TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما نريده من وزارة الداخلية

ما نريده من وزارة الداخلية

نشر في: 1 يوليو, 2015: 09:01 م

لا يكفي أن يقول وزير الداخلية في احتفال وزارته أمس بالذكرى السنوية الخامسة والتسعين لثورة العشرين، أو في أية مناسبة أخرى، أن الوزارة "أمام تحدٍ كبير لمحاربة الفساد داخل مؤسساتها".. ولا يكفي أن يُعلن أنه "لا يمكن تحقيق الأمن والمحافظة عليه بوجود الفساد داخل الوزارة".. ولا يكفي كذلك أن يشدّد على أنه "يجب ألا يكون مكان للمفسدين في وزارة الداخلية".
لا يكفي هذا كله، لأنه لا حاجة إلى تأكيد المؤكد وإثبات الثابت.. والمؤكد أن وزارة الداخلية مكان للفاسدين والمفسدين، مثلها في ذلك مثل سائر دوائر الدولة ومؤسساتها وأجهزتها.. والثابت أن فساد وزارة الداخلية هو أخطر الفساد، لأن هذه الوزارة تضمّ كل الأجهزة المكلفة تطبيق القانون، أي أنها في مقام الرأس عند السمكة، فإذا فسد الرأس فسدت السمكة بأكملها.
ما يكفي وما يريده العراقيون ويتطلعون إليه بشوق عارم وينتظرونه بفارغ الصبر منذ تشكيل الحكومة الحالية، هو أن يأتي الوزير محمد سالم الغبّان بالأفعال التي تتكلم هي نيابة عنه، فتقول إنه واع لمحنة العراقيين الفظيعة مع الفساد الإداري والمالي، وأنه اختار أن يبدأ بوزارته تمهيداً لقيامها بواجبها في تطبيق القانون على النحو المناط بها.
العراقيون يريدون من الوزير الغبّان أولاً وقبل كل شيء أن يُلزم شرطة المرور بالذات بتطبيق نظام المرور في الشوارع الداخلية وعلى الطرق الخارجية، فكما المال السائب يعلّم السرقة فان المرور السائب يشجع على خرق الأنظمة كلها ويحضّ على انتهاك القوانين جميعها.
العراقيون يتوقون الى أن يروا وزير الداخلية، الغبّان أو غيره، وقد جعل جهاز الشرطة العامة يقلب شعاره الحالي، أعني شعار: الشعب في خدمة الشرطة، فيعود الى الشعار الأساس: الشرطة في خدمة الشعب.
العراقيون ينتظرون من وزير الداخلية أن يجعل من وزارته اليد الضاربة، بالقانون، كل تجاوز على الحقوق العامة والخاصة وكل انتهاك للحريات الشخصية والعامة، وأن لا تستثني من ذلك أحداً، من الرؤساء الثلاثة ونوابهم إلى عناصر الميليشيات.
العراقيون يريدون من وزارة الداخلية، الى جانب هذا، رفع التجاوزات التي لا نظير لها ولا مثيل في أي مكان في العالم ولا في أي زمان، على الأرصفة والشوارع والأملاك العامة والخاصة.. ويريدون منها وضع حدّ لهذا الاستهتار الصارخ بالصحة العامة ببيع الأطعمة والمشروبات مكشوفة للحشرات والغبار والملوّثات البيئية، مثلما يريدون منها قمع عصابات الجريمة والعناصر الميليشياوية التي تسيء للدولة وللحشد الشعبي.
بهذا فقط تستطيع وزارة الداخلية مواجهة التحدي الذي تحدث عنه الوزير الغبّان أمس، ويمكنها تحقيق الأمن والمحافظة عليه، وبهذا أيضاً لن يكون ثمة مكان للمفسدين في وزارة الداخلية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو اثير

    بالمناسبة أود من وزير الداخلية السيد الغبان أن يوجه بمراقبة أعمال دوائر جوازات السفر في كل المحافظات وبغداد بالذات ويرسل أحد معاونيه متخفيا الى دائرة جوازات الكرخ التي تستقبل مئات المراجعين ويطلع بنفسه عن أجراءات عمل الدائرة المعنية وكيف أن هناك ممثل لكل

  2. ابو سجاد

    اذا الغبان يتحدث عن الفساد الذي نخر الوزارة فما هو دوره في مكافحة الفساد وحتى رئيس الوزراء عندما يتحدث ايضا يقول الفساد نخر مؤسسات الدولة انا لااعرف ماهو دوره ايضا هل مكافحة الفساد مسؤولية المواطن الضهار انه مسؤليتنا ونحن لانعرف فالعيب فينا وليس بالمسؤ

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram