من الأخبار الطيبة أو السعيدة القليلة، بل الشحيحة، أن أمانة بغداد تزمع إنشاء مشروع لإنتاج زهور القطف، باسم "غرين هاوس"، وأنها شجّعت شركات هولندية على السعي للمنافسة على هذا المشروع وعلى مشروع آخر لجمع وتدوير النفايات.
هذه المعلومات جاءت في بيان صحفي للأمانة أفاد بأن الأمينة السيدة ذكرى علوش استقبلت سفيرة هولندا في بغداد السيدة جانيت سيبين، وبحثت معها أوجه التعاون الثنائي وسبل تطوير العلاقات بين العراق وهولندا وتعزيزها.
البيان أضاف أن أمينة بغداد دعت الشركات الهولندية المتخصصة في مجال زراعة وإنتاج الزهور للمشاركة في مهرجان بغداد الدولي للزهور الذي تقيمه الأمانة سنوياً للإفادة من خبراتها المتراكمة في تنفيذ مشروع "غرين هاوس" لإنتاج زهور القطف في بغداد. كما اقترحت علوش على الشركات الهولندية المتخصصة بإدارة النفايات المساهمة في التنافس مع بقية الشركات العالمية للحصول على عقود التنظيف عند الإعلان عنها.
الشقّ الخاص بدعوة الشركات الهولندية للمشاركة في المنافسة على عقود التنظيف هو الذي له بعض من القيمة يجعل منه خبراً طيباً أو سعيداً، فهو يعطي أملاً بأن القذارة ليست قدر عاصمتنا المُقدّر أو مصيرها المحتّم أو لعنتها الأبدية بموجب حكم إلهي.
ليس مثل بغداد عاصمة أو مدينة أخرى في القارات الست.. أعني لجهة كونها مكبّاً حقيقياً للنفايات والمخلّفات من كل نوع وشكل ولون ورائحة.. كريهة بالطبع.
صحيح ان الأمل الذي يبعث عليه الخبر ليس قريب المنال ولا هو على المدى القريب أو المتوسط، فما حصل في اجتماع السيدتين أمينة بغداد والسفيرة الهولندية لم يتعدَ الاقتراح والدعوة والحث والتشجيع، فلم تُعقد صفقة أو يُوقّع عقد أو يُنظّم اتفاق مبدئي. وبالطبع فان التنفيذ ليس بسهولة الكلام، فالشركات الهولندية المتخصصة في مجال تدوير النفايات قد تكون لديها الرغبة كلها، وحتى الرغبة العارمة، بتلبية دعوة أمينة بغداد، لكن ثمة ألف سبب وسبب يمكن أن تحول دون تحقيق الرغبة، من الوضع الأمني الى البيروقراطية اللعينة الى الفساد الاداري والمالي الذي منع في السابق مئات الشركات من تنفيذ أو إكمال مشاريع مهمة، لأن الفاسدين يريدون دائماً الجمل بما حمل، فلا يُبقون لهذه الشركات حتى الشداد (ما يوضع على ظهر الجمل لزوم حمولته).
أما بخصوص الشقّ الخاص بمشروع "غرين هاوس" لزهور القطف، فاقتراحي الى السيدة علوش أن "تطنش" عنه في الوقت الحاضر، لحين عقد صفقة ناجزة مع الشركات الهولندية أو غيرها بشأن جمع النفايات وتدويرها. وأعني بالناجزة أن الصفقة تكون قد اجتازت على نحو خاص، حقول الألغام البيروقراطية والفساد إدارية - مالية. أنصح السيدة الأمينة بالتطنيش حتى ذلك الوقت لأن جهودها على صعيد إنتاج ونشر الزهور، إن للقطف أو للزينة، ستذهب هباء، ذلك أن أهل بغداد وزوارها لن يتمكنوا من رؤية جمال الزهور وشمّ أريجها وسط هذه المزبلة مترامية الأطراف التي كان إسمها بغداد!
أخيراً.. خبر طيب من بغداد!
[post-views]
نشر في: 6 يوليو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
alialsaffar
قبل الاهتمام بزهور القطف ؛ لماذا تلوثون دجلة العظيم ؟ وتصرفون مياه المجاري اليه وانتم تدعون أنكم اهله وتتغنون به ؛ تلوثونه وبإصرار مستديم وتقتلون احيائه وتمنعون نقائه بأوامركم يا سادة يا كرام فتخالفون الدستور ولا ولم تحترموا الامانة التي ادعيتموها لدى