TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بغداد بارتي

بغداد بارتي

نشر في: 14 يوليو, 2015: 09:01 م

أغلب معارضي صدام ومنتقديه، في حياته وبعد موته، توقفوا عند جرائمه في ميدان الحروب والتصفيات الجسدية. قليل منهم قد تطرق او حتى عارض تصفياته للفرح من خلال ما سمي بالـ "الحملة الايمانية" سيئة الصيت. اغلب مصائبنا اليوم أتت بسببها. لم يطلقها لأنه "مؤمن" بل لأنه ضعف. واغلب الناس لا يعرفون الله الا وقت الضعف وينسونه وقت القوة. لجأ لحملته المسمومة بعد ان جرّ بوش الأب "بوشه" وطرده من الكويت. للتذكير انه في اول أيام الحرب مع ايران طرد ثلاثة من كبار البعثيين لأنهم صلوا وراء سادن الحضرة الكيلانية. لعلكم سمعتم وشاهدتم شقيقه برزان ينادي بأعلى صوته ان البعثي لا يجوز له الصلاة خلف امام. لكن صاحب "الحملة" بعد ان فرّ خائبا من الكويت الزم البعثيين من ذوي الدرجات الحزبية العليا بالصلاة خاصة يوم الجمعة.
تلك الحملة قتلت الفرح العراقي بالصميم. وحولّت بغداد بالذات الى جسد بلا روح. وليومك. هنا اسأل: أليس من حق شباب بغداد ان يعينوها على استعادة حياتها؟ اذا تخلصت بغداد من حبال حملة صدام "الايمانية" ستعود الحياة للعراق كله.
بغداد ليست ملك لأحد. يذكرها التاريخ انها كانت للناسكين والزاهدين ملاذا، وللعشاق والمطربين والشعراء وطنا. لذا عاش بها أشهر الائمة والشعراء والمطربون والعازفون. ربما هي المدينة الإسلامية والعربية الوحيدة التي طبقت "لكم دينكم ولي دين" بأفضل وجه.
الشباب الذين اجتمعوا تحت مسمى "بغداد بارتي" ليعيشوا حياتهم من دون ان يرغموا أحدا على مشاركتهم، لم يكفروا ولم يخالفوا قانونا. لقد ولدتهم بغداد أحرارا ومن حقهم ان يردوا لها الفضل. هذا شأنهم و لا يحق لكائن من كان ان يستعبدهم.
اليوم يتعرضون الى هجمة شرسة وصلت حد ان البعض يجرّم ما يفعلون ويطالب بمحاسبتهم وفق القانون! أي قانون والدستور ينص على ان لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة؟ نص مطلق لا يخضع لأي استثناء بحجة طائفة الأكثرية او دينها او قوميتها.
عندما هوجمت المنتديات الاجتماعية والثقافية بزمن المالكي تحرك مثقفونا. كان لتظاهرهم في شارع المتنبي ضمن "حملة المدى للحريات" دور مهم في إيقاف بوادر الاستبداد الشمولي. فعلام يسكتون اليوم؟ هل يريدون اثبات صحة تهمة انهم لا يتحركون الا من اجل الخمر او عندما يمسهم السوط مباشرة كما حدث في الهجمة على اتحاد الادباء؟ ممارسة الرقص والغناء والموسيقى والفرح ليست حرية شخصية فقط، بل وحق مهم من حقوق الانسان في كل زمان ومكان.
هؤلاء الشباب لم يهاجموا جامعا او حسينية او كنيسة. لم يعترضوا على من يبكي او يلطم او يصلي او يصوم. فبأي ذنب يُهاجمون؟
لي عودة أخرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    في القرآن الكريم (( لكم دينكم ولي ديني )). عمر ابن الخطاب : متى استعبدتم الناس ولقد ولدتهم امهاتهم أحراراً. يا استاذ هاشم العقابي الشهم انت تعرف جيداً ان مرتزقة المنطقة الخضراء جماعة نوري بابا واربعون الف حرامي فضائي وغير فضائي تسيرهم اجندات غامضة وهم ع

  2. علي الحسيني

    قرأت التعليقات صالح محمد العراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram