TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فوبيا التطرّف

فوبيا التطرّف

نشر في: 29 يونيو, 2015: 09:01 م

كان يحلم بمغادرة البلاد والاستقرار في اوروبا حيث لاقطع مبرمج للكهرباء الوطنية ولا زحامات سير تتسبب فيها قواطع الكونكريت ونقاط المفارز المتعددة وحيث لاوجود للحر (السامط) ولا الوجوه العراقية المتعبة ..في اوروبا ، وجد الاسترخاء والهدوء والوجوه ( المرتاحة ) لكنه ظل يعاني من نظرة شك يراها واضحة في عيون بعض ابناء جاليته والجاليات العربية الاخرى والاوربيين خصوصا ، فتمسكه بديانته واحتفاظه بذقنه كلها امور تجعله مشبوها ومدانا بالتطرف الاسلامي حتى ثبوت براءته ، وهكذا اصبحت اوروبا بالنسبة له مصدر قلق وخوف بدلا من ان تمنحه الامان الذي ينشده ..
قبل ايام ، طالب رئيس بلدية فينليس الفرنسية روبرت تشاردون بحظر الاسلام في فرنسا وضرورة مغادرة المسلمين الراغبين في مواصلة اعتناق الاسلام مؤكدا ان الانتخابات المقبلة في فرنسا سيفوز فيها حزب ( الاتحاد من اجل حركة شعبية ) الذي ينتمي اليه وسيقضي بحظر الاسلام في عام 2017 لأنه الحل الوحيد لمشاكل فرنسا حسب رأيه ...في الوقت الذي اعترض فيه نيكولاس ساركوزي زعيم الحزب على هذا التصريح مؤكدا وجوب احترام الاديان – ربما لانه يريد ان يضمن الفوز بالانتخابات اولا ثم يستمع الى آراء ابناء حزبه ...
لقد اثبتت الوقائع والاحداث المتسارعة التي نعيشها يوميا ان ابناء الشرق الاوسط اكثر استيعابا لما يحدث من ابناء الغرب ذلك لأنهم ابناء الحدث والمكتوين بناره بينما يظل ابناء الغرب يعيشون دور المصدومين كلما سمعوا بوقوع حادث ارهابي ، فيستمعوا لما يقوله اعلامهم فقط وتتجه مشاعرهم فورا صوب التخلص من بؤر الارهاب في بلادهم الآمنة ، وهكذا يعيش الغربيون باستمرار فوبيا التطرف وتعيش الجاليات المسلمة في الغرب مخاوف مستمرة من القتل والتهجير بل وحتى المقاطعة والاهمال ...
في هذا الاسبوع ، تزامن شن ثلاث هجمات ارهابية على الكويت وفرنسا ثم مدينة سوسة في تونس التي راح ضحيتها سائحون غربيون الى جانب العرب ، وهو مارفع مؤشر الفزع لدى الغرب وغير مسار الخطاب الاعلامي الغربي فابتعد حتما عن الدعوة للتسامح وحوار الاديان التي انتشرت مؤخرا وهلل لها العديد من المثقفين ...
بهذه الطريقة ، تواصل (داعش ) بث الرعب في مختلف الدول لغرض خلق الفتن الطائفية او تقويض مشاريع ديمقراطية او ايصال رسالة ما ، وبهذه الطريقة ايضا يظل مفهوم التطرف يثير ردود فعل قوية لدى الغرب في الوقت الذي ينهار فيه يوميا كل مافعله المفكرون والمثقفون العرب والغربيون لسنوات طويلة في الخارج وتنتفي ثقافة التسامح وحوار الاديان لتحل محلها فوبيا تطرف لانهاية له ولاحل ....

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram