أرسلت لي إحدى الزميلات رسالة عن التدخين وقالت:
السلام عليكم، انا طبيبة، أحببت أن اتكلم عن موضوع ترك التدخين. رأيت أكثر من شخص مدخن بافراط ولفترات اكثر من اربعين او خمسين سنة حينما يترك التدخين تتحسن حالته ويتورد وجهه ويلمس فرقاً ويزداد وزنه ولكن بعد

أرسلت لي إحدى الزميلات رسالة عن التدخين وقالت:

السلام عليكم، انا طبيبة، أحببت أن اتكلم عن موضوع ترك التدخين. رأيت أكثر من شخص مدخن بافراط ولفترات اكثر من اربعين او خمسين سنة حينما يترك التدخين تتحسن حالته ويتورد وجهه ويلمس فرقاً ويزداد وزنه ولكن بعد أقل من سنة تتدهور حالته ويتوفى، اتوقع أن السبب هو الانقطاع المفاجئ وليس التدريجي، لاننا للاسف ليست لدينا مصحات للمدمنين.
وقلت : انا طبيب ومدخن سابق وعرضت لها وجهة نظري:
شكرا جزيلاً على عرض وجهة نظرك بموضوع التدخين. هناك أكثر من 20% من العراقيين مدخنون!!! وأن العراق البلد الوحيد الذي لا يفرض ضرائب على السكائر ويمكن أن يشتري أي شخص بأقل عملة علبة سكائر!! وتشير الدراسات إلى أن التدخين له علاقة مباشرة بالموت المبكر. ويموت 6 ملايين شخص في العالم كل سنة بسبب التدخين. ويؤدي التدخين إلى امراض القلب والرئتين والسرطانات المختلفة. وانا مدخن لمدة 35 سنة، وتركت التدخين قبل ثلاث سنوات ولم اعانِ من أية مشكلة. والصعوبة الكبرى هي الاستمرارية بترك التدخين نهائياً. لأن 80 % من المدخنين سينكصون بعد سنة!!! ويرجعون للتدخين . ويؤكد علماء النفس أن هناك جيناً مسؤولاً عن التدخين. ولكن بصراحة ان التوقف عن التدخين نقلني إلى الحياة. كنت أعيش لأدخن وبعد ان اقلعت عن التدخين اصبحت انسانا آخر ولكن ظلت ولا زالت الرغبة والحنين للسيكارة مستمرة!!!
ونصيحتي لجميع المدخنين استغلال شهر رمضان لترك عادة التدخين السيئة. وما دعاني لذلك أن الانسان الصائم في رمضان يتغلب على شهواته ويسيطر عليها لساعات النهار التي تصل إلى 16 ساعة. وتبقى ساعات قليلة يتخللها النوم يتمكن بها الصائم من ترك التدخين. وهكذا نرى أن إرادة الانسان الصائم الروحية في اوجها وان كثيراً من الاخوان قد اقلعوا عن عادة التدخين في هذا الشهر الفضيل. ويمكن تقسيم المدخنين إلى ثلاث فئات: الفئة الأولى، المدخنون الهواة الذين يدخنون اقل من 10 سكائر يومياً ولا يتناولون السيكارة الأولى إلاّ بعد الافطار. وهذه الفئة يمكنها ترك التدخين بسهولة. والفئة الثانية، الذين يتحملون على مضض ويبدأون التدخين بعد الافطار، وقد يبدأون احياناً بالتدخين قبل الافطار أو بعد تناول السوائل فقط. ويمكن لهذه الفئة وبعد تمرين وتركيز أن يتركوا التدخين ويشجعوا ويدعموا النجاحات البسيطة التي يحققونها بتأخير تدخين سيكارتهم الأولى. وان يتذّكروا كيف استطاعوا أن يتركوا التدخين لمدة ست عشرة ساعة وطوال النهار. والفئة الثالثة، فئة المدمنين على التدخين الذين يدخنون سيكارتهم الأولى مع مدفع الافطار مباشرة. والذين تظهر عليهم علامات الحرمان من النيكوتين بوضوح وهي الدوخة والغثيان والصداع والعصبية وعدم التركيز. وهؤلاء غالباً ما يصعب تركهم للتدخين في أثناء رمضان. ويحتاجون إلى برنامج تغيير نمط حياتهم ومراجعة الأطباء النفسانيين الذين يساعدوهم على ترك التدخين. وأخيراً قد يجرب بعض المدخنين لصقة النيكوتين على الجلد علها تقلل من الاعراض الجانبية التي تظهر بعد الحرمان من النيكوتين.
وتقبل الله صيامكم ورمضان مبارك