اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > من أغرب القضايا.. لا المحاكم ولا الأقارب أعادت له أُسرته

من أغرب القضايا.. لا المحاكم ولا الأقارب أعادت له أُسرته

نشر في: 29 يونيو, 2015: 12:01 ص

يغداد / المدى
بعد سنين طويلة قضاها ( م ) في ألمانيا عاد الرجل الى بغداد لا يحمل سوى حقيبة ملابسه ... في هذه الزيارة لم يأت كل عام لزيارة أقربائه وإنما جاء بحثاً عن زوجته وابنائه وملايينه التي استولت عليها زوجته ... القصة كما يرويها لنا (م) بدأت عندم

يغداد / المدى

بعد سنين طويلة قضاها ( م ) في ألمانيا عاد الرجل الى بغداد لا يحمل سوى حقيبة ملابسه ... في هذه الزيارة لم يأت كل عام لزيارة أقربائه وإنما جاء بحثاً عن زوجته وابنائه وملايينه التي استولت عليها زوجته ... القصة كما يرويها لنا (م) بدأت عندما سافر الى ألمانيا  وكان عمره ثلاثين عاما بحثا عن مستقبل افضل وثروة ينتظر ان تهبط عليه حيث استقر في برلين، وفي تلك المدينة الكبيرة تذوق مرارة الغربة ولدغة التشرد لكنه الامل الذي سافر لأجله كان يهون عليه ايام غربته في هذا البلد الذي لا يعترف بالغرباء!

