اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "ياللكذابين" قالها الزاملي!

"ياللكذابين" قالها الزاملي!

نشر في: 12 يوليو, 2015: 09:01 م

كان الاب انستانس الكرملي يقول إنه يريد: "تحويل مجلسه الادبي إلى مجتمع عراقي مصغر، تحولت محاضراته ودروسه إلى جزء من آداب وتراث بلاد النهرين، وحين مات عن 81 عاما، تبارى الجميع على تصنيف مزاياه، وكان الثابت فيها أنه لم يكن مع هذا ولا مع ذاك، ولا مع ابناء طائفته ، كان ضد التحجر والتحزب المذهبي، وضد الكره، كان مع الإنسان، إذا كان مسلما او مسيحيا، او يهوديا أرغمه الفرهود على الفرار.
منذ اعوام يتنافس ساسة البلاد من أهل الاحزاب الاسلامية "بفرعيها " على الحديث عن مآثر المسيحيين ، وعن التغني بخصالهم، وعن حق المواطنة.. ونجد السياسي العراقي ما ان يصحو من النوم حتى يبادر بكتابة بيان يستنكر فيه الجرائم التي يتعرض لها المسيحيون، لكنه يغسل يديه كلما صافح مواطنا مسيحيا، ونجده يتعوذ ويستغفر كلما تحدثت نائبة ايزيدية.
منذ سنوات ومسيحيو بغداد، هجّروا من بيوتهم بسبب خطاب يومي منفر، مخيف، مقزز، غاضب، وثأري وازدرائي وكاره لكل ما حوله، منذ سنوات والعاصمة العراقية تجرد من آخر مسيحييها عنوة، وبأوامر من امراء الطوائف وتحت بصر وسمع الحكومة وقواتها الامنية.. وحين يخرج مسؤول عراقي ليقول إن 70 بالمئة من املاك المسيحيين تم الاستيلاء عليها من قبل احزاب متنفذة وان هذه الجهات "المتنفذة" زورت الملفات والعقارات والسندات والطابو لتستولي على دور وبيوت المسيحيين وسط العاصمة بغداد، يخرج علينا مسؤول "مؤمن" ليقول: اتقوا الله ياجماعة، هل نحن داعش حتى نسبي املاك الغير؟ وعندما تصدر كتلة نيابية تمثل المسيحيين في البرلمان بيانا صريحا تقول فيه إن: "ميليشيات" خارجة عن القانون وأحزابا دينية، متهمة، بالاستيلاء على منازل المسيحيين وخطفهم وتهديدهم في العاصمة بغداد ، يخرج عليها عضو مجلس محافظة بغداد "غالب الزاملي" ليؤكد ": لا يوجد أي تطهير عرقي للمسيحيين في العاصمة".
بالتأكيد ما يقوله الزاملي هو عين الصواب، فحتما لايوجد تطهيرعرقي للمسيحيين، لان ساستنا ومسؤولينا قرروا ان يطهروا العاصمة من كل سكانها، واتمنى من اخوتنا المسيحيين ان لايعتقدوا انهم الضحية الوحيدة والاخيرة في هذه البلاد التي اشتهرت بانتاج الضحايا، ضحايا الطائفية، وضحايا الانتهازية، وضحايا الفقر، وضحايا خطب مختار العصر.
يبدأ المسؤول العراقي نهاره بالحديث عن محاسن الديمقراطية واشراقة العملية السياسية ، وينهي ليله بالتذمر من شكوى المواطن وكثرة مطاليبه ، ياسادة يجب أن يجرب العراقي شتاء المخيمات السيد غالب الزاملي :" لاتكذبوا لم يطرد مسيحي من بغداد " !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    في العهد الملكى وفى ربيع عبدالكريم قاسم كان اخوتنا المسيحييون تاجا على راس العراقيين ومحبوبين من المسلمين----عبدالكريم قاسم لم يدهب لالقاء خطبه في جامع ------اما كنيسة مار يوسف أصبحت معبدا للكل مسيحيين ويهود وايزديين ومسلمين---------المساواة كانت شعار وه

  2. حسين العبادى

    سابقا حين نسمع ونشاهد الصحاف وهو يصرح بان القوات الامركيه لم تدخل بغداد ونحن نراها فوق جسر الجمهوريه نتعجب من ذلك اما الان فكل المسؤولين تخرجوا من مدرسة الصحاف

  3. د عادل على

    المسيحيون هم العراقيون الأصلييون لانهم كانوا من المستقرين في بلاد الرافدين ونحن المهاجرين من شبه الجزيرة العربيه جئنا من الصجراء جباعى وعطاشى وهم استضيفونا وعلمونا النوم على فراش النوم وعلمونا الطبخ وعلى اداب المعاشرة-المسيحيون مثل نبيهم عيسى لا ينتق

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram