كلمة رئيس الوزراء الأخيرة بجمع من عوائل الضحايا والسجناء السياسيين زادتنا يقينا بأن الرجل يعرف اين يكمن رأس بلاء الخراب. المحيّر في الامر أنه بدا وكأنه واحد منا: يشكو ويسأل. وهذا هو قدر العراقيين دوما. حتى في اغانينا نكثر من الشكوى والسؤال. أكثر ما اوجعني في اسئلته سؤالان: "ماذا تفعل تلك الجماعات في البصرة؟"، و"هل يوجد داعش في البصرة؟". أهذه تحتاج روحة للقاضي يا ريّس؟ في اغلب لقاءاتي التلفزيونية في زمن صدام لم يحرجني خصم بسؤال مثل ذلك السوداني البعثي الذي سألني: لو كان صدام يحكم في السودان او في دولة تنتج الجزر ولا تنتج النفط، هل كانت أميركا ترسل كل تلك الجيوش وتضحي تلك التضحيات لإزاحته عن الحكم؟
أحقا لا يعرف العبادي الجواب؟ وأيم الله انه ليعرفه أكثر منا. فلماذا يسألنا اذن؟ انه المسؤول التنفيذي الأول بحسب الدستور. وانه القائد العام للقوات المسلحة. وهل الذي بيده امر سلاح الدولة يسأل ام يقرر وينفذ؟ ان كان يقصد استنهاضنا، نحن العزّل، كي نعينه على إيقاف طوفان غطرسة العصابات المسلحة، فيعز علينا ان لا نجيبه، وان اجبناه فلا نغني عنه شيئا.
ثم يشكو لنا سرقة بنايات تعود للحكومة في زيونة وهو رئيس الحكومة. هذه ارعبتني أكثر من تساؤلاته حول عصابات البصرة ومصائبها. ان كان بيت الحكومة يؤخذ عنوة فما الذي سيحل ببيوت الناس؟ ومن سيجيب شكوى المسيحيين العراقيين ونائب عنهم صرّح بالقلم العريض ان "هناك أحزابا دينية وميليشيات خارجة عن القانون والدولة تستولي على بيوت المسيحيين في بغداد عنوة وتقوم بخطفهم وتهديدهم"؟
أحسّ أن العبادي في وضع لا يحسد عليه. أبيده الجيش ام ليس بيده؟ المؤشرات المنصفة تقول ان العبادي زاهد في السلطة. وانه لو جاء قبل الذي سبقه لكانت حال العراق ليست كحاله اليوم. لكن هذا لن ينقذه او ينقذنا من دواعش السر او العلن. اني أرى الرجل كمن يقود عربته على طريق خارجي لا يدري اين يؤدي. تلاقيه مخارج عدة لكنه يفضل الاستمرار عله يجد مخرجا آخر اسلم وافضل. ومن يضيع اول مخرج لا يمكنه العودة له الا بعد لفة طويلة قد تنهكه وقد يجد عربته بدون وقود او قد يصيبها "بنجر" لعين" لا قدر الله.
ليته سمع شاعرنا، الذي عندما شاهد العصابات تتقصد ضريح الامام علي لهدمه ونهبه، صاح:
سمّوك حامي الحمى .. وتريد الك حمّاية؟
يسأل ونجيب!
[post-views]
نشر في: 11 يوليو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
خليلو...
ذكروه بما كان بين الإمام والخوارج وما آلت اليه حاله في صلاة الفجر بجامع الكوفة ، وذكروه بما كان بين الزعيم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف -رحمهما الله- وما اليه حالهما الثاني في حادثةالهليكوبتر وحال الأول وما آلت اليه في استوديو الإذاعة لكيلا يؤكل كما
قريد محمد
لسيد العقابي رحمة الله على ذلك الأب الخير ...يا أخي تكلمنا بها عدة مرات هؤلاء في جهل مدمر للعراق بشكل عام لم نعد نبكي على السنة والمسيحين بل على الشيعة المساكين الذين ينظلمون بسبت هؤلاء العواهر والسواق ويسرقون مظلوميتهم ويبددوها بأجرامهم المبرمج وتقنية