هل حقاً وصلت بطولة دوري الكرة الممتاز الى الختام بعد ماراثون طويل استنزف أموالاً وجهوداً كبيرة لم تحصل أندية كثيرة على مردودات تعيد ولو جزءاً من الخسائر الفادحة في مسيرة الموسم؟ بالتأكيد بلغنا خط النهاية ونحن نستذكر شريط الأحداث بكل شجونها لنعي حقيقة واحدة: آن الأوان أن نُعيد المهابة لهذه البطولة بعدما تلاعب بها الاتحاد وبدد قيمتها بنظام مزاجي أكثر مما هو فني!
دوري الكرة الممتاز لم يكن ممتازاً في تقييمات أهل الخبرة والتخصص الذين أعربوا أكثر من مرة عن استيائهم لكيفية إدارته وتعرضه الى استطالة لم تبقِ صبراً في نفوس الملاكات التدريبية واللاعبين لتحمّل المزيد من الإرهاق لاسيما ان درجات الحرارة قتلت روح التنافس المفترض في الدور النهائي، كل ذلك يؤشر عوامل خطيرة لابد من الانتباه اليها عند التفكير بوضع برنامج الدوري للموسم المقبل مع أن هذا التنبيه تكرر في المواسم الأخيرة من دون تفاعل الاتحاد معه وكأن هناك مَن يعمد في إهمال الأصوات المخلصة من أسرة الكرة العراقية والإعلاميين مُشككاً في النيات ويعدها مناوِئة له وتهدف الى فضح أخطائه وشَلَلِه بإقامة بطولة تحترم مواعيدها وتنصف جميع الاندية وتحتفي بختامها كبقية الاتحادات في الاسبوع الأخير من أيار لكلِّ عام.
هذه الحسبات مطلوبة من اتحاد الكرة لتنظيم البطولة وعدم إعطاء فرصة للآخرين وأعني الاتحادين الدولي والآسيوي وبقية المؤسسات والمنظمات ووسائل الإعلام العربية والعالمية المراقبة لأنشطتنا الكروية بأن تلكؤ المسابقة في العراق وتعرض مبارياتها الى التأجيل والإرهاصات المرافقة لها سببه عدم استقرار الظروف وسوء تنظيم الاتحاد ووجود ضغوط خارج مجلس إدارته تُسهم في عرقلة المسابقة بخلاف الضوابط واللوائح ، هذه مسائل مهمة يجب دراستها لأنها تبدد حلم كل مرة عند مراجعة ملف الحظر الدولي ، ولا أستثني من ذلك موقف وزارة الشباب والرياضة باصرارها على إقامة نهائي دوري الكرة في ملعب البصرة في حين ان بيانات الاتحاد المعني بالمناسبة تؤكد على استكمال الاستعدادات لإنجاح حفل الختام في ملعب الشعب وهو ما تم حسمه ، هذا الجدل والتقاطع بين الوزارة والاتحاد لا يخدم مساعيهما لرفع الحظر، بل يلمح لمن هم في الخارج الى أمرين: أولاً أن هناك ضغطاً حكومياً في صميم عمل الاتحاد ليعدل عن خياره لأسباب ربما تؤخذ لمصلحة الوزارة ، وثانياً أن الاتحاد لديه مخاوف من عدم جهوزية ملعب البصرة وما يمكن ان يتسبب أي خلل في إفساد الاحتفال كما حصل في مناسبات سابقة ، وفي كلتا المسألتين تخسر الكرة العراقية الكثير من نقاط طمأنة (فيفا) بعدم جدوى استمرار قراره الظالم.
على مستوى التنظيم اليوم، هناك مؤشرات تفاؤلية تؤكد سير الإجراءات وفق ما خطط له الاتحاد لكن ما لفت الانتباه المؤتمر الصحفي حضور مساعد مدرب القوة الجوية وليد ضهد ومشرف فريق نفط الوسط فراس بحر العلوم ونستغرب غياب المدربين عباس عطية وعبدالغني شهد حيث في هكذا مؤتمر صحفي يسبق المباراة الختامية يتوجب الاستماع للمدربين المعنيين ويواجها وسائل الإعلام حسب الوقت المحدد لهما وهي تقاليد معروفة لا ندري لماذا لم يلتزم بها المدربان احتراماً للمناسبة وكيف سمح الاتحاد أو مَن أوكلت إليه مهمة إدارة المؤتمر إقامته من دونهما؟
إن أنظار العالم العربي سترنو صوب العاصمة بغداد ، وهناك قنوات فضائية مهمة تنقل المباراة وتتقدمها (الكأس) القطرية التي تحظى بمشاهدة واسعة في العالم وخصصت استوديو تحليلي كعادتها باعتبار ان الدوري الممتاز برغم المعوقات التنظيمية التي واجهته لكنه يبقى من بين أهم الدوريات في المنطقة ، وعليه يجب ان نحافظ على نجاح المباراة من الدقيقة الاولى حتى مراسيم التتويج ولا ندع لأي طارئ يعبث ببرنامج الختام .. نريده أن يمرَّ بسلام.
اختموها بسلام
[post-views]
نشر في: 10 يوليو, 2015: 09:01 م