سيدة في الخامسة والستين من عمرها ، تبيع الخضراوات والفواكه في سوق شعبية بمنطقة الحسينية ، "روبية سلمان محسن الزيرجاوي" ، كغيرها من العراقيات تركت الاحداث السياسية آثارها على حياتها الشخصية ، في سنوات سابقة قبل الغزو الاميركي ، كانت تتجنب الحديث عن اسرتها ، لتفادي العواقب الوخيمة ، السيدة شقيقة حسن سريع ، نائب العريف قائد حركة الثالث من تموز عام 1963 في معسكر الرشيد ، اعدم في الثالث عشر من الشهر نفسه مع 30 شخصا رميا بالرصاص .
في لقاء اذاعي تحدثت روبية عن شقيقها حسن سلمان ، وذكرت ان لقب السريع اطلق عليه لامتلاكه قدرة كبيرة على المشي السريع ، السيدة لا تجيد القراءة والكتابة ، اخبرها الابناء والاحفاد بان خالهم الراحل نشرت عنه مئات المقالات ، اغلب المعلومات الواردة فيها على حد وصف روبية غير صحيحة ، صوره الشخصية ووثائقه تلفتها الاسرة، وصورته الوحيدة التقطت له اثناء مثوله امام المحكمة التي اصدرت بحقه عقوبة الاعدام .
السيدة ذكرت في الحديث الاذاعي الكثير من تفاصيل حياة شقيقها الشخصية ، فضلا عن توجيه انتقادات شديدة الى الجهات الرسمية المعنية برعاية اسر الشهداء والسجناء السياسيين، لانها راجعت تلك الجهات ، وفشلت في الحصول على راتب تقاعدي ، حتى توصلت الى قناعة بانها ستبقى حتى نهاية العمر في سوق الحيسنية تبيع الخضراوات، حاولت استخدام امتياز وجود شهيد في اسرتها لتحصل على اولوية ضمن قوائم الراغبين في اداء فريضة الحج ، فرفض الطلب وقال لها مسؤول بان شهيدها شيوعي فأحبط رده أملها في الوصول الى بيت الله الحرام.
لطالما اعلن قادة الاحزاب الدينية المشاركة في الحكومات المتعاقبة حرصهم على رفع المظلومية عن اعداد كبيرة من العراقيين ، تعرضوا لابشع ممارسات النظام السابق ، شكلت هيئات وشرعت قوانين ، وصدرت قرارات كانت تنظر الى المظلومين بعين واحدة ، اختزلها المسؤول حين خاطب روبية بقوله " شهيدكم شيوعي" في اشارة الى وجود فوارق كبيرة حتى بين الضحايا اعتمدها المتنفذون للحصول على المزيد من المكاسب ، وضمان الامتيازات لقوى ، لم تكن معروفة في الساحة العراقية شكلت بعد الغزو الاميركي ، استطاعت في ظل تصاعد حمى الدوافع الطائفية الحصول على تمثيل في مجلس النواب ، حققت اغلبية مع كتل مشابهة لها ، فسيطرت على السلطة التشريعية ، ثم فصلت القوانين على مقاسات خاصة ، مستوحاة من اشكال والوان الصاية والكشيدة الزي الرسمي لدعاة رفع المظلومية .
روبية شقيقة حسن سريع كتمت سرا حملها اعباء الاصابة بامراض مزمنة ، لا تعنيها العملية السياسية وتقاسم المغانم والمناصب ، ترغب في أداء فريضة الحج نيابة عن شقيقها حسن ، على نفقتها الخاصة ، لتمسك الحجر الاسود ، وتذرف دموع الأسف على المرحوم.
"روبية " حسن سريع
[post-views]
نشر في: 3 يوليو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
ابو اثير
لو كانت السيدة الكريمة روبية شقيقة أحد المناضلين والثوار والمجاهدين من حزب الدعوة ومشتقاته لحصلت على كل حقوقها من الراتب التقاعدي المحترم الى قطعة ألأرض ومنحة بنائها الى مكاسب أدخال أولادها الى أي كلية أو جامعة عراقية من غير معدل الى التوظيف والسفر لأداء
حسام الكامل
عزيزي السيد علاء حسن لقد اطلعت على مقالتك الرائعه روبيه حسن سريع ووضعت النقاط على الحروف فشكرا على صراحتك لاأعرف كيف اتصل ب روبيه فالرجاء إيصال اقتراحي لها وهي انني بكل اعتزاز مستعد لتغطيه كلفه سفرها الى الحج تقبل تحياتي وشكري حسام الكامل - لندن
حسن مازن
عزيزي السيد علاء هل يمكنك إخباري تحديداً بمكان السيدة روبية