من يتابع الأخبار — سيما في العراق — يصاب بالدوار وتنتابه رجفة مما يلحق بالإنسان على يد أخيه الإنسان..
أي مخلوق عجيب هذا الشديد الضعف، بالغ البطش والقسوة؟
يضايقه طنين بعوضة. وتوجعه لدغة نحلة، ويرتجف من لسعة برد او موقف خوف. ويتشظى الما من فقدان ابن او ضياع فرصة للكسب.. لكنه هو نفسه، لا يتورع عن إلحاق الأذى بالآخرين، عمدا وعن سابق تصميم وإصرار، ولا يتورع عن إزهاق أرواح بريئة، لمجرد خلاف في الرأي او صراع على مكسب.
ذاك الكدس من المتناقضات والمفارقات في جبلة الإنسان، تجعل منه حيوانا مفترسا على هيئة إنسان، او تتركه رهيفا كما ضوع ياسمين في إهاب إنسان.
ما الذي يقمع غطرسة ابن آدم ، ويحد من غروره وشروره؟؟
علمه وتعليمه؟ وسيع ثقافته ؟، بيئته؟ فطرته؟ صدق محبته؟
لا جواب قاطع. سوى محض الحب!
……….
نقترب من حفافي الحكايات القديمة وتهويمات الخيال العلمي، التي قد يكون بعضها قابلا للاستيحاء، وإن كانت غير قابلة للتصديق. … لنتابع فارسا، وصفوا له كمال صبية يتخذها زوجة.. قصد مدينتها البعيدة، وهاله ان يشهد سكانها وقد انقلبوا صلصالا و حجارة، فمن تحجر وفي يده كأس ماء، او في فمه لقمة. اوتلك التي ترضع وليدها، والأخرى التي تعانق حبيبها، من تحجر وهو يزر ع او يتبضع من سوق.. او، او. كل كائن في المدينة غدا حجارة…
نتابع الحكاية. فنتبين أن ساحرة شريرة. غاضها منعة المدينة ورفاه أهلها فأقدمت على مسخهم….
يهرع الفارس نحو القصر ، فلا يحظى بغير تمثال رخام، يحتضن الفارس تمثال الصبية الرخام بشوق عاشق. يلثم الفم المطبق، يهمس لها، يتوسل إليها ان تغادر سجنها المرمري. يهدهدها بأناشيد الحب، منتظرا معجزة…… وتحدث المعجزة. حين تتململ مفاصل التمثال. وتدب فيه الروح، تفرك الصبية عينيها كمن يصحو من إغفاءة، وسرعان ما تدب الحياة في عروق سكان المدينة أجمع… وبقية الحكاية معروفة.
هي حكاية تروى للصغار، فهل يسمعها كبار العائلة والفرسان القلة فيهم، ويوقظوا الأميرة بغداد من سباتها، بإعلان محض الحب، المنزه عن رخيص الهوى. وجلجلة المزايدات؟؟
مثقال محبة يكفي، قنطار كراهية، لا
[post-views]
نشر في: 24 يونيو, 2015: 09:01 م