في عالم البناء وشراء العقارات ، فإن اول شيء يشغل المصري المشتري هو السؤال عن نوع التشطيب. فالشقق تباع هناك حسب مرحلة اعدادها: تشطيب كامل او ثلاثة ارباع او نصف تشطيب او على "الطوب الأحمر". الأخيرة تعني ان البناء جدران طابوق فقط، لا بياض ولا لبخ. لم افهم الذي شرحته لكم بسهولة بل من خلال تجارب وعشرات من الأسئلة والاجوبة.
الدول أيضا كما البيوت تبنى بناء. ففيها من هي مشطبة "دي لوكس" او "هاي لوكس" وفيها أيضا من هي ثلاثة ارباع او نصف تشطيب او على الطوب الأحمر. وبعضها عل "البتلو". وهناك من هي في مرحلة حفر الأساس او ما زالت حتى بدون أساس كبيوت التنك تماما.
عندما سقطت بغداد وسقط معها النظام السابق كان بيت الدولة، وللأمانة، أقرب الى حالة ثلاثة ارباع تشطيب. أي فيه بصيص كهرباء، وصرف صحي، وابواب خارجية، وليست داخلية طبعا، مع بعض الشبابيك. الجدران مبيّضة لا تحتاج غير رشة صبغ ثم رصف الارضيات.
جاء الربع من بعد السقوط. بدأت مرحلة الخمط والنهب. تهرهر الوضع بفعل الفساد والإهمال. وبسبب عدم صيانة البيت وكأنه كان مطلوبا بثأر، صار البلد من نوع "نص تشطيب". ضاعت منه الكهرباء تماما ومجاري الصرف.
بعد سنوات آلت أمور البيت الى "امطيره". لم تقصر و"طارت بيه فرد طيره". لعب تطبيق شعار "مال عمك ما يهمك" دورا سياسيا وتربويا جديدا لا عهد للعراق به من قبل. اشتغلت مرحلة "التنكير" بـ "أقلام" و"جواكيج" الغباء. تكشفت اضلاع البيت فعاد الى مرحلة الطابوق (الطوب الأحمر).
خلال ثماني سنوات من "التنكير" الحثيث كبر "الجاكوج" فصار "طخماخا". وشوية شوية تم التمهيد لدخول الدواعش. مدن بأكملها تفلشت. اراض شاسعة تم احتلالها وحرقها. صارت الحقول تسقى بالدم بدل الماء.
أصبح البلد كله آيلا للسقوط. وان وجدتموه ما زال واقفا فذلك بفضل "الخلفة" الذي صب الأساس الأول وكذلك الذي وضع "البتلو" و "الربّاط" من بعده.
لمن يريد منكم معرفة الفرق بين التشطيب الهاي لوكس والبائس فلينظر الى دبي وبغداد. تذكروا انهما من طينة نفطية واحدة لكنهما، قطعا، تحكمان بضمير وعقل مختلفين.
نص تشطيب
[post-views]
نشر في: 10 يوليو, 2015: 09:01 م