صفقة تاريخية مع إيران مرهونة بموافقة الكونغرس
علق محرر شؤون الأمن والدفاع في صحيفة "فايننشال تايمز" سام جونز، على الاتفاق الذي وصف بالتاريخي بين مجموعة "5+1" وإيران، حول ملف الاخيرة النووي، مشيرا إلى أنه سيقلل من حجم المشروع النووي مقابل رفع العقوبا
صفقة تاريخية مع إيران مرهونة بموافقة الكونغرس
علق محرر شؤون الأمن والدفاع في صحيفة "فايننشال تايمز" سام جونز، على الاتفاق الذي وصف بالتاريخي بين مجموعة "5+1" وإيران، حول ملف الاخيرة النووي، مشيرا إلى أنه سيقلل من حجم المشروع النووي مقابل رفع العقوبات عن إيران، منهيا عزلة إيرانية استمرت عقدا من الزمان.ويقول جونز إنه في الوقت الذي لا تزال فيه التفاصيل تتوالى ولم يعلن عنها بعد، فإنه من المتوقع أن يعقد مؤتمر صحافي في هذا اليوم (أمس)، بين مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فردريكا مورغيني ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مركز الأمم المتحدة في فينا.وتبين الصحيفة أنه بعد سنوات من المحادثات المعقدة، فإنه تم الاتفاق على الصفقة في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الثلاثاء، لافتة إلى أن الاتفاق سيضع قيودا صعبة على نشاطات إيران النووية في العقد المقبل، وفي خلال أسابيع ستفتح إيران اقتصادها، وقيمته 400 مليار دولار، للعالم.ويشير التقرير إلى أن الكثيرين سيرون أن الاتفاق أهم إنجاز للرئيس الأمريكي باراك أوباما في مجال السياسة الخارجية خلال فترة رئاسته، التي تقترب من نهايتها في نهاية العام المقبل، فيما يرى آخرون، ومنهم حلفاء أوباما في الشرق الأوسط، بأنه فشل ذريع.ويلفت الكاتب إلى أن اتفاق يوم أمس الثلاثاء يغلق المحادثات، التي وصقت بالماراثونية، والتي امتدت أسبوعين عن موعدها المقرر بين إيران وكل من الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا.وتذكر الصحيفة أنه مع إعلان الصفقة فقد انخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 2%، حيث انخفض سعر البرميل إلى 56.65 دولار في بدابة التعاملات التجارية في أوروبا، حيث كان البرميل يباع بـ 57.30 دولار.ويفيد التقرير، بأنه منذ بداية المحادثات، فقد قامت على أعلى مستوى دبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران منذ الإطاحة بنظام الشاه في عام 1979، واقتضت التزاما عاليا بين الطرفين، ولم يخصص وزير خارجية أمريكي وقتا وجهدا لتحقيق هدف استراتيجي مثل الذي خصصه جون كيري. ويجد جونز أن أهم ما في الاتفاق إن استمر، أنه سيكون نموذجا لأول حالة تخضع فيها دولة للعقوبات، وتخرج منها عبر اتفاق دبلوماسي، وليس عن طريق الحرب.وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه بعد الاتفاق سينحرف النظر إلى المتشددين في طهران، الذين كانوا يحاولون التأثير على المفاوضات وعلى الكونغرس الأمريكي، الذي سيكون أمامه شهران من أجل التصويت على الاتفاق، وإن كان يجب تثبيته أم لا. وفي إيران سيتم التصويت على الاتفاق من مجلس الحكماء، ولكنه لم يحدد وقتا لذلك بعد.
هذه هي تفاصيل الاتفاق النووي الإيراني
بعد نحو أكثر من عامين من بدء المفاوضات وجولات المباحثات الماراثونية جنبا إلى جنب مع جولات العقوبات الاقتصادية الصارمة ضد طهران، توصلت المجموعة السداسية الدولية (مجموعة 5+1) إلى اتفاق "تاريخي" في المحادثات الجارية في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد تخطى العقبات النهائية التي كانت تعوق إتمام الإتفاق.
وبحسب صحيفة (التليغراف) البريطانية فإن الإتفاق الذي وصفه دبلوماسيون بارزون بالتاريخي، يعد حلا وسطا بين واشنطن وطهران، حيث تم التوصل الى تسوية بشأن تفتيش المواقع النووية الإيرانية.
ونص الإتفاق على السماح للمفتشين الدوليين التابعين للأمم المتحدة بزيارة مواقع عسكرية إيرانية للتفتيش فيها.
ولكن الصحيفة أوضحت أن الجانب الإيراني يمكنه أن يبدى اعتراضه على بعض طلبات دخول هذه المواقع، وقد يتم تأخير الموافقة لفترة من الوقت، وهو نص يرى منتقدو الصفقة أنه قد يمنح طهران الوقت اللازم لمحو أية دلائل تؤكد عدم التزامها بالاتفاق.
وبموجب الاتفاق، فإن طهران لها الحق في الاعتراض على طلب الامم المتحدة لتفتيش المواقع الإيرانية، وعليه فإن مجلس التحكيم المؤلف من القوى العالمية الست التي تفاوضت مع إيران، سيتعين عليهم أن يصدروا قرار بشأن هذه المسألة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقر أن تتم تلاوة البيان النهائي المشترك بمقر الأمم المتحدة الفرعي في فيينا في وجود وزراء خارجية دول المجموعة السداسية (الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الصين، ألمانيا)، في وقت لاحق من اليوم(أمس) .
وستجری قراءة البیان المشترك بین إیران والمجموعة السداسیة من قبل وزیر الخارجیة الایراني محمد جواد ظریف ومنسقة السیاسة الخارجیة للاتحاد الاوروبي فدریكا موجریني.
وبحسب التقرير فإن الخطوة التالية بعد الإتفاق هي أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعرض الإتفاق على الكونجرس للمراجعة، وكذلك على البرلمان الإيراني والمرجع الأعلى في إيران علي خامنئي الذي من المرجح أن يقوم بدعمه، كما أن طريقة رفع العقوبات ما يزال العمل جاريا عليها حتى الآن.
وبدأت المفاوضات عام 2013 مع انتخاب الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، حيث بدا أنه يريد بدء علاقات أكثر دفئا مع الغرب، وقال بأنه سيعمل على إنهاء العقوبات المفروضة على بلاده، وفي تشرين الثاني 2013 قادت المفاوضات إلى اتفاق مرحلي أطلق عليه اسم خطة العمل المشتركة، والتي رفعت بموجبها بعض العقوبات مقابل ضبط بعض جوانب البرنامج النووي، على أن تستكمل للتوصل إلى اتفاق نهائي