اكثر من عام مضى على خروج محافظة نينوى من سيطرة الدولة العراقية، المنجز المتحقق لاعادتها الى احضان الوطن تمثل باقالة محافظها ايثل النجيفي من منصبه ، وردا على تصويت مجلس النواب نظم النجيفي استعراضا عسكريا، ليبعث برسالة الى المصوتين مفادها بأنه الوحيد القادر على ان يكون بطل التحرير ، واعادة النازحين الى ديارهم ، وتعويضهم عن خسائر كبيرة تكبدوها على مدار عام كامل .
حديث الحكومة عن تحرير الموصل يدور حول الاستحضارات مع اعلان تعيين قائد قوات نينوى والاتفاق مع التحالف الدولي لتقديم الاسناد الجوي لحظة اعلان ساعة الصفر ، بعد استعراض النجيفي برزت تساؤلات حول ان اعدادهم مجهولة ونوعية تسليحهم ، فضل المحافظ الصمت ربما ليعطي لاصحاب الكلام من المسؤولين والقادة العسكريين " واحدهم بالع مسجل" بحسب التعبير الشعبي الشائع ، الدور في تحرير المحافظة ،فضلا عن اثبات جديتهم في العمل ،النجيفي المحافظ زار الولايات المتحدة ليحصل على الدعم الاميركي لكنه عاد بخفي حنين لاسلاح ولا تسليح ، وجهت له واشنطن ضربة "بوري معدل " ومحليا اقيل من منصبه ليكون عبرة لمن اعتبر بحسب رأي المصوتين على اقالته من المنصب .
مسؤولون محليون وساسة محافظة الانبار ، حتى الان لم يستوعبوا درس النجيفي ، وفدهم هو الآخر زار الولايات المتحدة ، وعاد ليعلن رئيس مجلس المحافظة صباح الكرحوت بان واشنطن ستمنح متطوعي العشائر السلاح الثقيل والمتوسط لتعزيز قدراتهم القتالية تمهيدا لمشاركتهم مع القوات الامنية لتحرير مدن الانبار من سيطرة تنظيم داعش .
النجيفي اختار الصمت بوصفه موقفا محايدا في زمن الصخب والضجيج ، وربما في الايام المقبلة سيخرج بتصريح من نوع خارق حارق ليلقب المعادلة فيحقق الانتصار ويحصل على لقب بطل التحرير ، وحتى حلول موعد "لكل حادث حديث" مشكلة النزوح تتفاقم ، ولجنة المطلك المعروفة باسمها الرسمي لجنة ايواء واغاثة النازحين، تصرخ وتستغيث للحصول على الاموال ، ووزارة الهجرة والمهجرين منشغلة باصدار البطاقة الذكية لتسليم منحة المليون ، في ظل الاوضاع الراهنة ، ليس من المستبعد ان يطالب المتشائمون بمنح كل عراقي خيمة تتسع لرجل وزوجته مع طفلين ، لاستخدامها في حالات الطوارىء .
حروب الخليج الاولى والثانية والثالثة وسط توقعات باندلاع رابعة خلفت ملايين الالغام في العراق ، ولكثرة اعدادها وضحاياها قيل "لغم لكل عراقي" وليس من المستبعد نتيجة تأخر اعلان ساعة الصفر لتحرير الانبار ونينوى ، لوجود خلل فني في "قوات الكرحوت" والنجيفي يصبح القول "خيمة لكل عراقي" حقيقة تفرضها الظروف الموضوعية ، ومدى جدية التحالف الدولي في مساعدة العراق في حربه ضد تنظيم داعش .
عام مضى على ضياع نينوى ، واشهر على محاصرة الرمادي ، والاطراف المشاركة في الحكومة لم تستطع بلورة موقف موحد لبدء حرب تحرير الانبار فهل تبدأ من الفلوجة ام العنكور لتزحف قوات الكرحوت نحو اهدافها ، على ايقاع نشيد الله اكبر فوق كيد المعتدي .
خيمة لكل عراقي
[post-views]
نشر في: 29 يونيو, 2015: 09:01 م