منتهى الاستخفاف بالعقول، والاستهانة بحريات الناس، أن يصبح تأييد مهرجان بسيط للشباب تهمة تورد صاحبها التهلكة، وتضعه فى مصاف داعمي الارهاب، وتحوله إلى كائن منبوذ، مطلوب ان تعلق جثته تحت نصب جواد سليم.
إنه نوع جديد من الإرهاب وإن كان مغلفا بأوراق ناعمة وبراقة من عينة "افكار صهيونية" و"مشاريع امبريالية"، وفى أفضل الأحوال هو نوع من الابتزاز المكشوف على طريقة النائبة حنان الفتلاوي التي استنكرت و "بشدة" ان تتجرأ مراسلة تلفزيونية عراقية وتضع احمر الشفاه في الوقت الذي تقبض راتبها من قناة تمول من اموال الشعب، وذهب الحماس بالنائبة "المثابرة" انها شجبت ممارسة العراقيين الفرح بالعيد، فكيف تسنى لقناة العراقية وضع سبتايتل مكتوب عليه: "كل عام ورايات الفرح ترفرف في سماء العراق" كيف تسنى لهذا الشعب العميل ان يفرح بعد ان تخلى عن مختار العصر وخذله ولم يطالب باستمراره على كرسي رئاسة الوزراء الى ابد الدهر.
ولا أدري أين كانت السيدة النائبة من قناة العراقية خلال السنوات الماضية يوم تحولت القناة الى دكان تابع لمكتب السيد نوري المالكي، لكن يبدو ان السيدة النائبة لاترى من العراقيين إلا من أسعدهم زمانهم وتابعوا "حديث الاربعاء"، على أن الأمر لا يخلو من طرائف أخرى، منها مثلا أن النائبة نصّبت نفسها متحدثة وحيدة باسم القيم الأخلاقية، توزع صكوكها على هذا وتمنعها عن ذاك، فمن رفع شعار "الانبطاح" فهو مؤمن يخاف الله، أما من اختلف مع هذا الشعار، فهو خارج عن الملة ومارق على الدين ويمارس الفسق والضلال.
طبعا لا أحد يستطيع أن يصادر حرية السيدة النائبة في الدفاع عن زمن مختار العصر، كما لا يحق لأحد أن يطلب منها أن تكفكف دموعها الصناعية وهي ترى البعض من امثالنا يؤمنون بان الفرح و السعادة حق مكتسب للناس جميعا.
حالة الدروشة التي تلبست السيدة الفتلاوي ومطالبتها بمنع بث الاغنيات وخصوصا "عاصي الحلاني" بالتأكيد لن تذكرنا على الفور بمأساوية الصمت على ماجرى في الموصل والانبار، وكيف ان بعض نوابنا الافاضل ليس لديهم الاستعداد ولا الرغبة لمساءلة القائد العام للقوات المسلحة "نوري المالكي"، عن ما جرى في هذه المدن.
عوّدنا ساستنا الافاضل على انتشار آفة النسيان، ويصرون على ان ننسى معهم أرقام الضحايا، والاموال التي نهبت، مثلما نسِينا ان مجلس الوزراء لم يقرر تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث واصحاب الدرجات الخاصة، فالقرار يتعلق بتخفيض المخصصات فقط لاغير .. ارجوكم لا تسألوا كم هي اموال المخصصات، مثلما عليكم ان لاتسألوا الفتلاوي لماذا لاذت بالصمت ثماني سنوات كاملة تحولت فيها بيوت العراقيين الى مقابر جماعية؟.
عاصي الحلاني ممنوع بأمر الفتلاوي
[post-views]
نشر في: 21 يوليو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
النائبة حنان الفتلاوي هي نموذج حي مصغر كلعب أطفال الجيل الحاضر وبالذات كالدمية الأمريكية المشهورة باربي ... فهي تراها مرة شقراء ومرة سمراء وأحيانا كاوبوي ومرات سندريلا فهي حسب سوق العرض والطلب فقد بدأت كرفيقة بعثية مناضلة في صفوف حزب البعث العربي ألأشتراك