اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الطفولة والسلاح... وعسكرة المجتمع

الطفولة والسلاح... وعسكرة المجتمع

نشر في: 13 يوليو, 2015: 12:01 ص

"أشبال داعش" ، أو "طيور الجنة" هو الاسم الذي يعتمده (داعش) رسمياً في تعريفه لجنوده الصغار الذين لا تتعدى أعمارهم الـ 15 عاماً، وهم يتدربون وينفذون عمليات إعدام ميدانية. ويعتقد المحللون أنَّ التنظيم المتطرف أنشأ مخيمات لتجنيد أطفال وتدريبهم على كيفية

"أشبال داعش" ، أو "طيور الجنة" هو الاسم الذي يعتمده (داعش) رسمياً في تعريفه لجنوده الصغار الذين لا تتعدى أعمارهم الـ 15 عاماً، وهم يتدربون وينفذون عمليات إعدام ميدانية. ويعتقد المحللون أنَّ التنظيم المتطرف أنشأ مخيمات لتجنيد أطفال وتدريبهم على كيفية استخدام أسلحة الكلاشنيكوف والقذائف الصاروخية للقتال في المعارك، ويقوم بتقسيمهم إلى مجموعات منفصلة يتم تدريب بعضها على تنفيذ تفجيرات انتحارية. وتؤكد أشرطة الفيديو التي يبثها التنظيم تجنيد الأطفال عبر تغذية عقولهم بأفكار متطرفة وإجرامية داخل معسكرات عسكرية تجعل حياتهم في خطر.
سأكون ذبّاحكم يا كفّار
محمد هو نموذج من هؤلاء "الأشبال" الذين يجندهم تنظيم "داعش"، وهو ظهر في شريط فيديو نشره التنظيم، حيث أطلق النار من مسدس على رجلين قيل إنهما كُلفا من الاستخبارات الروسية للتجسس على داعش .
محمد الذي يبرز في فيديوات عدَّة وهو يخضع لتدريبات عسكرية، يؤكد في مقابلة أنه جاء من كازاخستان إلى سوريا حيث يعيش بحسب قوله في "الخلافة الإسلامية ويتدرب داخل معسكر"، حيث أشار إلى أنَّ خليفته ومثله الاعلى هو أبو بكر البغدادي، وعندما سُئل عما سيكون في المستقبل، أجاب: "سأكون ذباحكم يا كفار، سأكون مجاهداً إن شاء الله". ولكن ما هي الأسباب الكامنة وراء تجنيد "الدولة الإسلامية" للأطفال ؟
القتال من جيل إلى جيل
يشير الباحث الاجتماعي الدكتور سعد احمد من الجامعة المستنصرية إلى أنَّ "دمج الأطفال داخل المنظمات الإرهابية المتطرفة أو المؤدلجة ليس أمراً جديداً يتبعه تنظيم "داعش"، بل إنَّ هذه المسألة بدأت في رواندا وكذلك مع تنظيم القاعدة. ففي كل الحروب تجنِّد الميليشيات أو الثوار الأطفال من سنِّ صغير وصولاً إلى المراهقة من منطلق ديني أو سياسي. إذ يحب هؤلاء في مثل هذا العمر السلاح والقوة، كما تتمُّ تربيتهم على ذلك". ويضيف: "الجديد في مرحلة التطرف السلامي أنَّ باستطاعة هذه التنظيمات تجنيد هؤلاء الصغار بحيث تكون مسألة قيامهم بعمليات انتحارية أقل صعوبة من غيرهم، لأنَّ الصغير يقتنع بسرعة، وغالباً لا يرفض ما يطلبه منه الكبار. وتتمُّ الاستفادة من الصغار إما لنقص عدد العناصر لديهم أو من أجل جمع المعلومات، أو تنفيذ عمليات انتحارية إذ يكون من السهل أدلجتهم وتجنيدهم خصوصاً فيما يتعلق بالشق الديني".
