في مقالة نقدية للدكتور عقيل مهدي عن مسرحية (سفينة آدم) نشرت في الصفحة الثانية لصحيفة المدى الغراء، تلك المسرحية التي قدمها قسم التربية الفنية في كلية الفنون الجميلة – بغداد. استخدم مصطلحات في غير محلها او تجاوزاً لمعناها المعروف في الوسط المسرحي، ففي تعليقه على أداء (شذى سالم) قال : "وهي تؤطر دورها بتكوينات حركية (ميزانسينات) واشارات ملازمة لتشكيلات العباءة، بتنويعات ايقاعية مدروسة، واداء صوتي مقترن بصدى المؤشرات المتصادية المرافقة، او التابعة بتموجات مسموعة وصوتيات محرفة "مضخمة". يا لها من جمل تقترب من الانشاء وتبتعد عن النقد الفني ، وهذا مالا نقبله من الدكتور عقيل وهو منظر حريف وناقد مقتدر. (الميزانسين) يا سيدي ليس التكوينات الحركية وانما هذه التكوينات هي جزء من الميزانسين الذي اتفق الدارسون والمختصون بانه مصطلح يعني الاخراج واحيلك الى مصدر مسرحي مهم هو (المخرجون على الاخراج Directors on Directing) من اعداد توبي كول وهيلين كريش شينوي، والمنشور لاول مرة عام 1953 من قبل دار نشر اميركية، واترجم لك ايها العزيز (عقيل) ما جاء تحت عنوان (ملاحظة عن المصطلح): "الشخص الذي نسميه في الولايات المتحدة المخرج يسمى في انكلترا المنتج وفي المانيا وروسيا الريجيسور، وفي فرنسا فان كلمة (ريجيسور) تشير الى مدير المسرح، في حين ان المخرج يسمى (سيد المشهد Metteur en scene) أما مصطلح (ميز أن سين) فيستخدم بالتبادل للاخراج والانتاج ككل". وما جاء من تفسيرات المصطلح في مصادر روسية واخرى بلغارية فهي ليست دقيقة.
لم افهم ابداً استخدام (عقيل مهدي) للعبارات التالية: "وأداء صوتي (يقصد الإلقاء)، مقترن بصدى المؤشرات المتصادية (لماذا متصادية وذكر كلمة صدى) ولماذا ذكر المرافقة او التابعة فالصدى تابع وليس مرافقا. ولم افهم مقصد الصديق (عقيل) من استخدامه مصطلح (صوتيات محرفة، مضخمة) وهل كان يقصد ان الرائعة (شذى) كانت تحرّف في ادائها الصوتي او تبالغ مما لا يكون ذلك في صالحها. ولم افهم ايضا ماذا كان يقصد بما سماه (تناغم التداول التمثيلي بينهما المنظور الفني) وهذه جملة لا تستخدم في العمل المسرحي ولا تجد لها موقعاً في المصادر المتخصصة.
كان بامكان (الدكتور عقيل مهدي) في نقده لذلك العرض المسرحي الاستغناء عن مبالغته في المديح وان يفسر للمتفرج عددا من ملامساته ومنها اولاً لماذا استخدم المؤلف (سفينة آدم) بدلاً من (سفينة نوح) ومالها من علاقة بالطوفان، ومنها ايضا ما معنى أن يكون آدم مرة رجل دين واخرى دجال وثالثة اجنبي. لقد اراد (نوح) من بنائه للسفينة ان يديم حياة البشرية، بينما (آدم) في ذلك العرض المسرحي اراد ان يخدع البشر ويقودهم الى الموت بدعوته لهم اللجوء الى سفينته.
كنت افضل ان يفسر لنا (الدكتور عقيل) معنى لكن الدائرة البيضاء التي واجهتنا في منظر المسرحية والذي سماه (سينوغرافيا) وان يفسر لنا ايضا معنى تلك (البايبات) التي وزعها المخرج ومصمم المنظر في فضاء المسرح. وكنت افضل ان يفسر لنا معنى نزوع المخرج الى تحريك ممثله على خشبة المسرح من غير مبررات منطقية الا ما ندر. وكنت افضل ان يشير الى لجوء اغلب الممثلين الى الصراخ مع ان مكان العرض صغير لا يحتاج الى الصراخ. وكنت افضل ان يؤشر الى اداء (خالد احمد مصطفى) الكوميدي في ذلك الجزء من العرض الذي وضعته تحت شعار (شر البلية ما يضحك).
مع هذا ، انا لا انكر على عرض مسرحية (سفينة آدم) حسن اداء الممثلين جميعاً فيه ولا انكر ايضاً جودة المعالجة الاخراجية وجاذبيتها للمتفرجين وجدية العاملين فيه ما يجعله من ابرز عروض عام 2015 مع اني اخذ على نص علي عبد النبي استخدامه اللغة الفصحى ببلاغة مفتعلة واللغة الدارجة (اللهجة) الواطئة والمناقضة للمسحة الاسطورية، ابارك لجميع المشاركين في ذلك العرض المسرحي المتميز نجاحهم واشد على ايديهم وادعوهم للمواصلة وابارك للبارعة (شذى سالم) تواضعها باشتراكها في التمثيل مع طلبتها واتمنى لها المزيد من الابداع.
حول مصطلح (ميز أن سين)
[post-views]
نشر في: 6 يوليو, 2015: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 1
محمد كريم
الله يحظكم ااستاذ سامي لخدمة الحركه الفنيه