أبو كرار (موظف فى وزارة الصناعة) عاش مشكلة كيفية الحصول على بعض الحاجات المنزلية التي لايسمح له وضعه المالي بشرائها. خاصة تلك المتعلقة بحياته اليومية. لكن جاره وصديقه ميثم ابلغه  أن الحل سهل فهناك جمعية تبيع بالتقسيط والمطلوب فقط جلب كتاب تأييد من الدائرة التى تعمل فيها يؤيد استمرارك بالعمل مع جلب المستمسكات الاربعة المصورة للحصول على أية بضاعة ترغب بها والتسوق بشكل طبيعي. فوجئ ابو كرار حين شاهد بناية الجمعية الذي تضم جميع أنواع الاجهزة الكهربائية والاثاث وغيرها وحتى السيارات وباقساط شهرية تمتد الى أكثر من (24) شهرأ  أو اكثر. هذا الخيار ازاح الهم عن ابي كرار خاصة ان البيت بحاجة الى مكيف هواء ، حمله بعد ان دفع  مقدمة بسيطة لا تتجاوز (10 % ) او كما يعرف القسط الاول.    

 

 

تفاوت كبير في الأسعار

شيماء دحام (موظفة في وزارة الصحة) اشارت الى أن شراء المواد المنزلية الضرورية من الجمعيات ياتي بسبب عدم القدرة الشرائية نقداً وان الاتجاه نحو الجمعيات المنتشرة حالياً والتى تبيع لعموم المواطنين و ساهمت بشكل فاعل في توفير الحاجيات الضرورية للمنزل. موضحة: انها وضعت ميزانية شهرية لهذا الغرض يتم من خلالها تسديد القسط الشهري. مشيرة الى التفاوت بالسعر غير القليل بين الشراء نقدا او بالتقسيط .

الهواتف النقالة

المواطن (محمد حرج) يوضح ان التسوق من الجمعيات فى الوقت الحاضر خيار لابد منه، خاصة اذ كانت الاسرة بحاجة فعلية لبعض المواد الضرورية. مبينا ان عملية الشراء بالتقسيط أمر طبيعي بسبب الوضع المادي للعديد من الاسر سواء من العاملين في دوائر الدولة أو القطاع الخاص. مستدركا: بالرغم أن بعض الحاجيات يصل مستوى تحميلها الى 100 % الا ان لامفر من ذلك خاصة الهواتف النقالة الذكية، ولذلك لكثرة الطلب عليها.

تحديد نسبة الفائدة 

عن اهمية الجمعيات التعاونية التي انتشرت مؤخر وما تقدمه من حلول لبعض الناس خاصة اصحاب الدخل المحدود يقول الخبير ألاقتصادي د. مرتضي حسين لـ (للمدى) أن فكرة انشاء الجمعيات التعاونية قديمة وقد نجح العراق فى انشائها بانواعها السكنية والاستهلاكية منذ السبعينات. مسترسلا: وبسبب الظروف الاقتصادية الحالية عادت هذه الجمعيات الى الواجهة، لتقوم اغلب الوزرات والهيئات بالاتفاق مع الجمعيات والبيع بالتقسيط لموظفيها. 

ودعا الخبير الاقتصادي الى أن يكون هناك سوق منظم لهذة التجربة الناجحة مع اهمية مراعاة ظروف ذوي الدخل المحدود. كذلك ضرورة أن تكون نسبة الفائدة مناسبة للجميع وان تترواح ما بين 20 ـ 25 % كحد اقصى كي ينعم الجميع بالراحة.

استغلال الظروف 

عبد القادر صالح (سائق تاكسي) يوضح ان ازدياد اعداد جمعيات البيع بالتقسيط يعود لحاجة الكثير من الناس للاجهزة المنزلية والكهربائية، وللوضع الاقتصادي غير المستقر لهم. الامر الذي يضطرهم للرضوخ والقبول بالشروط المحددة من الجمعيات وبنسب الفائدة المرتفعة على الاجهزة. موضحا: ان الكثير من هذه الجمعيات تضاعف سعر البضاعة وعلى سبيل المثال نجد سعر اثاث منزلي يباع فى السوق بقيمة لا تتجاوز المليون دينار في حين نراه فى الجمعيات يباع باكثر من مليون وتسعمائة الف وهذا استغلال لحاجة المواطنين خاصة اصحاب الدخل المحدود. متسائلا: ما الفائدة من تسميتها اقساط مريحة ومقدم شراء ونسبة ارباح اكبر بكثير من قيمة البضاعة نقداً.

كسوة العيد بالتقسيط 

هموم العيد كثيرة ومتعددة للفقراء خاصة ملابس الاطفال وبعض ما يرتبط بالعيد. المواطن (عباس خضير) أب لاربعة اطفال رصدته (المدى) حاملا ملابس العيد لعائلته. موضحا: أن كسوة العيد اصبحت تباع بالتقسيط بسبب الظرف المالي الصعب الذى يمر على البلد. مستدركا: انه اشترى ملابس لاطفاله بمبلغ 125 الف دينار دفع 25 الفا منها والباقي يسدد شهرياً. مشيرا الى أن الامر بات طبيعيا للعديد من العوائل.

الدولة تبيع بالتقسيط

من جهتها، اعلنت الشركة العامة للصناعات الكهربائية / الوزيرية احدى شركات وزارة الصناعة والمعادن عن انطلاقة وتطور جديد في عملها من خلال تنفيذها لجميع تعاقداتها والتزاماتها مع وزارة الكهرباء وسعيها لابرام عقود جديدة . وقال مدير عام الشركة المهندس محمد مصدق جعفر في تصريح صحفي: بأن التعاقدات المذكورة شملت تجهيز وزارة الكهرباء بالمنتجات الستراتيجية للشركة كالكيوسكات والمحولات بأنواعها سيمنز واستور ( الوزيرية ) والبولرات في الوقت الذي تعاني فيه الشركة من قلة الاقبال على منتجاتها الاخرى من الهيترات والمبردات واجهزة فلترة المياه واجهزة التكييف والسبلت بأنواعها بسبب منع شرائها بموجب احد بنود الموازنة الاتحادية لعام 2013 ما استوجب ان تتوجه الشركة الى التعميم على الشركات العامة التابعة للوزارة بامكانية تجهيز منتسبي شركات الوزارة بهذه المنتجات وفقا لمبدأ البيع بالتقسيط على مدى ( 12 ) شهرا وبدون تحميلات ادارية موضحا ان تحمل الشركة لنسبة ( 50 ) % من اجمالي مبلغ رواتب منتسبيها البالغ عددهم ( 4000 ) منتسب يتطلب التسويق بمبالغ كبيرة لا يمكن للشركة تحقيقها ما لم يتم تقديم الدعم اللازم لها ومنحها صلاحيات اوسع .

سلبيات وايجابيات 

محمد جاسم (رب عائلة) قصد السوق ليشتري بعض حاجيات العيد يوضح أن بهجة العيد لم تعد كما كانت قديماً فكل شيء تغير وكما ترى أصبحنا نشتري لوازم العيد بالتقسيط لأن الأعباء كبيرة خاصة بعد ان استنزف شهر رمضان كل ميزانية العائلة. متابعا: أن فكرة البيع بالتقسيط فكرة قديمة الا أنها توسعت في الوقت الحاضر وبشكل كبير جداً وهي ظاهرة لها سلبياتها وايجابياتها المؤثرة على المواطن والاقتصاد المتردي واختلاف عروض عمليات البيع والتي باتت تعرف بلغة التجارة الرابحة وجعلت البيع بالتقسيط. مؤكدا ان التجار تفننوا في تقديم عروض الاغراء والبيع بالتقسيط الامر الذي استهوى الكثير من الناس.

السلفة والحكومة

الخبير الاقتصادي عبد العزيز الحسون أوضح أن معظم موظفي الدولة في السبعينات والثمانينات كان زواجهم عن طريق السلفة الحكومية والتقسيط عن طريق جمعيات تعاونية معروفة اغلبها حكومي. اما الان فقد تزايد نشاط هذه التجارة للظرف الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه المواطن مشيرا الى غياب العمل التجاري القانوني فى الوقت الحاضر خلق العديد من الاشكالات التي انعكست على المواطن .

الزواج بالتقسيط !

شهدت بغداد وبقية محافظات انتشار مراكز البيع بالتقسيط وسط إقبال كبير من قبل السكان وبخاصة الموظفون الحكوميون. وبعض المواطنين من اصحاب الدخل المحدود .

احمد فهمي (مدير جمعية استهلاكية) تبيع بالاقساط يقول : بدأنا في العمل منذ اربع سنوات تقريبا. مؤكدا ان اغلب الزبائن او من يشترى بالاقساط هم العرسان بسبب طبيعة الطلبات وتغيير ظروف الحياة المعيشية. مضيفا: ان معظم زبائن الجمعية من طبقة الموظفين لسهولة توفر الضمان المالي.

الشاب وسام عبد العزيز بين إن مشروع الزواج بات من صعوبات الحياة في ظل ارتفاع كل شيء، مستدركا: الا ان الجمعيات والبيع بالتقسيط قد منحنا خطوة نحو إمكانية اتمام مراسم الزواج ومتطلبات اهل العروس. التي تكون في بعض الاحيان مبالغا فيها. 

اما المدرسة (وئام جعفر) فقد تحدثت عن الجميعات سابقا مبينة: ان وجود هذه الجمعيات في السابق كان إعانة للموظف لأنها مدعومة من قبل الدولة. وكانت تعمل تحت اشراف اتحاد التعاون. لكن للاسف ان الكثير منها يعمل الان على استغلال حاجة الموظف والناس لبعض الحاجيات. مؤكدة ان البعض من الجمعيات تضع شروط تعجيزية خاصة من جانب نسبة الفائدة المرتفعة جدا.

والذهب ايضا 

ابو زياد (صاحب محل مصوغات الخير) يقول : في الاونة الاخير وصل البيع بالتقسيط الى محل المصوغات الذهبية بسبب الركود الذي نعاني منه بين فترة واخرى. مبينا: ان البيع يكون فقط للاصدقاء والزبائن المكفولين من قبل اقرابائهم او ذويهم.

ريم كامل (موظفة مقبلة على الزواج) اصطحبت معها اختها الكبرى الزبونة الدائمة عند مصوغات الخير حيث كفلتها بشراء تخم الذهب الذي بلغ سعره قرابة 4 ملايين دينار، بواقع 500 الف دينار كل شهر بعد دفع مليون دينار مقدما. حيث تقول : اجبرنا على هذا الامر بسبب الوضع الحالي فزوجي موظف ايضا لذا قررنا ان يكون مرتب احدنا للعيش والاخر لتسديد اقساط مستلزمات الزواج. مستطردة: ان السكن سيكون في بيت اهله الطابق الثاني من البيت وبشكل مستقل الى حين اتمام سداد الاقساط والبحث عن سكن، متمنية ان تكون هناك جمعية خاصة بهذا الشان.