TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > علاقة دبلوماسية "سايبا"

علاقة دبلوماسية "سايبا"

نشر في: 24 يوليو, 2015: 09:01 م

إيران وقفت مع العراق في حربه ضد الارهاب ، تصريح جاء على لسان اكثر من مسؤول عراقي كبير ، فضلا عن قادة سياسيين ورؤساء كتل نيابية ، العلاقة العراقية الايرانية شهدت بعد عام 2003 تطورا ملحوظا ، أثار استياء انظمة عربية تعد حليفة للولايات المتحدة ، علاقتها مع واشنطن تجاوزت مرحلة الدهن والدبس ، اعلنت ان الاحتلال الاميركي خرج من العراق ، وحل بدلا منه الاحتلال الايراني ،الصفوي بحسب تعبير قوى سياسية مشاركة في الحكومة الحالية ، وقعت على وثيقة الاصلاح السياسي واقسمت بالكتب السماوية انها ستواصل العمل على تنفيذ البرنامج الحكومي خاصة المتعلق بالانفتاح على جميع دول الجوار ، لاقامة علاقات تخدم مصالح شعوب المنطقة .
مواقف القوى السياسية خاضعة لمتغيرات ترتبط بعوامل جغرافية ، على حد قول محللين سياسيين متعاقدين مع فضائيات عراقية ، وتصريحات اعضاء في مجلس النواب ينتمون الى كتل نيابية تمتلك بوصلة متجهة الى الشرق او الغرب ، لا تتأثر بسرعة الرياح وحركتها ، اصحاب البوصلة الغربية يؤكدون اتساع النفوذ الايراني في العراق ، الطرف الآخر لطالما اتهم دولا عربية مجاورة للعراق بالوقوف وراء دعم وتشجيع جماعات مسلحة لتنفيذ عملياتها في العراق للاطاحة بالنظام السياسي ، لا توجد بين مواقف الطرفين منطقة رمادية ، يمكن ان توفر مساحة للمراجعة والتأمل واعادة الحسابات لتحقيق المصالح الوطنية ، على مدى السنوات الماضية فشلت النخب السياسية في ترتيب البيت العراقي ، باقامة علاقات تخدم المصالح المشتركة ، لاتقتصر على استيراد سيارة السايبا الايرانية ، واغراق السوق المحلية ببضائع "ساخت ايران" بدءا من البطيخ الى اللبن مرورا بالثوم والبصل .
جميع الدول العربية بلا استثناء تتعامل مع العراقيين في المراكز الحدودية والمطارات بطريقة فجة تعكس الروح القومية لدى رجال الامن ، تصل في اغلب الاحيان الى منع دخول المسافر العراقي المتوجه الى عواصم الاشقاء لاغراض العلاج ، او الانطلاق منها لدولة تقع في قارة اخرى ، في المراكز الحدودية الشرقية ، يخضع المسافرون العراقيون الى اجراءات مراجعة البيانات وتدقيقها ، وقصة عبيد سلمان مويشل نموذجا ، فالرجل خضع لاستجواب طويل استغرق عدة ساعات بسبب اسم جده ، اثار اللبس لوجود تقارب بين مفردتي مويشل، وميشيل ، فأحد رجال الامن وجد مقاربة بين الاسمين أحالته الى توجيه سؤال الى عبيد عن علاقته بمؤسس حزب البعث .
مجلس النواب صادق في نهاية دورته التشريعية السابقة على اتفاقية تبادل المحكومين بين العراق وإيران ، واعلنت وزارة العدل انها نفذت الاتفاقية ، فيما مازالت اسر بصراوية تنتظر نقل ابنائها من السجون الايرانية الى العراقية ، صدرت بحقهم عقوبات بالسجن ، لاسباب تتعلق بمشاجرات ، وعبور الحدود بطريقة غير شرعية ، تنفيذ الاتفاقية من جانب واحد يعكس حقيقة علاقة دبلوماسية" سايبا" بين البلدين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram