نفسه هو الشعب. وان كان ذلك فالرجل قطعا مصاب بتضخم "الأنا" او الذات.
الدعوة لعودة النظام الرئاسي البائد ما هي الا حلم من أحلام الفاشية الطائفية باسم الأغلبية لـتأسيس نظام دكتاتوري شمولي ألعن من الذي سبقه. انه حنين الضحية لعودة الجلاد يا بو اجواد ولو بلباس مختلف!
هجم الصيادي من قدميه حتى انفه صعودا لحاجبيه الغاضبين دائما، بسبب او بدونه، على الدستور. انه الدستور ذاته الذي كان ائتلاف "ابو الولايتين" يقول عنه بانه يمثل إرادة الشعب العراقي وانه متمسك به بأسنانه باعتباره حامي "الديمقراطية". فما الذي صيّره اليوم مذموما؟ أليس لأن كرسي الولاية قد طار الى غير رجعة؟ سبحان مغير الأحوال.
وفجر الصيادي قنبلة لغوية "ذكية" جدا. شتم الدستور واصفا إياه بانه "دستور الاحزاب العصامي". اكص ايدي الثانية اذا يعرف معنى كلمة "عصامي"؟ ولن اقصها لأنه لو كان يعرف معناها لما استخدمها للذم.
ان لاقاكم النائب الصيادي سلموا لي عليه وقولوا له ان العصامي هو عكس "العظّام". قالت العرب: "كن عصاميّا ولا تكن عظاميّا". وفي قواميس اللغة ان العصامي: مَن ساد بشرف نفسه لا بشرف غيره فنال العلى بكده واجتهاده وذكائه.
المعنى انها صفة تطلق على الإنسان وليس على الأحزاب لأنها تصعد على اكتاف الناس (الجماهير). ثم انها لا تطلق على الدساتير يا عشاق "المخاتير" لانها من صنف الجماد لا البشر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    الله يطول بعمرك ويعطيك الصحة والعافية يا ايها الكاتب العراقي الأصيل يا هاشم العقابي لكي يستمر عطائك من قلمك الى الجمهور الذي يقرأ لك ويتعلم اسرار هذا العلم اللغوي الأنيق الجميل الذي هو بمثابة موسوعة ادبية صرف وإذا اردنا ان نضع كلمة العصامي في محلها اللائق

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram