اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريبورتاج: ساحـة الـفـردوس ... شـاهـدة عــصر يـراد اغتيـالهـا

ريبورتاج: ساحـة الـفـردوس ... شـاهـدة عــصر يـراد اغتيـالهـا

نشر في: 30 يونيو, 2015: 12:01 ص

وسط موجات صوتية عالية، تعود لضربات جوية، كانت حشود الناس ، او ما تبقى من اهل بغداد ، يتواجدون هنا وهناك، لكن الدبابة الاولى التي وصلت ىساحة الفردوس، وتبعتها اخرى واخرى، وعجلات الهمفي، هذه الآليات كانت كفيلة، مع طائرات تحوم فوق سماء بغداد تصور اعمدة ا

وسط موجات صوتية عالية، تعود لضربات جوية، كانت حشود الناس ، او ما تبقى من اهل بغداد ، يتواجدون هنا وهناك، لكن الدبابة الاولى التي وصلت ىساحة الفردوس، وتبعتها اخرى واخرى، وعجلات الهمفي، هذه الآليات كانت كفيلة، مع طائرات تحوم فوق سماء بغداد تصور اعمدة الدخان المرتفعة في ارجاء المدينة المختلفة، باسقاط تمثال الدكتاوتور وسحبه حول الساحة التي سرعان ما امتلأت بالناس ، وكان خبر اشيع مسبقا حدد وقته وزمانه ... نعم هي ساحة الفردوس، التي هي ولادة حلم العراقين، الساحة التي عادت لتضم، جماعات ومتظاهرين، ومطالبين، ومؤيدين. عادت لتكون محطة مرور مسيرات عيد العمال العالمي، ومحطة اخيرة لتظاهرت انطلاقت من شقيقتها الكبرى ساحة التحرير. 

دلالة تاريخية وليست فنية
كل الدول والبلدان التي تتخلص من انظمتها الدكتاتورية، تجعل من ساعة الحدث مكانا وشاهدا على ذلك التحول والانتقال ، الا نحن فالامر يسير بشكل معاكس، اذ يقول الشاعر والاعلامي كاظم غيلان: عرف صدام حسين بهوسه اللامنتي بحبه الجنوني لتماثيله التي غطت العراق، وليس بغداد وحدها، ولربما فيها متنفس عما يكمن في دواخله المريضة وطفولته الضاجة بعذابات التشرد والعوز والاحتقار الأبوي ، فأراد من خلال الأغاني التي تتغزل بحبه ومعارض الفن التشكيلي التي تجسد ملامحه وفتح بوابة قاصة العراق المالية أمام مشاريعه التي اختتمها بـ( زبيبة والملك) كونه (روائياً) !!. ويضيف غيلان:اراد أن يكمل التعويض الذي عانى منها فضلاً عن القصور الخاصة به بكل مدينة عراقية، والتي لم يحقق زياراته لها، مع أنها أغرقت بأفخر أنواع الأثاث، فكان تمثاله الأجوف برغم شاهقيته والذي انتصب في ساحة الفردوس قبالة فندق فلسطين من أبرز التماثيل، وقد أملت لحظة سقوط مرحلة حكمه الدامية ممثلة بسقوط هذا التمثال الذي انهالت عليه الجموع المسحوقة والمقهورة وراحت وكالات الأنباء بمختلف تنوعاتها تجد منه فرصة سانحة للاستثمار الإعلاني والسبق الخبري.
غيلان تحدث عن شهرة ساحة الفردس وقتذاك وكيف تحولت الى ساحة عالمية قائلا: وهكذا راح اسم ساحة الفردوس يشغل مساحة من الذاكرة الجمعية مع انها لم تكن بمستوى ساحة التحرير ونصب الحرية العظيم الذي صنعته أنامل الفنان الرائد جواد سليم، ولا حتى أبسط ساحات بغداد الشعبية ممثلة بساحة (صباح الخياط) لانها على أقل تقدير تحمل اسم فنان شعبي له عشاقه، أما على المستوى الفني فهي مجرد ساحة وفقط، وهكذا ، وفي لحظة عابرة بحبال ربطتها الدبابة الأميركية بعنق التمثال وأسقطته تزامناً مع لحظة سقوطه. ومن هنا اكتسبت وقعها التاريخي ولا أقول الفني وماتلاها من بدائل ماهي الا محاولات لإشغال الساحة بأي شيء ينسي الناس ذلك الصنم الشاهق المشع بالرعب.
مقاهي الرصيف السياحية
حال الساحة الآن لا يسر ابدا ولا يؤمل منه ان يكون بالمستقبل القريب افضل عن تلك اللحظة التاريخية ، الساحة مهملة بشكل تام حتى ان البعض يعتقد ان هذا الاهمال متعمد، يقول م.استشاري عقيل كاظم مسلم: تعتبر ساحة الفردوس من المواقع المهمة في مركز بغداد لما تملكه من مكان مميز وارتباطها بحدث تاريخي كبير لحظة سقوط الصنم فيها، ولابد من استثمارها من الناحية الخدمية والفنية والسياحية والمرورية ، داعيا الى اعادة تصميم الساحة وفق تصاميم حديثة بانشاء نافورة تعمل بمصاحبة عزف موسيقي اضافة الى توفير مساحات خضر منسقة واماكن جلوس مظلله بالاشجار واروقة للمشاة مع فتح مجموعة اكشاك بتصاميم جميلة وزاهية .مسلم بين ايضا ان بالامكان فتح الطريق الرابط بينها وبين شارع ابي نؤاس المار عبر فندقي شيراتون وميريديان وانشاء كراج متعدد الطوابق لوقوف العجلات على الجهة المحاذية للنهر من شارع ابي نؤاس ليخدم نزلاء الفنادق ورواد نادي العلوية ومتنزه ابي نؤاس وعن طريق الاستثمار .
واضاف المهندس الاستشاري عقيل كاظم مسلم: يمكن استثمار الارصفة وعلى جانبي الطريق والمؤدي الى ساحة التحرير من جهة وساحة كهرمانة من جهة اخرى بفتح مقاهٍ ومطاعم سياحية للمارة اسوة بمدن مثل اسطنبول. مؤكدا على اهمية انشاء نصب تذكاري بمحاذاة النافورة له دلالة على سقوط النظام والصنم .

 

 

فاصلة:سيبقى حدث ساحة الفردوس لعباً اساسياً في حياة العراقيين لفترة غير قصيرة، لما تركه من اثر كبير في مجمل تلك الحياة. لذا بات لزوما وضع نصب وطني يمثل تلك اللحظة المفصلية في تاريخ العراق، وتحويل الساحة الى حديقة غنّاء. لتكون شاهدة على مرحلتين ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram