لابد أنكم في مرحلة الصبا قرأتم ، قصة "أليس في بلاد العجائب"، أو شاهدتم هذه الحكايات من خلال التلفزيون، ستقولون ما هي الحكمة من تذكر حكاية الصغيرة " اليس " وبحثها عن الغرائب؟ واقول لاننا اليوم نعيش في بلاد تبدو دائما في صورة "أليس في بلاد العجائب"، تحفل كثيرا بالمتناقضات، وتثير الضجيج والتنساؤلات ، وهي تصر على الحضور كل يوم في شاشات الأخبار.
لطالما اتهمت بانني اعقد المقارنات الظالمة، بيننا وبين شعوب الارض، وإذا كانت حجتي هي ان لقراءة الأحوال، المشابهة لأحوالنا، أدوات كثيرة، منها العودة الى تجارب الشعوب، وما تفرضه هذه التجارب من المقارنات، وما تمنحه لأصحابها من أحقيّة في الشهادة على التاريخ، فان حجة القارئ ان ساستنا لايقرأون، وإن قرأوا فانهم سيشتمون الاعلام ويتهمونه بالعمالة للاجنبي .
عندما انتخبت الدورة الاخيرة للبرلمان العراقي، تمنيت على وسائل الاعلام، أن تعطي المجلس الجديد فرصة ، ولو لعام واحد، مضى الآن اكثر من عام، وكنا نأمل ان يحسب السادة النواب حسابا ولو شكليا للمواطن المغلوب على "اصبعه البنفسجي"، وان يتأمل اعضاءه "الأفاضل" جيدا ويتمعنون ولو قليلا بصورة هذا الشعب الذي يمضي ايامه بين هجرة وخيام في كل مكان، وأجساد تتناثر، وخزينة خاوية، بعد ان نهبت مئات المليارات، بلاد عمرها سبعة آلاف سنة ، يصر ساستها على انها بحاجة الى دولة قانون، وفي الوقت الذي تسعى فيه كل امم الارض الى السير نحو المستقبل، نظل نحن بين خيارين: إما "السقيفة" والعيش في الماضي، وإما "الغدير" وتقليب دفاتر مضى عليها 14 قرنا، ولان الفساد في العراق يوحّد الطائفيين، حيث الطائفة هنا ليست أكثر من لافتة يتجمع عندها الانتهازيون والمنتفعون، الذين يتوهمون حرباً بين أبناء البلد الواحد، ليغطّوا عجزهم في الحرب الأساسية لبناء البلاد وإشاعة الامن والامان.
أيها القارئ العزيز.. أقولها لك بكل صدق وأمانة، استمع إلى تصريحات العديد من ساستنا ستعرف لماذا أعود دوماً إلى تجارب الشعوب، فكم بنا من المضحكات، ولكنه ياسادة ضحك أمرّ من البكاء، حين يجيّش ساستنا الجيوش ضد الاعلام لمجرّد أنه يتحدث عن اخطاء العديد من النواب، وحين يقول رئيس مجلس النواب السيد سليم الجبوري "إن هناك هجمة إعلامية ضد البرلمان، تهدف الى تشويه سمعة مجلس النواب".
ماهو مفهوم السمعة؟ انا مثلكم لا اعرف، لكني ادرك جيدا ان عصابات "داعش" لم تتقدّم في لموصل بسبب ضعف الجيش ، بل بانهماك السادة النواب في البحث عن منازل على ضفاف دجلة ومخصصات علاج في اوربا، ومقاولات للابناء والاقارب، ولان ساستنا الافاضل لا يفكرون بأكثر من مصالحهم الشخصية ، كلما رأوا امامهم اهالي الموصل يذبحون ، وقرى الانبار تنهار الواحدة بعد الاخرى.
البحث عن "سمعة " البرلمان
[post-views]
نشر في: 4 يوليو, 2015: 09:01 م