وسائل إعلام محلية من صحف وفضائيات تعتقد بأن إجراء لقاء مع فنان عربي يعد فتحا إعلاميا كبيرا يستحق متابعة الجمهور، علما ان العراقي المشغول بالملف الامني ، وانقطاع التيار الكهربائي ، والكيل بمكاليين في اعتماد العمل بنظام القطع المبرمج للتيار الكهربائي ، لاتعنيه رغبة الفنانة فيفي عبدة في زيارة العاصمة بغداد ، واعجاب معظم الممثلين المصريين بصوت ناظم الغزالي وخاصة اغنية "خدج الكيمر " يكاد يكون الاعجاب موحدا لان الاشقاء من الفنانين العرب انتهى لديهم البث بمتابعة نشاط الساحة الفنية العراقية عند مرحلة الغزالي ، في بعض الاحيان يتفضل النجم الفنان الكبير بذكر كاظم الساهر ليؤكد حقيقة انه يتابع الجيل الجديد من المطربين العراقيين.
في احدى دورات مهرجان بابل سأل مراسل التلفزيون الرسمي مطربا مصريا وجهت له دعوة لزيارة العراق عن رأيه بفعاليات المهرجان فقال بلهجته انه يزور العراق للمرة الاولى ، وسيواصل لقاءاته مع الفنانين العراقيين ومنهم المطرب ناظم الغزالي لعقد اتفاق فني مشترك مشترك " أنا معجب بصوته كدا كدا كدا " يقصد جدا جدا ، وحين حاول المراسل تصحيح خطأ المتحدث واخبره بان الراحل الغزالي غادر الحياة قبل عشرات السنين ، استدرك المتحدث : انا فاهم ياباشا اقصد اعادة تسجيل اعمال الفنان الراحل الغزالي " على هذه الطريقة تجري اللقاءات مع الفنانين الاشقاء المعجبين كدا كدا كدا بالفن العراقي .
اصحاب مشاريع التعاون الفني يطرحون افكارهم عبر وسائل الاعلام بخطاب موجه الى المسؤولين لترتيب تكرار توجيه الدعوة ، مع تطلعات للحصول على مكافآت مالية بالعملة الصعبة ، ثم العودة الى بلدهم سالمين غانمين لينقلوا الى زملائهم الكرم العراقي وحسن الاستقبال والاقامة بأضخم فنادق العاصمة .
إصرار وسائل الاعلام المحلية على اجراء لقاءات مع الفنانين العرب هل تبغي من ورائه تشجيعهم على زيارة العراق والتضامن معه في حربه ضد الارهاب ، أم هناك غاية اخرى يراها مسؤولو الاعلام الرسمي بانها تندرج ضمن مفهوم الانفتاح على الاشقاء لايصال رسالة الى رجال الاعمال مفادها بان الاوضاع في العراق بيئة مناسبة لتنفيذ مشاريعهم الاستثمارية ، خاصة المتعلقة باعادة إحياء صناعة منتجات الالبان ، تحديدا القيمر الذي تغنى به الراحل الغزالي.
القيمر القشطة او الاشطة بلهجة الاشقاء المصريين ورد في اكثر من اغنية عراقية في مرحلة الانحطاط الفني ، لعل اشهرها "خدك كيمر السدة " نسبة الى سدة الهندية المدينة القريبة من قضاء طويريج ، تلك الاغنية اختفت نهائيا وما عاد احد يرددها لاحتوائها على ايحاءات واشارات قابلة للتأويل ، ولم ترد في اللقاءات الصحفية مع الفنانين المصريين ، لانهم لايعرفون سدة الهندية وقضاء طويريج ، والمطرب الشهير الراحل عبد الامير الطويرجاوي .
نصيحة لمسؤولي بعض وسائل الاعلام ان يستخدوا وسائل اخرى لتشجيع المستثمرين العرب على اقامة مشاريعهم في العراق بارسال "كيمر السدة" الى مكاتبهم عبر الرحلات الجوية، حلاوة يااشطة .
خدّك كيمر السدة
[post-views]
نشر في: 26 يوليو, 2015: 09:01 م