هذه الرواية ضد الحرب، وكانت بطيئة في إثارة خيال الناس، ولكنها اعتبرت بحق، اساس انتقاد الحرب كونها جنوناً عسكرياً.
في عام (1962) كتب الناقد في الاوبزرفر، كينيث تاينان، حيث وجه تحية لرواية "الحق بـ 22" انها الرواية الأشد إثارة في تاريخ الرواية
هذه الرواية ضد الحرب، وكانت بطيئة في إثارة خيال الناس، ولكنها اعتبرت بحق، اساس انتقاد الحرب كونها جنوناً عسكرياً.
في عام (1962) كتب الناقد في الاوبزرفر، كينيث تاينان، حيث وجه تحية لرواية "الحق بـ 22" انها الرواية الأشد إثارة في تاريخ الرواية الاميركية، بعد رواية "مطاردة في حقل الشوفان" وفي غضون سنة، كان قد انضم الى جوقة من المادحين من الروائيين ومنهم هاربرلي، نورمان ميللر وغراهام غرين. وبعد 50 عاما، وما تزال هذه الرواية لا تنسى.
ويبدأ هيللر روايته: "كان حباً من النظرة الاولى"، وكأنه يتحدث عن اجواء الرواية مواصلا، "في المرة الاولى التي شاهد فيها، يوساريان القس، وقع بجنون في حبه".
ويوساريان، في مستشفى عسكري، بسبب ألم في كبده، ولكنه ليس باليرقان، ويبقى يفكر في حالته، أهو يرقان ؟؟، فكان من الضروري علاجه، او يتم اخراجه من المستشفى وهكذا وقع في مأزق من مآزق كافكا.
وهذه هي الحالة الحرجة التي وجد مقاتل جوي نفسه فيها، والمرء يجب ان يكون فاقدا عقله قبل ان يتم اعفاءه من مهمات المعركة واعفاءه من الطيران. وان كنت لا ترغب بالطيران بعد في مهمات جوية، فان ذلك يبرهن على وضعك السّوي.
ان هذه الحالة لا سبيل الى الخلاص منها من قبل مقاتل جوي، وقد نجح الكاتب في وصفها في رواية تعتبر من افضل الروايات التي تتحدث عن الحرب.
والحالة القلقة التي وجد ضابط المدفعية الجوي نفسه فيها لانه يجب ان يكون فاقدا للعقل، كي يتم تسريحك من الخدمة العسكرية في سلاح الطيران. ان هذه الحالة صعبة وكل صفحة من الرواية تتحدث عن مثل هذا الموقف الصعب امام العسكري الذي يجد نفسه في موقف حرج.
ونجد ان بطل الرواية "يوساريان" في وضع حرج ولا يعرف كيفية التصرف، انه مشهد من مشاهد واحداث الحرب العالمية الثانية عام 1944، ففي جزيرة "بيانوسا" في البحر الابيض المتوسط وادرك يوساريان: "ان العدو قد يكون كل واحد، والذي يهدف الى قتلك دون التفكير فأما ان تكون معه او ضده".
وقد بدأ هيللر هذه الرواية التي اصبحت "الحق بـ 22" في عام 1953 وكان ينسخ المقالات في نيويورك، وعندما مرّت بباله ذات يوم الكلمات الاولى الشهيرة – انه حب من النظرة الاولى". وبدت جملة تناسب بداية الرواية.
وتوالت الصفحات التالية ببطء وفي عام 1957، كانت لديه (227) صفحة مطبوعة، ووكيله الادبي كانديدا دوناديو، باع نسخة غير كاملة منها، لدار سيمون – شوستر، حيث تمت الموافقة عليها بحماسة شديدة.
وقد كتبت عنها إيفلين وو ، "انك مخطئ في وصفها بالرواية، إنها مجموعة من المشاهد – غالباً متكررة – وبدون اية بنية مع التكرار غالباً".
وبقية الرواية جاءت على شكل "مسودة" وفي عام 1957 وظهرت مطبوعة بـ 270 صفحة.
وفي بادئ الامر ، كان العنوان "اللحاق – 11" ولكنه تغير بعد انتاج فيلم في هوليوود في اواخر عام (1960) بعنوان "المحيط 11". مما أثار القلق، وكان عنوان "الحق 17" ولكنه بدا شبيها بفيلم (معتقل 17). واخيرا تم الاتفاق على (الحق – 22).
وقد اهتم النقاد بالرواية "كونها افضل رواية تصدر منذ اعوام". وامتدحتها صحيفة الهيرالد تريبيون وكذلك النيويورك – تايمز، وكان هناك نقد جارح ايضا.
ومع كل شيء، تم ترشيح الرواية "لجائزة نوبل" وجائزة الكتاب الوطني، وتم اصدارها في اربعة طبعات وتم بيعها بشكل جيد في الجانب الشرقي من الولايات المتحدة. ولم يثبت الكتاب نفسه في الولايات المتحدة الا بعد طبعها بالنسخة الرخيصة، وخاصة لان الحرب الفيتنامية كانت بدأت وبدأت المناقشات تدور عن الحرب.
وعلى الرغم من عدم فوز الرواية بجائزة ما، ولكنها شهدت طبعات متتالية.
