TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دموع كويتية واستجمام عراقي

دموع كويتية واستجمام عراقي

نشر في: 27 يونيو, 2015: 09:01 م

أعرف جيداً أن الكثير من القرّاء الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن البسيط ، المشغول بعملية اختطاف الكربولي، وبوضع قاموس لتفسير نظرية حنان الفتلاوي في الحكم ولكن اسمحوا لي أن اتحدث عن ثلاثة اخبار احتلت معظم صحف العالم ووكالات الانباء، الاول تصدره صورة لامير الكويت، وهو يبكي تأثرا بضحايا بلاده بسبب التفجير الارهابي الذي خلف 27 قتيلا، لم يذهب امير الكويت الى شاشات الفضائيات ، وانما كان عند موقع التفجير بعد نصف ساعة بالتمام والكمال.. فيما مجلس الامة الكويتي يلغي اجازته ليعقد اجتماعا طارئا بحضور رئيس الحكومة ومعظم الوزراء.
واتمنى عليكم ان تعرفوا ان هناك خبرا آخر خرج من فرنسا ، يؤكد ان الرئيس الفرنسي هولاند قد قطع زيارته الى بروكسل ،وعاد الى باريس لان مواطنا فرنسيا قتل على يد ارهابيين..
ومن تونس نقلت الينا الانباء ان الرئيس كان اول من زار موقع العملية الإرهابية بعد ساعات من وقوعها.
مع هذه الاخبار تذكر أيها القارئ عدد ضحايا العمليات الارهابية التي وقعت في مدن العراق خلال الشهرالماضي، وأتمنى عليك ان تمسح من ذاكرتك هذا الرقم: "ثلاثة ملايين مشرد منذ احداث الموصل".. يرفض ساستنا ان يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن للسياسي المؤمن وحاج بيت الله 14 مرة ان يذرف الدموع وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطبا ومعارك نارية؟
كأنما الدرس الذي اعطته لنا الكويت امس موجه على نحو خاص، الى بلد البرلمان ذي العطلة الدائمة ، أو هكذا، في الأقل، يمكن ان نسمي الجولات السياحية التي يقضيها ساستنا في بلاد الافرنج.
ضحية واحدة وقفت فرنسا من اكبر مسؤول الى ابسط مواطن تذرف الدموع لأجلها ، فيما تخلى مسؤولونا عن انقاذ مواطنين تحولت بيوتهم الى مقابر جماعية.
تقوم تجارب الحكومات الناجحة على الصدق والمشاعر الانسانية. فيما تعيش حكوماتنا الكسيحة على الشك والنميمة والانتهازية واحتقار الانسان.
بالامس عاشت فرنسا باجمعها ملحمة بشرية في الدفاع عن قيمة الحياة، كان فيها اهالي الضحية يعيشون الأمل بأن ساستهم ومسؤوليهم لايمكن ان يتخلوا عنهم.
بالامس وأنا أتابع خبر تفجير الكويت اقول لنفسي : ما الذي سيفعله ساسة الكويت وشيوخها، قدم لي امير البلاد الجواب شافيا، دموع تقول للشعب لا خيار، اما التضامن واما الذهاب في عتمة الخراب.. فيما ساستنا يؤكدون لنا كل يوم ان لا امل في الخروج من ظلام الطائفية والانتهازية والمحسوبية واللصوصية، كلمات هولاند تقول: اننا لن نسمح بفقد مواطن واحد.. فيما نحن نعيش في ظل ساسة مصرين ان ينقلونا من احضان الحياة الى احضان الخوف والموت والدمار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    عندما تاسست الدوله العراقيه قى 1920 كان العراق من اغنى دول المنطقه واكثرهم تمدننا وثقافة والحرب كانت اسما بلا معنى--------في دلك العصر الدهبى كانت الكويت صحراء----عندما أراد صدام دفع ديونه الخياليه كانت بنوك العراق تملك 400000 مليارد دولار ناقص------والغر

  2. بغداد

    يريدون منا ان نصدق ان حصان طروادة الارهاب القاعدي الداعشي قوة عظمى هبطت من المريخ بمركبات فضائية مثل مسلسل ستار ترك وكابتن كِرْك هو البطل ابو بكر البغدادي لا تقهره ولا تقدر عليه امريكا وقوتها وصواريخها وتجهزتها التجسسية وأقمارها الصناعية وقنابل

  3. ابو اثير

    الشعب الكويتي الشقيق سيجتاز هذه المحنة بوحدته وأرادته ووعيه الوطني بتمسكه بوحدة تراب شعبه ومواطنيه ... وكلنا نتذكر نضاله أيام الغزو الصدامي للجار الشقيق وكيف قاوم ألأحتلال والغزو بكل الطرق وألأساليب وأصبح يد واحدة ضد ألأحتلال ... وبعد التحرير أعيدت ترتيب

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram