اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > منذ عام ونصف والعمل مستمر..أنبوب ماء يحول حي الجهاد الى قرية

منذ عام ونصف والعمل مستمر..أنبوب ماء يحول حي الجهاد الى قرية

نشر في: 30 يونيو, 2015: 12:01 ص

الإهمال الذي أصاب الشوارع والأحياء السكنية أدى الى عدم وجود مقارنة بين بغداد الامس واليوم، ملامح مناطق صارت اقرب للخربة، يعاقبها النسيان والإهمال منذ عهد النظام السابق والى يومنا هذا، وباتت وكأنها مدينة تقع خارج حدود بغداد او كما تصنف على الخارطة بأن

الإهمال الذي أصاب الشوارع والأحياء السكنية أدى الى عدم وجود مقارنة بين بغداد الامس واليوم، ملامح مناطق صارت اقرب للخربة، يعاقبها النسيان والإهمال منذ عهد النظام السابق والى يومنا هذا، وباتت وكأنها مدينة تقع خارج حدود بغداد او كما تصنف على الخارطة بأنها اطراف جنوب غربي بغداد . وتضم هذه المدينة في طياتها عدة أحياء تتجاوز الخمسة تعاني من حال مزرية ونقص في الخدمات البلدية. منطقة حي الجهاد منطقة تقع بمحاذاة شارع مطار بغداد قرب العامرية، ويعتبر الحي أحد أهم المواقع التي تتمركز فيها العوائل العراقية وتصل نسبة السكان هناك لمايقارب الـ( 200 ) الف نسمة وقسمت الى احياء عدة منذ سبعينات القرن الماضي.
 
 
سنة ونصف ..
منذ اكثر من عام ونصف تعاني المنطقة من سوء الخدمات البلدية بكافة انواعها اضافة الى ان هناك شارعا رئيسيا ممتدا من منطقة العامرية حي الجهاد ومنطقة الشرطة الرابعة وصولا الى منطقة هور رجب اصبح عبارة ارض تغطيها الاتربة والاوحال نتيجة حفر الشارع والتي شكلت تلالا عملاقة لمساحة من الارض يبلغ طولها ما يقارب الكيلومترين اذ بات كابوسا وليس املا للخلاص من الواقع الخدمي المزري حيث تم البدء بحفره منذ عام ونصف، يطلق عليه شارع الامن الوطني، او شارع (63)، او شارع الكليات لوجود عدد من الكليات والمدارس فيه والتي تأسست بعد عام (2000) . سكان المنازل هناك يشكون من صعوبة الخروج من منازلهم حيث يقول ابو بشار: منذ اكثر من عام وهذا حال الشارع الذي كان مبلطا ويخلو من الحفريات والمطبات والان حالته اصبحت مزرية جدا، لانه اغلق بالكامل من قبل امانة بغداد. وقاطع بلدية الرشيد. مضيفا: اصبحنا نعيش حالة من الفوضى والارباك في الوصول الى منازلنا فالحفر هذا ادى الى غلق الطرق الفرعية التي كنا نسلكها من الشارع الرئيسي اما في الوقت الحاضر فقد اصبحنا نقطع مسافة طويلة لنذهب الى استدارة حي السلام حتى ندخل من منطقة الامانه لنصل الى منطقة حي الحسين ، الوضع لابد من ان يحل ولايبقى هكذا. بينما اشار عبد الحسين وهو من سكنة المنطقة ايضا ان حفر الشارع زاد من سوء الواقع الخدمي المتخلف ولاتوجد اية دلائل على ان منطقة حي الجهاد لها علاقة بالواقع انما منطقة منسية حيث تحول الشارع الرئيسي من ممرين(سايدين) ذهاب واياب الى طريق ذي ممر (سايد) واحد ويوميا اكثر من حادث مروري بسبب الاصطدامات بين السيارات لان الشارع الاخر الممتد ايضا من سيطرة منطقة العامرية دخولا الى حي الجهاد اصيب بالحفر ورميت الانقاض والاتربة على جانبه والجزرة الوسطية ايضا اصابها الضرر واختفت ملامحها من التخطيط العمراني لمنطقة حي الجهاد. 
ثلاث سنوات 
المنطقة بالكامل مهملة وتعاني من انقطاع الماء بسبب هذا الانبوب الذي دمر احياء بالكامل مثل حي الحسين والفرات اضافة الى احياء الضباط والمخابرات واغلقت اكثر الطرق والاستدارات بسبب هذه الحفريات اذ علق رئيس الخدمات في المجلس البلدي لحي الجهاد فيصل الساعدي قائلا: انبوب الماء هذا الذي ينشأ في منطقة حي الجهاد وخصوصا في شارع(63) يدخل ضمن الانبوب العملاق الذي تعمل على انشائه دائرة ماء بغداد ويمتد من منطقة الكاظمية والغزالية وصولا الى هور رجب ويستمر العمل فيه سنة ونصف اخرى؟! بسبب حجمه ومساحته الكبيرة. مسترسلا: هناك تلكؤ في عمليات الحفر بين فترة واخرى ما يسبب انقطاع الماء عن المناطق، ولايمكن ان يتم تبليط الشوارع واعادة اكسائها مع الارصفة الا بعد اكتمال المشروع. مبينا ان المشرفين يبذلون جهودهم لانجازه باسرع وقت والاموال المخصصة له مصروفة وكاملة.
واضاف الساعدي: ان اسباب اغلاق الشوارع والاستدارات الوسطية هي امور لابد منها ولن يتم افتتاحها الا بعد اكمال المشروع الذي يستمر سنة ونصف اخرى كما اكدت آنفا ولابد من وجود تعاون من قبل المواطنين لأن المشروع يصب في تقديم الخدمة له.
متنزه مع وقف التنفيذ
وفي نفس السياق والحديث عن المنطقة التي نجدها في حالة بعيدة عن الواقع حيث ينتشر رعاة الاغنام على الشارع العام وقاموا بنصب الاعمدة لجزر الاغنام وبيعها ومع الاسف يقف المواطنون ويشترون هذه اللحوم وسط الاتربة، اضافة الى ان الجزرة الوسطية كانت وحسب الرؤية اليومية نتيجة المرور من الشارع وقد اهملت الاشجار والازهار التي غرست فيها .
(كرار حسن) من سكنة منطقة الجهاد حي الامانة قال: كيف يتم انشاء متنزه وبسعر مقاولة سمعنا تجاوز الملايين من الدولارات في الوقت الذي مازال الحفر بالانبوب مستمرا حيث جاء مقاول ومد الاسلاك الشائكة وغرز (كم نخلة) وذهب وماتت بعد اسبوعين لان الحفريات مستمرة ومد وحفر انبوب الماء يدخل ضمن مساحة المتنزة اذن كيف حصل على المقاولة وكيف نفذ ومن صرف الاموال الامور كلها في هذه المنطقة التي تجعلنا نعيش حالة من اليأس من تطور الواقع الخدمي .
سوق وعوائل وتجاوزات 
بعد ان شاهدنا ماتمر به العوائل الساكنة في تلك المنطقة، حاولنا الدخول الى السوق الذي تأثر ايضا بغلقه من جهات عدة بسبب انبوب الماء لكن الشارع التجاري للسوق مغلق تماما ليس بصبات انما بأسلاك شائكة مدت من البداية حتى النهاية ومن يريد الذهاب عليه السير على اقدامه اضافة الى انه سوق قديم جدا وحاويات النفايات نصبت وسط الجزرة الوسطية فهل يمكن تخيل حاله نفايات متراكمة متنوعة بين احشاء الحيوانات المذبوحة وبقايا الاطعمة المرمية من قبل اصحاب مطاعم الارصفة، صاحب احد الاكشاك المنصوبة وسط الشارع العام المغلق ويدعى (ابو قاسم) قال: المنطقة مهملة وحتى الشوارع وان بلطت فلا يمر اسبوع الا وياتي عمال يحفرونها ، فهل يعقل ان يأتي عمال المجاري يحفرون الشارع لانهم لم يضعوا في التخطيط مكان المنهولات، او يأتي عمال اخرون يعملون مطبات صناعية او يمدون انبوب ماء لأحد المحال التجارية الكل هناك في منطقة حي الجهاد يعاني من الفوضى وقلة الخدمات البلدية والنفايات مرمية في كل مكان والساحات الفارغة استغلت من قبل المتجاوزين وبنوا اكشاكا لبيع اللحوم او الفاكهة ولارقيب يحاسبهم.
معاناة مستمرة 
اوضاع معيشية مقلقة للكثير من العوائل وبصورة عامة في منطقة حي الجهاد التي تسكنها اغلبية فقيرة من العوائل اضافة الى احتضانها العشرات من العوائل المهجرة ومن محافظات عدة من العراق، فكم من معاناة هناك تواجه السكان من فقر وسوء خدمات بلدية في كافة النواحي ليأتي الانبوب العملاق ويكمل معاناتهم لسنوات عدة ولايعلم متى تنتهي والعلم عند الله. 
في سيارة الكيا تحدثت (ام وهج) عن معاناتها اليومية في التسوق، والسير لمسافة ليست بالقصيرة وسط الاتربة وحرارة الجو، والامطار والاوحال في الشتاء. ام وهج تحدثت عما يعانيه الطلاب ايام الدراسة والان في وقت الامتحانات والظروف غير اللائقة ولا الملائمة للدراسة والامتحانات. مبينة ان هذا المشروع بدل ان يكون نعمة للمنطقة تحول الى نقمة اصابت كل من يسكن حي الجهاد او من يمر بها الى مناطق اخرى.
اما (ام سلوى) التي وضعت بعض الاكياس على الكرسي الثاني لسيارة الكيا فقد تحدثت عن ظاهرة تجول الاغنام في ازقة الحي، من ثم تاخذ قسطا من الراحة في بركة الماء التي خلفها العمل بالمشروع. مبينة: لاحدود لمعاناة اهالي حي الجهاد من مشروع مد الانبوب التي لو استمرت فترة اخرى، سيظطر الكثير منا اما الى ملازمة الدار او الهجرة وربما النزوح وهذه المرة ليس بفعل داعش بل لسوء العمل والتخطيط الاداري وربما الفساد.
في الطرق صوب البيت كان (ابو ضياء) يحمل مضخة سحب الماء العاطلة اذ يعيش اهالي حي الجهاد ازمة مياه خانقة تزداد وتنقص بين آونة واخرى. ورغم كل الشكاوى التي قدمت الى المجلس البلدي لكن دون جدوى، ابو محمد اوضح ان اهالي المنطقة يعيشون احوالا وصفها بالمزرية بسبب ارتفاع درجة الحرارة بالتزامن مع انقطاع المياه وتذبذب تجهيز الكهرباء، كل هذا تزامن مع شهر الصيام ... 
ابو محمد قال ان البعض اتجه لشراء قناني المياه الصناعية الكبيرة والصغيرة للشرب، لكن هناك الكثير منا لايستطيعون شراءها فهم ذوو دخل محدود وبالتالي فان جل اعتمادهم ينصب على شبكة الإسالة حصرا، والتي غالبا ما تنقطع او تاتي غير صالحة للشرب لكن ما باليد حيلة. هذا المشروع جعل من حي الجهاد قرية بدائية بسبب تعثر العمل فيه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram