TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وصفة صينية

وصفة صينية

نشر في: 27 يونيو, 2015: 09:01 م

الصين بتعداد سكانها البالغ قرابة مليار ونصف استطاعت بقيادتها "الحكيمة" ان توفر لمواطنيها وحدات سكنية ، الفائض منها يكفي لتلبية حاجة الجيل المقبل في الحصول على شقة سكنية ، منجز القيادة الصينية اعتمد الخطط المستقبلية في تحقيق التنمية الاقتصادية ، ووفرت فرص العمل للجميع ، فصدرت بضائعها الى دول العالم وحتى الولايات المتحدة ، التنين الصيني المسالم ، ماعاد حيوانا خرافيا يثير مخاوف الاخرين ، بل سخرت قوته الراسخة في الخيال الشعبي الى عمل جاد متواصل على مدى سنوات طويلة.
في زيارة رئيس دولة خليجية الى بكين استقبله الرئيس الصيني ، واثناء تبادل الحديث بين الجانبين في صالة المطار سأل الرئيس الصيني ضيفه ، كم عدد سكان بلدكم ، فاجاب الضيف بانهم قرابة 250 الفا ، فرد الرئيس الصيني ، لماذا لم تجلبهم معك ضيوفا اعزاء على شعبنا ليتعرفوا على حضارتنا القديمة ، ومنجزاتنا ، هذه القصة خيالية ، يسردها من يرغب في اجراء مقارنة بين الشعوب من زاوية تعداد نفوسها ، فضلا عن حجم ثرواتها واساليب استخدامها في تنفيذ مشاريع نهضوية ، حققها الصينيون ، فيما عجز العرب في الدول الغنية عن استثمار مواردهم في تحقيق طفرات نوعية في مجالات الاقتصاد والتعليم وتعظيم الموارد .
تذكر كتب التاريخ في مدارس الدول العربية بان المسلمين في زمن الفتوحات وصلوا الى الهند والسند وبلاد الصين شرقا وحتى بحر الظلمات غربا ،مع مرور الزمن ، تراجع العرب وظلوا يرددون منجزات اجدادهم باختراع الكتابة والعجلة وتعليم الانسانية مختلف العلوم والمعارف ، اسباب التراجع العربي يعزوها بعضهم الى اتفاقية سايكس بيكو ، واحباط "المشروع النهضوي" باستمرار المؤامرات الصهيونية الامبريالية على الامة فاصابها التشتت ، واكتسبت صفة التخلف ماركة مسجلة بأسمها ، تعاني التشتت والتشرذم ، جربت بعض شعوبها النظام الديمقراطي ففتحت على نفسها ابواب جهنم لهيمنة احزاب متنفذة على السلطة ، واستخدمت ورقة الاصطفافات المذهبية والطائفية في الحصول على اصوات الناخبين ، بعد الغزو الاميركي للعراق حصل هذا التحول ، وبفعل الاداء السياسي المتراجع تناسلت الازمات والنكبات ، ولم تتحقق التنمية الاقتصادية ، ومشروع بناء الدولة المدنية ، ويحتاج الى سنوات ضوئية لارساء اسسه ، ثم الانطلاق نحو صناعة غد مشرق .
تزامنا مع استئناف الفصل التشريعي الجديد ، ولغرض حسم الخلافات بين الكتل النيابية حول المشاريع المعطلة ، والمواقف المتباينة تجاه الكثير من القضايا الاقليمية المتعلقة بالبحرين واليمن وسوريا ، من المناسب ان ترسل رئاسة البرلمان على شكل دفعات اعضاء المجلس الى الصين ليطلعوا على تجاربها في حل الازمات والمشاكل ، وخاصة في ما يتعلق بحل مشكلة السكن ، ومن الضروري ان تنظم الرئاسة للوفد قبل التوجه الى بكين زيارة للعشوائيات المنتشرة في العاصمة ، ثم يعود ممثلو الشعب بالوصفة الصينية للمشاكل العراقية ، ليعيدوا احياء مشروع قانون اعادة البنية التحتية و"الجوانية " المدمرة منذ حرب الخليج الثانية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram