TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مثقال محبة يكفي، قنطار كراهية، لا

مثقال محبة يكفي، قنطار كراهية، لا

نشر في: 24 يونيو, 2015: 09:01 م

من يتابع الأخبار — سيما في العراق — يصاب بالدوار وتنتابه رجفة مما يلحق بالإنسان على يد أخيه الإنسان..
أي مخلوق عجيب هذا الشديد الضعف، بالغ البطش والقسوة؟
يضايقه طنين بعوضة. وتوجعه لدغة نحلة، ويرتجف من لسعة برد او موقف خوف. ويتشظى الما من فقدان ابن او ضياع فرصة للكسب.. لكنه هو نفسه، لا يتورع عن إلحاق الأذى بالآخرين، عمدا وعن سابق تصميم وإصرار، ولا يتورع عن إزهاق أرواح بريئة، لمجرد خلاف في الرأي او صراع على مكسب.
ذاك الكدس من المتناقضات والمفارقات في جبلة الإنسان، تجعل منه حيوانا مفترسا على هيئة إنسان، او تتركه رهيفا كما ضوع ياسمين في إهاب إنسان.
ما الذي يقمع غطرسة ابن آدم ، ويحد من غروره وشروره؟؟
علمه وتعليمه؟ وسيع ثقافته ؟، بيئته؟ فطرته؟ صدق محبته؟
لا جواب قاطع. سوى محض الحب!
……….
نقترب من حفافي الحكايات القديمة وتهويمات الخيال العلمي، التي قد يكون بعضها قابلا للاستيحاء، وإن كانت غير قابلة للتصديق. … لنتابع فارسا، وصفوا له كمال صبية يتخذها زوجة.. قصد مدينتها البعيدة، وهاله ان يشهد سكانها وقد انقلبوا صلصالا و حجارة، فمن تحجر وفي يده كأس ماء، او في فمه لقمة. اوتلك التي ترضع وليدها، والأخرى التي تعانق حبيبها، من تحجر وهو يزر ع او يتبضع من سوق.. او، او. كل كائن في المدينة غدا حجارة…
نتابع الحكاية. فنتبين أن ساحرة شريرة. غاضها منعة المدينة ورفاه أهلها فأقدمت على مسخهم….
يهرع الفارس نحو القصر ، فلا يحظى بغير تمثال رخام، يحتضن الفارس تمثال الصبية الرخام بشوق عاشق. يلثم الفم المطبق، يهمس لها، يتوسل إليها ان تغادر سجنها المرمري. يهدهدها بأناشيد الحب، منتظرا معجزة…… وتحدث المعجزة. حين تتململ مفاصل التمثال. وتدب فيه الروح، تفرك الصبية عينيها كمن يصحو من إغفاءة، وسرعان ما تدب الحياة في عروق سكان المدينة أجمع… وبقية الحكاية معروفة.
هي حكاية تروى للصغار، فهل يسمعها كبار العائلة والفرسان القلة فيهم، ويوقظوا الأميرة بغداد من سباتها، بإعلان محض الحب، المنزه عن رخيص الهوى. وجلجلة المزايدات؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram