اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حقاً .. إنها حرب عالمية

حقاً .. إنها حرب عالمية

نشر في: 26 يونيو, 2015: 09:01 م

من فرنسا إلى تونس فالكويت، الإرهاب يضرب ويستبيح الحرمات والدماء في الآن ذاته، بما فيها حرمات المساجد ودماء المصلّين ... ولن ننسى بطبيعة الحال العراق ولا سوريا ولا ليبيا ولا اليمن وسواها من الدول المستباحة فيها الحرمات والدماء على مدار الساعة.
الإرهاب لا دين له ولا طائفة ولا مذهب ولا جنسية ولا قومية، والإرهابيون لا ذمّة لهم ولا ضمير .. هذا ما تُعيد تأكيده الهجمات الإرهابية التي ضربت أمس معملاً للغاز في إيزير الفرنسية وفندقين سياحيين في سوسة التونسية ومسجداً في الكويت العاصمة أثناء صلاة الجمعة.
ما من أحد - دولةً أو جماعة - في مأمن من الإرهاب ووحشية الإرهابيين الذين يعلنونها حرباً عالمية مفتوحة على الجميع تتطلب بالضرورة حلفاً عابراً للقارات لمكافحة الوباء الإرهابي على غرار الحلف المؤسس لمواجهة النازية والفاشية في القرن الماضي.
ومثلما تطلبت الحرب ضد النازية والفاشية منذ ثمانين سنة تغييراً في مفهوم السيادة الوطنية والاستقلال الوطني بما يسمح بفتح الحدود أمام القوات الأجنبية لدحر العدو المشترك، فانه يتعيّن في الحرب الراهنة ضد الإرهاب إحداث تغيير مماثل في المفهوم نفسه.
لن نستطيع بمفردنا هزيمة داعش، ولن تستطيع أية دولة غيرنا أن تواجه الإرهابيين داخلها بمفردها .. ولقد ضيّعت دولتنا الآن سنة كاملة في الخضوع لإرادة البعض من قصيري النظر ممن حالوا دون الاستعانة بقوات برّية من دول صديقة لجعل حربنا ضد داعش قادرة على تحقيق هدفها في القضاء على التنظيم الإرهابي.
بالجيش الذي بنته الحكومات السابقة على أسس غير سليمة، غير وطنية غير مهنية، لا يمكننا مواجهة داعش .. هذا ما تأكد لنا على نحو صارخ وموجع قبل سنة، وهذا ما ثبت مرة أخرى على مدى الإثني عشر شهراً المنصرمة، مثلما ثبت ان الحرب ضد داعش لا يمكن كسبها أيضاً بالاعتماد على قوات غير مؤهلة تأهيلاً كاملاً وغير مسلحة بما يلزم ويكفي من السلاح والذخيرة في مواجهة العدو المسلّح بأفتك الأسلحة التي حصل عليها، بسهولة شرب الماء، من جيشنا والجيش السوري!
ربما يغدو من اللازم الآن أن يراجع مجلس النواب تجربة السنة الفائتة في حربنا ضد داعش، وأن يعاود البحث في أفضل وأنجع السبل لتحقيق الانتصار في هذه الحرب بأقل الخسائر البشرية والمادية وبأقصر مدة ممكنة، من دون مواقف مسبقة ومن دون أجندات سياسية، وبقناعة ان مكافحة الإرهاب لن تتحقق إلا بعمل دولي واسع النطاق يقتضي بالضرورة إعادة النظر في مفهوم السيادة الوطنية والاستقلال الوطني على غرار ما حصل في الحرب العالمية الثانية وقبلها أيضاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    انا لا أوافق الاستاد الاكرم عدنان حسين في راييه ان العراق لوحده لايستطيع الانتصار على السرطان الداعشى---------ادا اتحد السنه والشيعه اتحادا وطنيا وقلبيا بعد تقديم تنازلات لاخوتنا السنه فثمرة الانتصار قابله للقطف وبشرط ان يشترك الكورد بكميات اكثر من البي

  2. ابو سجاد

    اولا ياسيدي ان الارهاب لايطول اوربا واميركا بقدر مايطول الدول العربية التي بنيت على اسس دكتاتوريةكون هذه الدول محصنة امنيا وبحب تلك الشعوب لبلدانها التي تؤمن ايمان مطلق انها بلدانها ولابد الدفاع عنها بكل ماتستطيع اما الشعوب العربية لاتشعر بالانتماء نفسها

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram