ها اخوتي ها احنا اجنودك بالكلفات اي المصاعب اسمع يالقائد، اهزوجة سمعها العراقيون منذ عشرات السنين ، تعبر عن دعم وتأييد الزعيم السياسي او رئيس النظام ، حين تحاول اطراف سياسية داخلية او خارجية النيل من الرمز التاريخي ، الاهزوجة تصلح في كل مكان وزمان مثل رحمة الله تشمل الجميع المؤمنين والضالين لحظة اعلان توبتهم من ارتكاب المعاصي،مع شرط أداء الفرائض والواجبات الدينية بنية صادقة تغسل الذنوب والاثام ، لينتقل العبد الى جوار ربه بروح مطمئنة لا تخشى عذاب القبر تجيب على اسئلة منكر ونكير بكل وضوح وشفافية .
الاهزوجة العراقية الشهيرة خارج مفهوم" رحمة الله " ترسخت في المشهد السياسي عززتها ممارسات ومواقف الاحزاب المتننفذة ، صورت لقواعدها بان قادتها دائما على صواب ، وجودهم ضرورة تاريخية تتطلبها المرحلة ، على مدى اكثر من نصف قرن كان الرمز التاريخي يلفت انظار العديد من ابناء الشعب ، وسرعان ما يتبدد بريقه اذا اسعفه الحظ في الحفاظ على حياته ، اما الرمز الآخر من العهد المباد ، فتلقى جثته في نهر دجلة ، او يدفن في قبر لايعرف مكانه سوى الدفان هو الاخر ألتحق بجوار ربه فضاع الشاهد والشهيد ، فيما يستمر ترديد الاهزوجة بحق رمز جديد .
قبل ايام قليلة من دخول العلوج الى العاصمة ، وتمركزهم في القصر الجمهوري وأحد الفنادق الكبيرة قرب ساحة الفردوس ، استقبل فندق آخر مئات الشخصيات العشائرية من جميع المحافظات استجابة لدعوة من ديوان رئاسة الجمهورية وقتذاك ، تمهيدا للقاء مسؤول كبير ، لبحث امكانية تحشيد دور العشائر في مقاومة القوات المحتلة ، تحت ضغوط ملل الانتظار ، كانت الانظار تتطلع الى الشارع العام لاستقبال مسؤول صغير او كبير لمعرفة موعد اللقاء المرتقب ، أحد المتحمسين كان يردد الاهازيج لرفع الروح المعنوية يشحذ الهمم ، بنقل الاخبار السارة لزملائه بدحر العدو بمعركة المطار وتكبيده خسائر فادحة بالارواح والمعدات ، واحباط وصوله الى اسوار بغداد عاصمة الإسود ، في ضوء الاخبار السارة تتشكل الحلقة الكبيرة وها اخوتي ها ، احنا اجنودك بالكلفات اسمع يالقايد.
عشاق اهزوجة التغني بالقائد بوصفه رمزا يستحق الاستنساخ ليعلم الاجيال المقبلة الدروس الوطنية لوحوا بقطع الايدي والرؤوس بالفؤوس ، اللويح موجه الى جهات تخطط في الغرف المظلمة لمحاكمة قائد عشاق الاهزوجة تنفيذا لاجندات خارجية لاعادة الدكتاتورية ، التهمة الجاهزة المستخدمة من جميع الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية حين يصل الخلاف بين الخصوم الى مستوى الانذار بحصول زلزال يتجاوز درجات مقياس ريختر .
في زمن قطع الرؤوس هناك من لوح بقطع الايدي فاختزل مساحة البشاعات لترويض النفوس على تقبلها ، فأعاد للاذهان استعراض فواجع عراقية سجلها التاريخ بدماء الابرياء ضحايا صراع سياسي للوصول الى السلطة ، من يمتلكها، يستحق اهزوجة ، تتغنى بمنجزاته الكبيرة بوصفه احد اسباب "طيحان الحظ " اسمع يالقايد .
اسمع يالقايد
[post-views]
نشر في: 1 يوليو, 2015: 09:01 م