اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > "الصجم" يضيع فرحة العيد ويفقد الاطفال عيونهم

"الصجم" يضيع فرحة العيد ويفقد الاطفال عيونهم

نشر في: 25 يوليو, 2015: 12:01 ص

خرج الاخوة الاربعة صباح العيد وهم فرحون بما حصلوا عليه من عيدية، تمكنهم شراء ما يمكن من حلويات او الذهاب الى متنزه قريب وصعود بعض الالعاب. لكن للقدر كلاما اخر اذ رأى احدهم لعبة بلاستيكية على شكل مسدس مغلف بعلبة جميلة مرمي على مقربة من اكوام النفايات.

خرج الاخوة الاربعة صباح العيد وهم فرحون بما حصلوا عليه من عيدية، تمكنهم شراء ما يمكن من حلويات او الذهاب الى متنزه قريب وصعود بعض الالعاب. لكن للقدر كلاما اخر اذ رأى احدهم لعبة بلاستيكية على شكل مسدس مغلف بعلبة جميلة مرمي على مقربة من اكوام النفايات. ليهرعوا اليه حمله اوسطهم وركض به صوب البيت وتبعه اخوانه الثلاثة . ما ان فتح العلبة محاولا استخدمها بضغط الزر حتى انفجرت عليهم وحول فرحة العيد الى نكبة للعائلة.  اذ أودى الحادث بحياة ثلاثة اشقاء والرابع جريح.
 
مستشفيات العاصمة بغداد وبقية المحافظات سجلت الكثير من الحوادث نتيجة استخدام العاب الاطفال على شاكلة اسلحة بلاستيكة (الصجم) والنارية الحارقة وغيرها من الالعاب دعت العديد من الجهات الى منع استيرادها وبيعها. لكن للاسف رغم كل ذلك تدخل هذه الالعاب الى الاسواق من ثم الى البيوت بأيدي الاطفال الذين غالبا ما يسقط الكثير منهم ضحية لذلك .
 
بغداد تدعو واسط تمنع
 
مجلس محافظة بغداد ومنذ عام 2010 يدعو لحظر استيراد ألعاب الاطفال المصنعة على هيئة أسلحة بلاستيكية كما يدعو الجهات ذات العلاقة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع استيراد العاب الاطفال النارية ومنع تداولها في المتاجر، لما تشكله من خطر على صحة الاطفال اضافة الى اسهامها في تكريس ثقافة العنف.
الى ذلك اعلن رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة واسط صاحب الجليباوي، توجيه مديرية الامن الاقتصادي في المحافظة لمتابعة منع اصحاب المحال التجارية من بيع المفرقعات والألعاب النارية للأطفال لاسيما في أيام عيد الفطر المبارك. وقال الجليباوي في تصريح صحافي إن من ضمن الخطة الامنية التي وضعتها المحافظة خلال ايام عيد الفطر المبارك هو توجيه مديرية الامن الاقتصادي لمتابعة منع اصحاب المحال التجارية من بيع المفرقعات والالعاب النارية للاطفال، مشيرا ان الالعاب النارية والمفرقعات للاطفال تسبب خطرا عليهم وأحيانا تؤدي الى العمى فضلا عن تأثيرها النفسي وإشاعتها للعنف. .مبينا: أن قيادة شرطة واسط توعدت بأقصى العقوبات تجاه المحال التجارية التي تبيع المفرقعات النارية والأسلحة التي تطلق الكرات الحديدية .
 
 
مستشفيات واصابات 
 
مدير اعلام صحة الرصافة د. قاسم عبد الهادي قال ان اعداد المصابين وصلت الى (92) حالة وان اغلب المستشفيات في منطقة الرصافة استقبلت حوادث من هذا النوع البعض منها خطر. موضحا: ان مستشفى ابن الهيثم استقبل (52 ) حالة ومستشفى الشهيد الصدر(11 ) اصابة ومستشفى ضاري الفياض في منطقة الحسينية استقبلت ( 10) حالات اصابة اما مستشفى الامام علي استقبلت قرابة (20) حالة اصابة.
واكد عبد الهادي في حديثه ان اغلب الاصابات كانت في المناطق السكنية الشعبية، مطالبا: بضرورة نشر التوعية الصحية في تلك الاوساط اضافة الى التنسيق مع وزارة الداخلية والتجارة للحد من بيع واستيراد هذه الالعاب . 
فيما اكد مدير اعلام صحة الكرخ د. احمد الحيدري: ان صحة الكرخ استقبلت (18) حالة (3 ) منهم استشهدوا لانهم التقطوا لعبة من النفايات واخذوها للبيت تبينت انها عبوة والاخرين اصابات مختلفة في اجزاء من الجسم اغلبها كانت في منطقة العين .
 
 
المرجعية تحرم 
 
المراجع الدينية بدورها حذرت من استيراد هذه الالعاب القاتلة حيث افتى السيد السيستاني بعدم جواز بيع وتجارة واقتناء العاب الاسلحة البلاستيكية (الصجم).وقال السيستاني في رده على استفتاء وجه له حول جواز بيع او اقتناء او المتاجرة بهكذا العاب وما تسببه من ضرر، خاصة للاطفال، إذ تؤدي أحيانا الى فقء العين والعمى، فضلا عما تولده من آثار نفسية ومشاعر العنف لديهم "لا يجوز ان كان يرعب الناس او يصيبهم بضرر. 
من جهتها قامت السلطات المحلية في قضاء الزبير بمنع بيع وتداول الالعاب النارية ومصادرة المعروض منها في الاسواق بعد ان اخذت تلك الالعاب تشكل خطرا جراء تزايد الاصابات بين الاطفال وتزايد حالات حدوث الحرائق في عدد من الدور السكنية بسببها.
وقال قائم مقام قضاء الزبير المكلف طالب الحصونة في تصريح صحفي ان توجيهات صدرت الى القوات الامنية المعنية خلال اجتماع خلية الازمة الامنية الخاصة بقضاء الزبير باتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع بيع واستخدام الالعاب النارية خاصة مع قرب حلول مناسبات الاعياد.
 