ولكن ما هدف "داعش" من تصوير أطفال صغار ينفذون أحكام إعدام عبر إطلاق الرصاص على أسرى الحرب ، يجيب سعد أنَّ "الهدف يكمن في القول للغرب بأنهم مكروهون حتى من الصغار والأجيال الجديدة، والمطلوب هو التخلص منهم في هذا الجزء من العالم لدى المسلمين، وأن لا مكان لهم هنا. والإشارة إلى أنَّ القتال سيستمر لفترة طويلة لأنه ينتقل من جيل إلى جيل".
هو القضية والقضية هو
يشير الدكتور عدنان ياسين الاختصاصي بعلم الاجتماع إلى أنَّ "الأمم المتحدة وضعت تعريفاً للطفولة، معتبرةً أنَّ الطفل هو الإنسان دون سن الـ 18، وبالتالي أصبح الشخص الذي يحمل سلاحاً تحت سن الـ 18 مخالفاً للقانون الدولي والتشريعات الدولية والمحكمة الجنائية. ولكن فيما يتعلق بمسألة بث أشرطة الفيديو لأطفال يخضعون للتدريب أو يقومون بأعمال قتل فهذا أمر ليس بجديد، بل موجود تاريخياً، وفي حقبات مختلفة تهدف من خلالها التنظيمات الإرهابية إلى بث الرعب والخوف. وتحمل في طياتها رسائل عدَّة منها داخلية للأطفال الموجودين ضمن البيئة الاجتماعية نفسها حيث يتمُّ إظهار هذا الطفل على أنه "بطل"، وبمجرد أن يتكرر المشهد نفسه يعتاد الطفل تلقائياً على العنف، بحيث يصبح جزءاً طبيعياً من حياته اليومية. ومنها رسائل خارجية هدفها إخافة الإنسان العادي الغربي أو العربي الذي يعيش بعيداً من بيئة هذه التنظيمات، وإعلامه بأنَّ الطفل مجرم وقادر على القتل فكيف بالشخص الكبير . ولكن لماذا الأطفال؟ يجيب الدكتور عدنان ياسين بأنَّ "تجنيد الأطفال أسهل نظراً لتأثرهم بشكل أكبر، وفقدانهم للحس النقدي، وضعف قدرتهم على الرفض والتفكير. فابن الـ 25 و30 الذي تشكَّل انتماؤه الاجتماعي، هو عكس الطفل الذي يبحث عن هوية واندماج في جماعة يحميها وتحميه، بالتالي من السهل التوجه نحو الطفل واللعب على عواطفه الدينية لا عقله، فيصبح هو القضية والقضية هو". ويتابع : "هدمت أكثر المدارس في الموصل والرمادي وسوريا وهذا مقصود ضمن الخطة العسكرية السياسية الاجتماعية، ما يدفع بالطفل الذي خرج من المدرسة إلى البحث عن مدارس وقيم وأفكار أخرى، فتلتقطه المدارس المؤدلجة وتضلله وتدربه وتحفزه بطرق مادية ونفسية وحتى وعود جنسية ليتجند فيصبح مستعداً للموت من أجل القضية".
" البطل ومخلِّص الأمَّة "
من جهتها، تعتبر الدكتورة ابتسام السعدون ،استاذة علم النفس في الجامعة المستنصرية، "إنَّ الأطفال لا يفهمون حقيقة الحرب بل يبحثون عن صور بطولية ما يسبب لهم صدمة نفسية خصوصاً في الدول ذات البيئة الحاضنة. فالطفل في أوروبا لن يترك مدرسته للإلتحاق بالتنظيمات الإرهابية، بل يذهب المراهق أو الناضج. ويحاول التنظيم وضع الطفل في الصفوف الأمامية للقتال بالمعارك ما يجعل من السهل إضعاف الخصم والتلاعب به." وتتابع: "إنَّ الطفل الذي ينفذ هذه العمليات مجرد من الطاقة العاطفية ومن التأثير العاطفي، ويقال له أنت البطل الذي سيخُلِّص الأمة وتتمُّ تربيته ضمن هذا الإطار الاجتماعي الثقافي. إلاَّ أنَّ المشلكة تتبلور في المستقبل، حيث يصبح المحارب أو مجرم الحرب غير مؤهل للحصول على مهنة أو وظيفة كما الآخرون في مثل سنِّه."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram