اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > من أغرب القضايا.. زوج مصاب بانعدام الوزن

من أغرب القضايا.. زوج مصاب بانعدام الوزن

نشر في: 12 يوليو, 2015: 09:01 م

بغداد / المدىالدموع كانت تملأ وجه (س) وهو يقف امام باب ثلاجة الجثث . منذ لحظات تلقى افظع خبر في حياته. زوجته الحبيبة فارقت الحياة وهي لم تتجاوز عامها الخامس والثلاثين . هكذا هي الحياة! منذ اقل من شهر كانت (ش) في كامل صحتها تملأ البيت بهجة ونشاطا ، ته

بغداد / المدى

الدموع كانت تملأ وجه (س) وهو يقف امام باب ثلاجة الجثث . منذ لحظات تلقى افظع خبر في حياته. زوجته الحبيبة فارقت الحياة وهي لم تتجاوز عامها الخامس والثلاثين . هكذا هي الحياة! منذ اقل من شهر كانت (ش) في كامل صحتها تملأ البيت بهجة ونشاطا ، تهتم باولادها الاربعة ، زوجها كان يؤكد للجميع انه يعيش اجمل ايام حياته مع زوجته المُدرسة لكن الزمن كان له بالمرصاد ، إذ اسدل ستارة سوداء تحمل كل معاني الحزن والاسى !

 

مرض سريع وتطورات مثيرة كانت اشبه بالزلزال الذي عصف بكيان الاسرة . لم يدرك الزوج انه سيواجه مفاجأة مؤلمة لم يتوقعها مطلقا . مسح دموعه وهو يقترب من مكان الجثة . كم كان صعبا على الانسان ان يرى اعز انسان عنده في هذا المشهد المؤلم؟ وقعت عينا الزوج على جثة زوجته التي غابت عنها الحياة . سقط على ركبتيه وهو يحتضن جثتها ويحدثها بكلمات لم يفهمها من حوله. 