عمل (م) في بداية امره في احد المطاعم المهمة ثم تعلم الطبخ واصبح طباخا ماهرا وافتتح بعد سنتين مطعما للاكلات العربية اشتهر اسمه في برلين واصبح حديث الرواد العرب والاجانب ... وبدأ يشعر بعد ان استقر ماديا انه جزء من هذا المجتمع خاصة بعدما حصل على الاقامة هناك وخطا خطوة كبيرة نحو الاستقرار ثم بعد عشر سنوات حصل على الجنسية الالمانية واصبح يتردد على بغداد من حين الى آخر وخلال زيارته الى اهله طلب منهم البحث له عن زوجة مناسبة ... تقبل به زوجا وترحل معه الى ألمانيا .. اختارت اخته له احدى صديقاتها التي كانت طالبة معها في الكلية ... وقد وافقت عائلة (و) لتكون هي الزوجة التي تتحمل معه مرارة الغربة ... وفي فترة قياسية تم زفاف (م) على (و) وعاش معها في بغداد فترة قصيرة ثم عاد الى عمله في برلين ... فالوقت غير مناسب لإخراج تصريح الاقامة لها معه في ألمانيا ! لكن كان (م) دائم الاتصال بها ويرسل اليها شهريا ما يكفي نفقاتها واكثر فضلا عن انه كان يحوّل لها كل الاموال التي يحصل عليها من المطعم من اجل ان تدخرها ليوم ويعود ويستقر فيه في بغداد من اجل استثمارها ... مرت الايام والاشهر كما هو لا يتغير (م) في كفاحه المستمر في المانيا وزوجته عند اهلها في بغداد وفي كل بداية عام يعود الى بغداد في اجازته السنوية ليقضيها مع زوجته حتى رزقه الله بثلاثة ابناء من زوجته ( و) .. بدأت الزوجة والاولاد يلحون على ابيهم بالاستقرار معه في برلين وان يحصل على الاقامة من هناك لان المستقبل اصبح افضل بالعيش معه بدلا من رؤيته كل سنة مرة واحدة ... ومع إلحاح الزوجة عليه ورغبة ابنائه القوية بدأ الزوج يعدل من خططه وافكاره لكي يهيئ المناخ لهم للمجيء معه الى برلين ... فاستأجر شقة كبيرة واثثها وبدأ بإكمال معاملة إلحاق زوجته واولاده معه في مدارس قريبة من عمله ... وبالفعل بعد اشهر كانت الاسرة تنتقل بالكامل للحياة في العاصمة الالمانية .. استقبلهم الاب بحفاوة بالغة وفوجئ الابناء بالمستوى المعيشي الثري الذي يتمتع به والدهم والشقة الفاخرة التي جهزها لهم للعيش معه وبدأ الابناء يلتحقون بالمدارس وسارت الامور على اكمل وجه وبدأ الزوج يشعر بقيمة وحلاوة الاستقرار الاسري وتفرغ لعمله اكثر وضاعف من مشاريعة من اجل توفير مستوى افضل للاسرة بعدما زادت اعباؤه باقامتهم معه في ظل حياة مرفهة لكن باهظة التكاليف ... ثلاث سنوات قضاها (م) مع اسرته في استقرار لكن فجأة بدأ الزوج يشعر شيئا غريبا من ناحية زوجته ... فقد اصبحت مادية اكثر من اللازم تريد الاستحواذ على كل (يورو) وتفتعل معه المشاكل لأتفه الاسباب ، والاكثر من ذلك أنها بدأت تعبث في مشاعر ابنائها تجاه والدهم ... وقد احس الاب ان زمام الامور بدأ يفلت من يده بعدما استهوت الابناء حياة الحرية الاوربية ... فشعر الاب ان ابناءه على حافة الضياع وهو الذي قضى عمره كله في اوربا يرفض الاندماج في هذه الحياة وما يتعارض معه كونه رجلا شرقيا مسلما محافظا على تقاليد وعادات وسلوك الموروث الاجتماعي الذي آمن به ... حتى جاء اليوم الذي حدثت فيه مشاجرة بدأتها الزوجة وابناؤها مع ابيهم وكانت مشاجرة اسرية عادية لا تستوجب ان تبادر الزوجة وابناؤها لطلب الشرطة وهم يصيحون برعب في الهاتف لانقاذهم من يدي ابيهم ! جاءت الشرطة مسرعة وألقت القبض على الزوج ووضعت في يده الاصفاد الحديدية واصطحبته الى مركز الشرطة ... وهناك لم تجد الشرطة الاتهام المناسب الذي يرقى بواقعة القبض عليه فاخلت سبيله بعد اسبوع مع اخذ تعهد عليه بعدم التعرض مرة اخرى لابنائه وزوجته دون سبب مقنع ... وكل ذنبه انه حاول ان يتصدى للانفلات السلوكي لابنائه وبناته خشية ان يحرضهم تيار الفساد في هذا المجتمع المتحرر ... عندما عاد الزوج للمنزل وجد شقته خاوية من كل شيء ثمين ... حيث اتلفت الزوجة كل شيء فيها واخذت كل شيء ممكن اخذه معها من هذه الشقة الفاخرة وهربت هي وابناؤها الى مكان مجهول ... ظل الزوج يبحث عنها في كل مكان لكنه لم يعثر لها على اثر ... هرول الزوج تلقائيا الى البنك الذي كان يدخر فيه امواله فكانت المفاجأة ان زوجته استطاعت ان تسحب كل امواله من البنك اعتمادا على اوراق القضية التي رفعتها ضده في مركز الشرطة ... وعندما استفسر الزوج من البنك عن كيفية ان تسحب زوجته امواله دون علمه ... لكن عاد وتذكر انه قد اشركها في التوقيع على حساب البنك زيادة في الامان ويريد ان يؤمن مستقبل ابنائه وزوجته خشية ان يحدث له مكروه فيكون من حق الزوجة ان تتصرف في امواله من البنك ! عاد الزوج من البنك وهو يبكي ألما لما آل اليه حالة خاصة بعد ان علم ان زوجته قد رجعت هي وابناؤه الى بغداد هربا بثروته وكافة ما يملك ! لم يجد الزوج سوى ان يعود الى بغداد بعدما خسر كل شي ، بحث عنها في كل مكان وكلما ذهب الى اسرتها ... يتهربون منه ولم يعطوه اجابة شافية عن مصير زوجته وابنائه ... ولم يجد الزوج مفرا من اللجوء الى المحاكم ليقدم اوراقه الرسمية وعقد الزواج وهويات الاولاد ويشتكي على زوجته ويتهمها بالسرقة والهروب من بيت الزوجية ... اكثر من عام و(م) يشعر بالضياع بعدما انهارت احلامه وخسر كل شيء في ان واحد ولم يعد لديه سوى الصراخ لكل من يراه لكن لا المحاكم والناس اعادت له ما خسره !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram