الحكومات في جميع دول العالم تحاول كسب ثقة شعبها عن طريق تحقيق الرفاهية ، سواء ارتفعت اسعار النفط أم تدنت في الاسواق العالمية ، اثناء اندلاع الازمات والمشاكل وحلول الكوارث الطبيعية تشكل خلية ازمة ، في ظل الاوضاع الامنية وخوض الحكومة الحالية حربا على تنظيم داعش لفرض سيطرتها على المدن المغتصبة منذ حزيران من العام الماضي ، يجب على العراقيين ان يعتمدوا اسلوبا جديدا في التعامل مع المسؤولين والساسة ، بالكف عن توجيه الانتقادات واللوم والاتهامات واحيانا السخرية ، يعجز حتى البعير عن تحملها على مضض ، سلاح السخرية ما عاد مجديا في اثارة حماسة اصحاب الحل والربط لتجاوز الازمات الراهنة في مقدمتها القضية الامنية .
ضمان تحقيق منجزات تاريخية للمسؤولين والساسة العراقيين يتطلب دعمهم بالسراء والضراء ومنع الحديث بين الاوساط الشعبية حول امتيازاتهم واعداد عناصر حماياتهم ، وسياراتهم المدرعة ذات الدفع الرباعي والخماسي ، المقصود بالدفع الخماسي توفير قاعدة تأييد شعبية واسعة تتجاوز الاصطفافات المذهبية والطائفية للمسؤول لكي يرى طريقه الصحيح ، فيحصل على حالة من الاسترخاء، تمنحه الدقة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، تكون نتائجها لصالح ابناء شعبه ، متمثلة بتحقيق النصر على الارهاب ، ثم التوجه نحو الاعمار والبناء ، والعملية تتطلب اولا الكف عن رصد اخطاء الوزراء ووكلائهم والمستشارين والسفراء ورؤساء الهيئات المستقلة ، وشرها على الحبل ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ، بحيث اصبح الكثير من المسؤولين مسخرة ومضحكة تلاحقهم اتهامات التورط بسرقة المال العام ، وتعيين المقربين موظفين في السفارات العراقية بدول خارجية، والاستحواذ على البعثات لصالح الابناء والبنات لاستكمال دراساتهم في الخارج للتخلص من تداعيات تراجع الاوضاع الامنية.
المسؤول أو السياسي صاحب الدفع الخماسي يستحق الشكر والثناء ، لانه جازف بحياته يوم شارك في العملية السياسية ، ووافق على شغل منصب وزاري بتكليف من رئيس كتلته النيابية او رئيس قائمته الانتخابية ، وهو مكلف بتنفيذ واجب مقدس ، تنازل عن حريته الشخصية، وفضل الاقامة الجبرية في المنطقة الخضراء ، ليس بامكانه القيام بجولة في احياء العاصمة ، ساعات عمله تمتد من الصباح الباكر وحتى المساء ، يستقبل الضيوف ، ويعقد اجتماعات يومية ، ويقابل المراجعين لانجاز معاملاتهم باسرع وقت ممكن ، يخضع لرقابة هيئة النزاهة ، والمفتش العام ، وترفع عنه تقارير يومية او اسبوعية من موظفين تخصصوا بكتابة التقارير ينتمون الى احزاب متنفذة ، ويتعرض للاستجواب من مجلس النواب على شبهات تتعلق بقضايا فساد ، وفوق كل هذه الضغوطات يلاحق المسؤول حيف كبير ، وتطارده نظرات الحسد ، واحتمال التعرض لمحاولات اغتيال بعبوات ناسفة وسيارات ملغمة ومسدس مجهز بكاتم الصوت .
المرحلة الحالية بكل تعقيداتها الامنية تتطلب تطبيق شعار ما يطلبه المسؤولون والسياسيون من سبل الراحة والاسترخاء ليتفرغوا لخدمة المصالح الوطنية ، فضلا عن منحهم منشطات تعينهم على الدفع الخماسي بقوة حصانية فائقة .
سيارة الدفع الخماسي
[post-views]
نشر في: 11 يوليو, 2015: 09:01 م