الخير كل الخير في ما فعله رئيس الوزراء حيدر العبادي حيال السيدة (أم قصي الجبوري) المعروفة بـ(طوعة تكريت)، منقذة حياة 25 شاباً من طلاب قاعدة سبايكر الجوية قبل سنة، بمنحها وسام الوطن وكتاب شكر وتقدير وتمكينها من الحج إلى مكة على نفقة الدولة، فهذا أدنى ما تستحقّه هذه العراقية الباسلة التي لا يدانيها في الوطنية والإنسانية والشرف والشجاعة مئات من السياسيين المتحكمين برقابنا وبمصير البلاد.
منذ بضعة أيام كتبتُ إلى إدارة فضائية "المدى"، بعدما شاهدتُ مقاطع من تقرير أعدّه الزميل محمد جبار، عن اللقاء الحميم بين السيدة الجبوري والشبّان الناجين الذين وصفوها بأنها غدت أمّاً ثانية لهم.. كتبتُ مقترحاً بثّ التقرير يومياً.. وها أنذا، بعدما شاهدتُ للتوّ على قناة "العراقية" تقريراً مماثلاً، أقدّم الاقتراح نفسه إلى قناة الدولة وسائر القنوات التلفزيونية الوطنية بأن يُعاد بثّ التقرير يومياً بعد أهم نشرة أخبار لكل قناة.
ليست غايتي من الاقتراح أن يرى العراقيون جميعاً، أو الأغلبية منهم، هذا التقرير المؤثّر، فأغلبية العراقيين، نساء ورجالاً، هم على الخلق العظيم الذي عليه السيدة "طوعة تكريت".. بل هدفي يتعلق بشريحة اجتماعية محدّدة متكوّنة من بضعة مئات من السياسيين المتنفّذين في السلطة (زعماء الأحزاب والكتل والائتلافات والنواب والوزراء وسواهم من أهل الحلّ والعقد في هذه الدولة).. إنهم في أمسّ الحاجة لأن يشاهدوا هذا التقرير عشر مرات وعشرين مرة وحتى مئة مرة، عسى ولعلّ أن تصحو فيهم الضمائر النائمة وتُستفزّ الإنسانية والوطنية والشرف كيما يعدّلوا ويبدّلوا في ما هم عليه الآن من سلوك وتصرفات ومواقف بينها وبين الضمير والانسانية والوطنية والشرف خصومة متفاقمة.
هؤلاء المئات الذين أعنيهم لا يساوون مجتمعين في وزنهم القيمي وزن طرف عباءة السيدة أم قصي الجبوري، ففيما هي خاطرت بحياتها من أجل شبان "أغراب"، ينهشُ هؤلاء المئات في أجسادنا جميعاً وفي جسد العراق كما لو كنّا ذبائح ونطائح لهؤلاء الوحوش الضارية التي لا تشبع ولا تريد أن تترك لنا من ثروات بلادنا حتى الرمم!
ثمة حقّ آخر على الدولة للسيدة أم قصي الجبوري (طوعة تكريت) آمل أن يأخذه السيد العبادي ومسؤولو الأمن في الاعتبار، هو ضمان أمن هذه السيدة، فهي ستكون هدفاً كبيراً لتنظيم داعش وفلول نظام صدام الذين نظموا مجزرة سبايكر وسواها.. سيسعون للانتقام من السيدة الجبوري بكل وسيلة وثمن.. يتعيّن على الدولة أن تحفظ هذه السيدة وأفراد عائلتها في حدقات العيون، مثلما حفظت هيَ الشبّان الخمسة والعشرين في حدقتي عينيها.
اللهم اشهد أنّي بلّغت!
طوعة تكريت
[post-views]
نشر في: 26 يوليو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ياسين عبد الحافظ
شكرا لهذا المقال وسلمت يدك فانت ترفع من معنويات الناس، انا شخصيا لم اشاهد الفلم، لكنى استطيع ان اتصوره،يارب كثر الخيريين وابعث لهم ما يهدىء النفوس ويحصن العقول، لابد ان ينتصر الخير والعقل ..