TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أردوغان يؤكّد إذ ينفي !

أردوغان يؤكّد إذ ينفي !

نشر في: 27 يونيو, 2015: 09:01 م

لم يُفلح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه المرة أيضاً في تبرئة نفسه وحكومته من التواطؤ من جديد مع تنظيم داعش في الهجوم الذي شنّه التنظيم الإرهابي على مدينة كوباني الكردية السورية الخميس الماضي.
أردوغان بدا عصبياً وهو يتحدث في حفل الافطار الذي نظّمه الهلال الأحمر التركي في مركز "الخليج" للمؤتمرات بمدينة إسطنبول مساء الجمعة، متهماً الذين تحدثوا عن التواطؤ التركي مع داعش بان لديهم "نوايا خبيثة". لكنّ الذين تحدّثوا لم يكونوا في الغالب سوى شهود عيان من السكان والناشطين المحليين ممن اتصلت بهم قنوات فضائية مختلفة الجنسيات والتوجهات لينقلوا إليها ما شاهدوا، وهم شاهدوا وصول قوات داعش من جهة الحدود التركية. والمعلوم ان حدود تركيا، خصوصاً مع سوريا والعراق، مُراقبة على مدار الساعة وترابط على طولها قوات تركية منذ أربعين سنة، فضلاً عن ان بعضها مسوّر بجدار مزدوج من الأسلاك الشائكة وبحقول من الألغام.
وعدا عن عصبيته في الحديث، فإن الرئيس أردوغان قال في تلك الكلمة بلهجة حادة أيضاً " لن نسمح أبداً بإنشاء دولة كردية في سوريا، على حدودنا الجنوبية، وسيستمر كفاحنا في هذا السبيل مهما كانت التكلفة"... هنا يكشف أردوغان عن سرّ التواطؤ، فالواضح ان القوات التركية المرابطة على الحدود قد تركت قوات داعش تمرّ من دون اعتراض.
يتعب الرئيس أردوغان كثيراً وهو يحاول إقناعنا بان نظامه "لا يمكن أن يكون في صف أي تنظيم إرهابي"، كما قال في كلمته تلك، فهو رفض الانضمام الى التحالف الدولي المناهض لداعش، والمنطق يقول ان داعش ما كان له أن يكون بهذه القوّة والمنعة لو لم تسهّل السلطات التركية لعشرات الآلاف من عناصر التنظيم عبور الاراضي التركية الى سوريا ثم العراق. وفي وقت سابق قدّمت هيئة الاذاعة البريطانية دليلاً قاطعاً على ذلك حينما تنكّر أحد مراسليها في هيئة أحد الراغبين بالالتحاق بالتنظيم، فقد مكّنه ذلك من الوقوف بنفسه على التسهيلات اللوجستية المقدّمة من تركيا للتنظيم الإرهابي للتزود بالمقاتلين.
وكان أردوغان قد أعرب علناً منذ أيام عن "قلقه" من تقدّم قوات حماية الشعب الكردية نحو منطقة تل أبيض في شمال سورية، واصفاً هذا التطور بأنه تهديد لأمن تركيا، فعلى متن طائرته الرئاسية العائدة به من أذربيجان في 14 الشهر الحالي أبلغ صحفيين أتراكاً مرافقين له بانه قلق من أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى إنشاء "كيان" يهدّد حدود تركيا!
من الطبيعي، والحال هذه، أن يسمح أردوغان لداعش بالقيام بكل ما من شأنه منع الكرد من إقامة الكيان الذي في رأس الرئيس التركي، ولابدّ أنه يتصور أن كوباني هي من القواعد المفترضة للكيان الذي يُقلق أردوغان المصمّم على عدم السماح "أبداً" بإنشاء دولة كردية في سوريا أو في غيرها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. خليلو....

    اردوغان افندي يستطيع ان يجفف البحر ولكنه لن يستطيع صيد السمك ابدا ...........

  2. د عادل على

    لولا اوردكان لهلك أبو بكر الارهابى من زمان بعيد------غرب داعش صحراء سوريه وشرق داعش صحراء عراقيه وجنوب داعش الى الأردن صحراء أيضا---من اين ياتى الماء_ومن اين ياتى الطعام؟؟؟ومن اين ياتى العتاد---ومن اين ياتى الدولار؟؟؟ومن اين ياتى الأطباء والممرضات في غرفا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram