مدينة سان دييغو الاميركية اعتادت في يوم محدد من السنة اقامة بطولة للضحك ، يشارك فيها آلاف الاشخاص يمتلكون قدرة على اضحاك الجمهور باطلاق النكات البريئة ، والتعليقات على قياديي الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، اصحاب المواهب لهم مطلق الحرية في جعل اوباما داخل الحلبة ليتلقى لكمات ، نكات ، تتناول سياسته في محاربة الارهاب ، فضلا عن منجزاته التاريخية خلال توليه منصب الرئيس ، البطولة مهرجان كاريكاتيري او مزاح من النوع الثقيل ينتهي باطلاق صفارة الحكم ، لاعلان الفائز الاول باعتماد معيار نقل عدوى الضحك الى الجمهور لاطول مدة زمنية .
الجهة المنظمة للبطولة ستوجه الدعوات لمن يجد في نفسه القدرة على اضحاك الجمهور بارسال مشهد مصور على البريد الالكتروني يخضع لفحص من قبل فريق فني يقرر صلاحيته للمشاركة ، ثم توجه له الدعوة للحضور والاقامة في فندق سوبر ستار ، المشارك المحظوظ ستتوفر له فرصة الاطلاع على معالم الولايات المتحدة وربما سيدخر شيئا من مصرف الجيب ، ليعود بمبلغ يعينه على تلبية متطلبات معيشته اليومية لشهر او اكثر .
مشاركة العرب في البطولة امر وارد جدا ، وليس من المستبعد ان يحظى احدهم بلقب البطولة ، لانه سيقدم مشاهد مضحكة عن الحكام والزعماء والقادة السياسيين ، حين يجسد المشارك صراعهم على السلطة ، واساليبهم في الضحك على ابناء شعوبهم بتشكيل تيارات وتنظيمات ترفع شعارات خدمة الشعب لكنها تسرق ثرواته ، فجعلت الملايين تعيش تحت خط الفقر ، تاكل وتشرب البرامج الانتخابية وتنام على الرفاهية .
العربي المشارك في البطولة في حال فوزه او اخفاقه ، سيستقبله رجال الامن في المطار بابتسامات عريضة لتهيئة مزاجه للمشاركة في "حفلة على الخازوق" قد يتعرض الى عقوبة الحكم بالاعدام لتطاوله على الرموز الوطنية والسخرية من قوى اطاحت بالنظام الديكتاتوري وسجلته في قائمة الانظمة المبادة بقوة رجال المارينز وطائرات التحالف الدولي.
العراق في ظل نظامه الديمقراطي بامكانه تنظيم مسابقة مماثلة ليثبت للولايات المتحدة الاميركية بانه البلد الاكثر حرية في منح ابناء الشعب حرية التعبير ، توجد عوامل كثيرة تساعد على تنظيم بطولة الضحك العراقية ، حين يستعرض المشاركون انجازات السنوات السابقة منذ الغزو الاميركي وحتى سيطرة داعش على محافظة نينوى ، يكفي عرض شريط مصور لجلسة مجلس النواب شهدت مشادات كلامية وتبادل لكمات وتراشق بالاحذية لتجعل الجمهور يخرب من الضحك ، العراقي لم يجرب الضحك على كبار المسؤولين لانه كان ولا يزال ضحية اكاذيبهم، والقول الشهير " الضحك على الذقون " يتردد على كل لسان ، وهذا النوع من الضحك هو الشيطاني ، وخطورته تتمثل بانه ذو طابع رسمي يطلقه شياطين يحيطون باصحاب القرار على حد قول وزير الناطقية السابق علي الدباع في لقاء متلفز ذكر فيه ان رئيس الحكومة السابق كانت تحيط به مجموعة من المستشارين الشياطين ، اخيرا قالها على الدباغ ، وخربنا من الضحك .
خربنا ... من الضحك
[post-views]
نشر في: 10 يوليو, 2015: 09:01 م