فجأة انتبه . دقق النظر في جثة زوجته وركز على عينيها ، فشاهد آثار دماء حول العينين . فتح عيني زوجته ليجد في انتظاره مفاجأة مذهلة ، كانت بلا قرنية . صرخ الزوج مذعورا، التفت حوله يبحث عن طبيب او مسؤول المستشفى يفسر له ما حدث ، فلم يجد سوى عامل الثلاجة الذي طلب من الزوج ان يتسلم جثة زوجته في هدوء حتى لا تتأثر الميتة بذلك ( فاكرام الميت دفنه ). كانت هذه الكلمات تدوي في اذنه ، شعر الزوج انه مصاب بانعدام الوزن لا يعرف كيف يتصرف . استمر في اجراءات تسلم الجثة وهو كالمسحور ، يشعر انه يعيش حلما مزعجا سيفيق منه بعد قليل. تم دفن الجثة في مشهد مؤلم للاطفال الصغار والاقارب . 
فيما بعد أفاق من الصدمة ، وأخذ يسترجع ذكريات الايام السابقة . لم يصدق ان زوجته ماتت في لحظات . ادرك ان هناك من تسبب في موتها . اخذ الزوج يتذكر الحديث المثير الذي استمع اليه قبل يومين من وفاة زوجته ، هذا الحديث دار بين اثنتين من الممرضات . كانت مسؤولة قسم النسائية تكلم صديقتها وتقول : (والله لو زوجها يعرف الحقيقة ... لكان اشتكى على مدير المستشفى على هذه الخربطة ! ) كان هو في زيارة لزوجته وقبل ان يدخل ردهة النسائية استمع لهذا الكلام لكن لم يهتم به ، ولم يبحث عن سره ، وكان كل ما يشغله هو زوجته التي ترقد في الردهة بين الحياة والموت ! 
الان وهو جالس في العزاء وبدأ يفسر الكلام .. كاد يصرخ مؤكدا ان الاطباء اعطوا زوجته علاجا كيمياويا غير مناسب لحالتها . والان ادرك ان هناك مخططا للتخلص من زوجته للحصول على قرنيتها . كان يعلم ان تسعيره القرنية غالية . لذلك عمل الاطباء الجراحون عندما علموا بوفاتها للحصول على قرنيتها . كانت الفرصة امامهم مواتية ليعقدوا هذه الصفقة الشيطانية مع مجهول . سارع الزوج بعد انهاء مراسيم الفاتحة ليقدم شكوى على ادارة المستشفى يتهم فيها الاطباء بالتسبب في مصرع زوجته باعطائها جرعات مميتة من العلاج الكيمياوي حتى يسرقوا عينيها ! 
تحولت زوجته الى صفقة . جسدها اصبح قطع غيار لاحد الاثرياء في المدينة . وانهال (س) بالاتهامات على الاطباء والممرضين وطلب الاستماع الى شهادة الممرضة المسؤولة عن ردهة النسائية واستمر التحقيق في هذه القضية المثيرة ،كما قصها لي الزوج، اكثر من ثلاث سنوات . كانت حياته مع زوجته تسير بشكل طبيعي حتى ذهبت الزوجة ذات يوم الى طبيب الاسنان لخلع احد اسنانها ، وبعدها اصيبت ببعض المضاعفات ليتم نقلها الى المستشفى . هناك تدهورت حالتها لتصاب ( بالانهيار ) ، ويصاب الزوج بذهول ، لا يصدق ما يقوله الاطباء امامه . بدأت الزوجة تستجيب للعلاج لتغادر المستشفى وتعود لبيتها . كان عليها ان تستمر في تناول الدواء ، وكان زوجها ينقلها الى المستشفى لمتابعة حالتها كل خمسة عشر يوما. وتبدأ المأساة . ادرك (س) من اليوم الاول للعلاج ان الاطباء لم يعرفوا ويشخصوا حالة زوجته المرضية . بدأوا بإعطائها علاج المصابين بسرطان الدم . تدهورت حالتها يوما بعد يوم . يصرخ الزوج لوقف ما يحدث لكن ما من مستجيب . الاوراق والتقارير تؤكد ان زوجته نالت جرعات مكثفة من العلاج الكيمياوي . بدأت الزوجة تغيب عن وعيها وتنهار مقاومتها ، يحاول الاطباء التدخل واصلاح مسار العلاج ولكن بعد فوات الاوان. العلاج الكيمياوي الكثيف ادى لانهيار وظائف الكبد . ادرك (س) ان حالة زوجته شديدة الخطورة .. وحينما شاهدها اخر مرة ادرك انها على ابواب الموت . كان يحاول ان يفعل لها أي شيء ولكن دون جدوى . 
في يوم وفاتها جاء لزيارتها ، لكنه لم يجدها في الردهة فقد تم نقلها الى غرفة العناية المركزة . منع الاطباء عنها الزيارة بسبب حالتها الحرجة . لم يكن الزوج يعلم ان زوجته فارقت الحياة . ولكن الاطباء رفضوا ان يخبروه بهذه الحقيقة خوفا من ردة فعله . في اليوم الثاني كان الزوج يشعر بما حدث . اشفق عليه احد الممرضين وبكل هدوء طلب منه ان يمتثل لقضاء الله ، انهار ، وبدأ يستعد للمشهد الاخير. عندما افاق من ذهوله بدأ يتصل باقربائه لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد المستشفى ... ولكن الزوج فشل في ايجاد ادلة مادية تدين الاطباء بعد دفن زوجته . كان يدرك انه سجل الدعوى القضائية متأخرا ولكنه كان يعود الى البيت ليواجه محاكمة ابنائه له على تأخره بذلك . نظرات اللوم كانت تحاصره .. حملوه مسؤولية الدفاع عن حق امهم الراحلة. كانت كلمات الابناء الوقود الذي يدفع الاب ويحركه ليستمر في رحلة ظلت اكثر من ثلاث سنوات ، ولكن مصير القضية مثل بقية القضايا كان الحفظ في مركز الشرطة لان مدير المستشفى كانت له سطوة التأثير على القضاء واجهزة الشرطة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram