توصلت إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق نووي يوم امس الثلاثاء بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة لإبرام اتفاق قد يغير ملامح منطقة الشرق الأوسط، وفي وقت بدأت الغالبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي برسم الستراتيجيات والعمل على حشد الأصوات،
توصلت إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق نووي يوم امس الثلاثاء بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة لإبرام اتفاق قد يغير ملامح منطقة الشرق الأوسط، وفي وقت بدأت الغالبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي برسم الستراتيجيات والعمل على حشد الأصوات، لعرقلة الاتفاق هدد الرئيس باراك اوباما بالفيتو ضد اي تشريع يحول دون الاتفاق مع ايران .
ويقضي الاتفاق برفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة على إيران مقابل موافقتها على فرض قيود طويلة المدى على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية. وقال دبلوماسيون يوم أمس الثلاثاء إن إيران قبلت بخطة تقضي بعودة سريعة للعقوبات خلال 65 يوما إذا لم تلتزم باتفاقها مع القوى العالمية الست للحد من برنامجها النووي.وذكروا أن حظر الاسلحة الذي تفرضه الامم المتحدة على ايران سيستمر بموجب الاتفاق النووي خمس سنوات بينما سيستمر الحظر على الصواريخ ثماني سنوات.واستمرت المفاوضات الأخيرة في فيينا قرابة ثلاثة أسابيع جرت خلالها محادثات مكثفة بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف.ويهدف الاتفاق إلى الحد من النشاط النووي الإيراني لأكثر من عشر سنوات مقابل التعليق التدريجي للعقوبات التي أضرت بصادرات إيران النفطية وكبلت اقتصادها. ووصف وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الاتفاق النووي الذي تمكنت بلاده من التوصل إليه مع القوى الست الكبرى بأنه "ليس مثاليا" ولكنه اعتبره "أفضل ما كان يمكن التوصل إليه". كما وصف الاتفاق بأنه "انتصار لكافة الأطراف" . من جانبها ، قالت فيديريكا موجيريني مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "القرار الذي نحن بصدده لا يتعلق فقط بالنشاط النووي وإنما بحقبة جديدة في العلاقات الدولية". جاء هذا في كلمتين مقتضبتين للإعلام بحضور وزراء خارجية الدول الست الكبرى والوفد الإيراني المفاوض ودبلوماسيين أوروبيين لعبوا دورا في المفاوضات النووية. من ناحية اخرى نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله يوم أمس الثلاثاء إن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع القوى العالمية يراعي الخطوط الحمر فيما يتعلق بدخول مفتشين إلى موقع بارشين العسكري.وقال دبلوماسي إيراني لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "كل العمل الشاق أثمر وتوصلنا لاتفاق." لكن رفض إسرائيل أكبر حليف للولايات المتحدة في المنطقة جاء سريعا. وقال إن الاتفاق يتضمن حلا وسطا بين واشنطن وطهران، بما يسمح للمفتشين الدوليين زيارة مواقع عسكرية إيرانية كجزء من واجبات المراقبة.كما أكد مصدر غربي مطلع على المفاوضات طلب عدم ذكر اسمه، التوصل إلى اتفاق.ونقل المصدر إن الاتفاق يسمح بإعادة فرض العقوبات خلال 65 يوما إذا لم تلتزم طهران بالاتفاق.على صعيد متصل قال يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الوكالة وقعت خارطة طريق مع إيران يوم الثلاثاء(أمس) بهدف حل كل القضايا العالقة بشأن برنامج إيران النووي بحلول نهاية العام.وأضاف أن إمكانية دخول موقع بارشين العسكري الإيراني -وهو الأمر الذي طالبت به الوكالة مرارا- جزء من "ترتيب" منفصل.وقال "بحلول 15 كانون الاول 2015 سيقدم المدير العام للوكالة... التقييم النهائي لحل كل القضايا العالقة السابقة والحالية."
بدورها،بدأت الغالبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي برسم الستراتيجيات والعمل على حشد الأصوات، لعرقلة الاتفاق المحتمل بين إيران والدول الكبرى والذي ستكون امام الكونغرس مهلة 60 يوماً لمراجعته.ويفرض هذا الواقع الاشتراعي الأميركي على ادارة باراك أوباما قدراً أكبر من التأني في صوغ لغة الاتفاق ولضمان تأييد الديموقراطيين على الأقل، لتفادي إحباطه.واستبقت القيادة الجمهورية أي اتفاق بالتأكيد على لسان رئيس مجلس النواب جون باينر أن «لا اتفاق أفضل من اتفاق سيّئ»، مضيفاً لشبكة «سي بي أس» أن «كل ما سمعناه عن هذه المفاوضات يعكس تراجع الإدارة (الأميركية) عن كل الخطوط التي وضعتها لهذا الاتفاق».وأكد باينر أن هناك غالبية مضمونة (أكثر من 60 صوتاً في مجلس الشيوخ) ستصوت ضد الاتفاق، لكن لا تتوافر الأصوات الـ 67 المطلوبة لتخطي «فيتو» رئاسي قد يستخدمه أوباما ضد رفض الكونغرس الاتفاق.وأعطى زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل تصوراً متشائماً لنجاح الاتفاق المرتقب، وقال ان «تسويقه في الكونغرس سيكون شديد الصعوبة»، مضيفاً لمحطة «فوكس نيوز» أن «الاتفاق سيضع ايران على شفة (التحول) دولة نووية.
الى ذلك رحب الرئيس الأميركي باراك اوباما بالاتفاق النووي مع ايران ، معتبره فرصة يجب انتهازها، محذراً في الوقت نفسه الكونغرس من أنه سيستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي تشريع يحول دون تطبيق ناجح للاتفاق.وقال أوباما الذي كان يتحدث من البيت الأبيض أن الاتفاق قطع كل الطرق أمام حصول إيران على سلاح نووي.
وسيراجع البيت الأبيض وبأدق التفاصيل، لغة مسودة الاتفاق ومفرداتها القانونية حول حظر الأسلحة ورفع العقوبات ونظرة المجتمع الدولي للبرنامج النووي الإيراني. ويفرض ذلك تريثاً من أوباما قبل المضي قدماً، لضمان موافقة نواب حزبه التي تشكل المفتاح لتمرير الاتفاق في الكونغرس.وفي حال إتمام أي اتفاق، سيصوّت الكونغرس عليه ثم يحيله على أوباما الذي سيمارس صلاحية الـ «فيتو» لنقض الرفض المتوقع من قبل الجمهوريين. وبعد ذلك يعاد الاتفاق مرة أخرى إلى مجلس الشيوخ حيث يحتاج تمريره الى ثلثي الأصوات، أي أن الديموقراطيين سيقررون مصيره هناك. وستكون المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون الرقم الصعب في هذه المعادلة بسبب تأثيرها في عدد من النواب الديموقراطيين الأكثر تشدداً في الملف الإيراني من أوباما، وفي ظل تردد مستشاريها في منح الموافقة على اتفاق قد يكون مضمونه ضعيفاً من الناحية القانونية ولجهة منع الانتشار النووي.كما سيربط الجمهوريون بين كلينتون وأي اتفاق لحشر الديموقراطيين والضغط عليهم لمعارضته، في حال لم يلبِّ الشروط الأساسية برفع تدريجي للعقوبات والإبقاء على حظر بيع الأسلحة. من جهته ، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق الذي توصلت إليه إيران والقوى العالمية الست (امس الثلاثاء)، في شأن برنامج طهران النووي بالخطأ التاريخي وقال إنه سيبذل قصارى جهده لعرقلة طموحات إيران النووية.وأضاف في بداية اجتماع مع وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز في القدس المحتلة: «ستحصل إيران على مسار مؤكد صوب الأسلحة النووية. سيُرفع الكثير من القيود التي من المفترض أن تمنعها من الوصول إلى ذلك». .