TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > امرأة على الرصيف... وزوج مكسور الجناح

امرأة على الرصيف... وزوج مكسور الجناح

نشر في: 6 يوليو, 2015: 12:01 ص

بصوتها المتعب وحركتها المترنحة رغم انها في عز شبابها ترتسم خيالات واشباح لذكريات معاصرة مؤلمة ما تزال تقاسمها يوميات حياتها التي لا تقل ايلاماً عما سبق وعاشته .. رأيتها جالسة تستريح في احد كراسي المطعم المخصص للعوائل ... قالت لي وهي تقلب صفحات الجريد

بصوتها المتعب وحركتها المترنحة رغم انها في عز شبابها ترتسم خيالات واشباح لذكريات معاصرة مؤلمة ما تزال تقاسمها يوميات حياتها التي لا تقل ايلاماً عما سبق وعاشته .. رأيتها جالسة تستريح في احد كراسي المطعم المخصص للعوائل ... قالت لي وهي تقلب صفحات الجريدة .. هذه قصتي : لم اكد انهي دراستي في اعدادية التجارة حتى بدأ باب البيت يدق .. فالجميع يريد طلب يدي .. ترددت كثيراً فيمن تقدم الي , فابن عمي مدمن على المخدرات ولايعمل , وابن صديق والدي عامل نظافة في الشارع , الى ان جاء ابن خالتي وبالرغم من وضعه الاقل من عادي الا اني قبلت به .. وانتقلنا للعيش في بيت خالتي مع ابنتيها وابنها المتزوج , ولم تكد قدمي تطأ المنزل حتى اصبحت مسؤولة عن النظافة وغسل الملابس والطبخ وغيرها , وقد بدأت من اول اسبوع المشاكل تتفاقم بشأن مصروف المعيشة والاكل فاخذوا من زوجي مبلغا كبيرا شهرياً وذلك للسكن وللاكل . مرت الايام والهوة تزداد مع الجميع , خاصة وان الحمل عندي لم يتم , فثارت ثأرتهم , ولكن التحاليل العديدة اثبتت ان وضعي سليم .. في هذا الاثناء جاء اخو زوجي بزوج اخته وأسكنه في احدى الغرف .. كان الرجل الذي سكن بجانب غرفتي شاباً سكيراً لايعود للبيت الا متاخراً ورائحة المشروب تفوح منه وصراخه يملأ البيت , الى ان بدأت ألحظ استراقه النظر الي من خلال ثقوب نافذة الغرفة , ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل بدأت محاولاته التحرش بي واسماعي كلام الغزل وكنت اصده دائماً , وعندما وصلت الامور الى حد لايطاق اخبرت زوجي , الا ان حماتي صعقتني عندما دافعت عنه رغم معرفتها انه كثير التحرش بي وامامها احياناً .. وادعت امام زوجي ان ماأقوم به هو لاخراجه من البيت .. وعندما تحدثت بذلك مع زوجي ساند امه ووقف معها وطردني من البيت .. واثناء اخذ ملابسي وحاجياتي اكتشفت وجود اوراق وتقارير طبية داخل احدى الحقائب الصغيرة وكانت المفاجأة انها تحاليل طبية لزوجي تثبت بأنه عقيم لا يستطيع الانجاب , فاصبت بانهيار عصبي ووقف خلالها زوجي بجانبي واخبرني انه اخفى ذلك عني خوفاً على مشاعري واكد محبته لي وان العلاج ممكن ولكنه مكلف في الوقت الحاضر .. وطلب مني العودة للبيت مرة ثانية .. وافقته على العودة حتى لايظن اني اتشفى به بعد معرفتي بسره .. اتفقت معه على ان اعمل لأساعده , وفعلاً بدأت رحلة العذاب في البحث عن عمل الى ان توصلت الى احدى الشركات التي تعمل في تشغيل العاطلين .. فاشتغلت عن طريقها عاملة في احد المطاعم اقدم الاطعمة والمشروبات للمترددين عليه .. ولكن بعد اسبوع من العمل في المطعم طردوني لعدم ملاطفة الزبائن والحرص على ترضية مشاعرهم .. لكن اللقمة صعبة جداً في الوقت الحاضر . وانا لم اجد اذناً صاغية لي بعد ان طرقت عشرات الابواب ولم اجد احدا يشغلني .. فاضطررت قبل ايام ان ابيع علب كلينكس في الشارع العام وقرب السيطرات لعلي اسد رمق فمي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram