TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سيارة الدفع الخماسي

سيارة الدفع الخماسي

نشر في: 11 يوليو, 2015: 09:01 م

الحكومات في جميع دول العالم تحاول كسب ثقة شعبها عن طريق تحقيق الرفاهية ، سواء ارتفعت اسعار النفط أم تدنت في الاسواق العالمية ، اثناء اندلاع الازمات والمشاكل وحلول الكوارث الطبيعية تشكل خلية ازمة ، في ظل الاوضاع الامنية وخوض الحكومة الحالية حربا على تنظيم داعش لفرض سيطرتها على المدن المغتصبة منذ حزيران من العام الماضي ، يجب على العراقيين ان يعتمدوا اسلوبا جديدا في التعامل مع المسؤولين والساسة ، بالكف عن توجيه الانتقادات واللوم والاتهامات واحيانا السخرية ، يعجز حتى البعير عن تحملها على مضض ، سلاح السخرية ما عاد مجديا في اثارة حماسة اصحاب الحل والربط لتجاوز الازمات الراهنة في مقدمتها القضية الامنية .
ضمان تحقيق منجزات تاريخية للمسؤولين والساسة العراقيين يتطلب دعمهم بالسراء والضراء ومنع الحديث بين الاوساط الشعبية حول امتيازاتهم واعداد عناصر حماياتهم ، وسياراتهم المدرعة ذات الدفع الرباعي والخماسي ، المقصود بالدفع الخماسي توفير قاعدة تأييد شعبية واسعة تتجاوز الاصطفافات المذهبية والطائفية للمسؤول لكي يرى طريقه الصحيح ، فيحصل على حالة من الاسترخاء، تمنحه الدقة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، تكون نتائجها لصالح ابناء شعبه ، متمثلة بتحقيق النصر على الارهاب ، ثم التوجه نحو الاعمار والبناء ، والعملية تتطلب اولا الكف عن رصد اخطاء الوزراء ووكلائهم والمستشارين والسفراء ورؤساء الهيئات المستقلة ، وشرها على الحبل ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ، بحيث اصبح الكثير من المسؤولين مسخرة ومضحكة تلاحقهم اتهامات التورط بسرقة المال العام ، وتعيين المقربين موظفين في السفارات العراقية بدول خارجية، والاستحواذ على البعثات لصالح الابناء والبنات لاستكمال دراساتهم في الخارج للتخلص من تداعيات تراجع الاوضاع الامنية.
المسؤول أو السياسي صاحب الدفع الخماسي يستحق الشكر والثناء ، لانه جازف بحياته يوم شارك في العملية السياسية ، ووافق على شغل منصب وزاري بتكليف من رئيس كتلته النيابية او رئيس قائمته الانتخابية ، وهو مكلف بتنفيذ واجب مقدس ، تنازل عن حريته الشخصية، وفضل الاقامة الجبرية في المنطقة الخضراء ، ليس بامكانه القيام بجولة في احياء العاصمة ، ساعات عمله تمتد من الصباح الباكر وحتى المساء ، يستقبل الضيوف ، ويعقد اجتماعات يومية ، ويقابل المراجعين لانجاز معاملاتهم باسرع وقت ممكن ، يخضع لرقابة هيئة النزاهة ، والمفتش العام ، وترفع عنه تقارير يومية او اسبوعية من موظفين تخصصوا بكتابة التقارير ينتمون الى احزاب متنفذة ، ويتعرض للاستجواب من مجلس النواب على شبهات تتعلق بقضايا فساد ، وفوق كل هذه الضغوطات يلاحق المسؤول حيف كبير ، وتطارده نظرات الحسد ، واحتمال التعرض لمحاولات اغتيال بعبوات ناسفة وسيارات ملغمة ومسدس مجهز بكاتم الصوت .
المرحلة الحالية بكل تعقيداتها الامنية تتطلب تطبيق شعار ما يطلبه المسؤولون والسياسيون من سبل الراحة والاسترخاء ليتفرغوا لخدمة المصالح الوطنية ، فضلا عن منحهم منشطات تعينهم على الدفع الخماسي بقوة حصانية فائقة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram