إيران وقفت مع العراق في حربه ضد الارهاب ، تصريح جاء على لسان اكثر من مسؤول عراقي كبير ، فضلا عن قادة سياسيين ورؤساء كتل نيابية ، العلاقة العراقية الايرانية شهدت بعد عام 2003 تطورا ملحوظا ، أثار استياء انظمة عربية تعد حليفة للولايات المتحدة ، علاقتها مع واشنطن تجاوزت مرحلة الدهن والدبس ، اعلنت ان الاحتلال الاميركي خرج من العراق ، وحل بدلا منه الاحتلال الايراني ،الصفوي بحسب تعبير قوى سياسية مشاركة في الحكومة الحالية ، وقعت على وثيقة الاصلاح السياسي واقسمت بالكتب السماوية انها ستواصل العمل على تنفيذ البرنامج الحكومي خاصة المتعلق بالانفتاح على جميع دول الجوار ، لاقامة علاقات تخدم مصالح شعوب المنطقة .
مواقف القوى السياسية خاضعة لمتغيرات ترتبط بعوامل جغرافية ، على حد قول محللين سياسيين متعاقدين مع فضائيات عراقية ، وتصريحات اعضاء في مجلس النواب ينتمون الى كتل نيابية تمتلك بوصلة متجهة الى الشرق او الغرب ، لا تتأثر بسرعة الرياح وحركتها ، اصحاب البوصلة الغربية يؤكدون اتساع النفوذ الايراني في العراق ، الطرف الآخر لطالما اتهم دولا عربية مجاورة للعراق بالوقوف وراء دعم وتشجيع جماعات مسلحة لتنفيذ عملياتها في العراق للاطاحة بالنظام السياسي ، لا توجد بين مواقف الطرفين منطقة رمادية ، يمكن ان توفر مساحة للمراجعة والتأمل واعادة الحسابات لتحقيق المصالح الوطنية ، على مدى السنوات الماضية فشلت النخب السياسية في ترتيب البيت العراقي ، باقامة علاقات تخدم المصالح المشتركة ، لاتقتصر على استيراد سيارة السايبا الايرانية ، واغراق السوق المحلية ببضائع "ساخت ايران" بدءا من البطيخ الى اللبن مرورا بالثوم والبصل .
جميع الدول العربية بلا استثناء تتعامل مع العراقيين في المراكز الحدودية والمطارات بطريقة فجة تعكس الروح القومية لدى رجال الامن ، تصل في اغلب الاحيان الى منع دخول المسافر العراقي المتوجه الى عواصم الاشقاء لاغراض العلاج ، او الانطلاق منها لدولة تقع في قارة اخرى ، في المراكز الحدودية الشرقية ، يخضع المسافرون العراقيون الى اجراءات مراجعة البيانات وتدقيقها ، وقصة عبيد سلمان مويشل نموذجا ، فالرجل خضع لاستجواب طويل استغرق عدة ساعات بسبب اسم جده ، اثار اللبس لوجود تقارب بين مفردتي مويشل، وميشيل ، فأحد رجال الامن وجد مقاربة بين الاسمين أحالته الى توجيه سؤال الى عبيد عن علاقته بمؤسس حزب البعث .
مجلس النواب صادق في نهاية دورته التشريعية السابقة على اتفاقية تبادل المحكومين بين العراق وإيران ، واعلنت وزارة العدل انها نفذت الاتفاقية ، فيما مازالت اسر بصراوية تنتظر نقل ابنائها من السجون الايرانية الى العراقية ، صدرت بحقهم عقوبات بالسجن ، لاسباب تتعلق بمشاجرات ، وعبور الحدود بطريقة غير شرعية ، تنفيذ الاتفاقية من جانب واحد يعكس حقيقة علاقة دبلوماسية" سايبا" بين البلدين .
علاقة دبلوماسية "سايبا"
[post-views]
نشر في: 24 يوليو, 2015: 09:01 م