 
اقبال وارباح وتجار
 
رغم قرار المنع والمطالبة بعدم استيرادها وفتوى المرجعية الدينة الا ان الاسواق العراقية شهدت رواجا كبيرا لهذه الالعاب من قبل الاطفال وذويهم خاصة رشاشات ومسدسات (الصجم ) . اضافة الى الالعاب النارية الحارقة والتي اختلفت اشكالها بين اطلاقات نارية وحتى (رمانات) قاذفة واشكال صاروخية تخلف وراها كتلة من الدخان . يقول ابومناف: وهو صاحب محل في منطقة الشورجة ان الالعاب النارية والبلاستيكية كانت اقوى بضائع بيعت قبل ايام العيد والارباح كبيرة جدا وكان السحب عليها من اصحاب المحال يفوق المتوقع. مبينا ان مسدسات الصجم تستورد من قبل تجار كبار وتدخل من المنافذ الحدودية بشكل رسمي فلماذا ينكر المسؤولين ذلك .
 
 
التفجيرات السبب ؟
 
احد الاطفال ويدعى عبد الله يبلغ من العمر( 10 ) سنوات يقول وهو يحمل الكلاشنكوف بيده اننا اقوياء ونستطيع ان نقاوم ونقتل الاعداء فنحن نملك الرشاشات والاطلاقات الصوتية حيث قمنا بعمل فريقين احدهم للهجوم والاخر للدفاع فيما اكد صديقه علي البالغ من العمر( 11 ) عاما وهو يحاول إصلاح عطل اصاب رشاشته بماذا نلهو ليس هناك نواد ترفيهية لنا اومسابح او صالات العاب مفيدة، وكلما نطلب من عائلتنا ان تأخذنا الى المتنزه يقولون انفجارات تقتل الناس. هذه اللعبة مسلية جداً وانا احب ان اقلد رجال العصابات وهم يشهرون أسلحتهم بوجه الناس ويثيرون الرعب وانا احب ان أقلدهم كلما شاهدت أفلام العنف في التلفاز. .
 
 
تنامي العنف وانتشاره
 
سبق وان قام البرلمان العراقي بتشريع قانون يعقاب كل شخص يتاجر بالالعاب والاسلحة ذات الاطلاقات البلاستيكية (الصجم) بعقوبات تتراوح مابين الحبس والغرامة. اضافة الى العديد من القوانين المشرعة ولكنها لم تطبق وهذا امر له تداعيات خطيرة على الاطفال بشكل خاص والبلد بشكل عام من خلال انتشار وتنامي اساليب العنف الباحث الاجتماعي عبد الزهرة ال ماجد: ان تنامي ثقافة العنف جراء انتشار الألعاب النارية وما تسببه من اضرار كبيرة على بناء شخصيتهم سيكون ضررها كبيرا على المجتمع مما يسبب زرع العنف والانتقام داخل عقليتهم الصغيرة التي تتأثر بما يحدث ويحيط حولهم من أحداث. داعيا الجهات المعنية الى ضرورة الحد من هذه الظاهرة ومعالجتها من كافة الجوانب التربوية، والاسرية بشكل خاص، اضافة الى نشر التوعية الصحية.
 
 
صفقات مشبوهة
 
الى ذلك دعت لجنة حقوق الانسان النيابية الى اتلاف جميع الالعاب النارية واسلحة العنف والالعاب البلاستيكية الخاصة بالاطفال، مع فرض غرمات مالية على موردي وبائعي تلك الاسلحة. وقال عضو لجنة حقوق الانسان النيابية حبيب الطرفي على الحكومة ان تتحلى بالشجاعة وتقوم بمصادرة واتلاف تلك الالعاب لما تحمله من اضرار. مضيفا: ان احصائية لاحد الاقضية في البلد تشير الى فقدان( 8 ) اطفال احدى اعينهم جراء هذه الالعاب. مشددا: ان اللجنة ستقوم بالتحرك ومخاطبة الجهات المعنية في السلطة التنفيذية لمعرفة كيفية دخول هذه الالعاب الى البلاد بالرغم من وجود قانون يحظر تداولها واستيرادها. وقال عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي: ان وزارة التجارة وجهاز التقييس والسيطرة النوعية يتحملان مسؤولية ماحصل من اعاقات لبعض الاطفال والمواطنين لكونهم المعنيين بتطبيق القانون الخاص بحظر الالعاب النارية والاسلحة. مشيرا الى ان الاسواق شهدت اغراقاً لهذه الالعاب التي اصبحت تشكل تهديدا على حياة المواطنين.مبينا: ان هذه الالعاب دخلت الى البلاد عبر صفقات مشبوهة. مطالبا الجهات الرقابية التحرك لكشف كيفية دخولها وتطبيق التشريعات والقوانين بحقهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. latef Al-Mashadani

    ان قوى الأمن الداخلي نشاهد ادائها اتجاه حماية المواطن وامنه معدوم وانفجارات بغداد الأخيرة وما اشارة له المقال ومسؤولية الأجهزة الأمنية بمنع بيع هذه الألعاب التي ضحاياها في المناسبات مئات الأطفال ... الا ان هذه الأجهزة تستأسد وتمنع وتهجم وتحطم النوادي الثق

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram