اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حكايات "الحاج"!!

حكايات "الحاج"!!

نشر في: 27 يوليو, 2015: 09:01 م

ما الذى يجرى فى بغداد؟ ..كل يوم تقارير وشكاوى تتحدث عن اعتداءات تطال مواطنين عزل، و مسلحين يهاجمون مطاعم ونسوة يذبحن بحجج اخلاقية، تذكرنا بفيلم "البحث عن فضيحة" وبطله يوسف وهبي وهو يتلوى امام فاتن حمامة قائلا: "شرف البنت يا هانم زي عود الكبريت ما يتولعش غير مرة واحدة"، لكنه في عراق اليوم "يتولع" كل يوم تحت سمع وبصر الأجهزة الامنية التي تكتفي دائما ببيان "ثوري" تؤكد فيه أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب، ولكنها في الحقيقة ستمر كما مرت مئات مثلها، لان البطل دائما "حاج" لايجد طاولة فارغة في مطعم مزاج، او ان المدام تأخر عليها الحلاق اللبناني، عندها لابد من اطلاق الرصاص تنبيها وتاديبا
عندما تضع اسم "الحاج" فى محرك البحث غوغول ستجده حاضرا في كل الأحداث الساخنة التى شهدتها هذه البلاد، فهو بطل دائم فى كل معارك الفوضى ورفع راية مخالفة القانون
كان حاضرا فى سرقة اموال الحصة التموينية، وهو الذي اعتدى على متظاهري شباط عام 2011 عندما كانوا يطالبون بمحاسبة المفسدين، وهو الذي نهب عشرات المليارات من أموال العراقيين بحجة إصلاح الكهرباء، وهو الذي استنزف خزينة الدولة من اجل امن مفقود، ولم يجد من يردعه.
عشرات الاتهامات تلاحق "الحاج" لكن الغريب ان القانون يقف عاجزا امامه، فيما نحن نتقاتل بحجة الحرص على دولة القانون، لا همّ لنا سوى القانون، لا قضية سوى القانون، لا شعار سوى القانون، لا مرجع سوى القانون، وبسبب شعار دولة القانون، سلمنا الموصل وتخلينا عن ملايين العراقيين، وكاد الوطن ان يروح من اجل ان يبقى شعار دولة القانون "يرفرف".
فيما ساستنا يقسمون على القانون في الليل وينكرونه عند الفجر، ثم يتذكرونه امام الفضائيات.
يكون الحرص على القانون مبدأ وطنيا في كل بقاع الارض الا هنا، فهنا القول الفصل للحجاج فقط، فهم ممثلو القانون وهم اول من يضعه في درج المكتب ويقفل عليه، هكذا يضيع البلد ويبقى القانون معلقا على واجهات الابنية الحزبية، فلكل مبنى في العراق قانونه الخاص، ولكل حزب دستوره الخاص، ولكل زعيم رأيه الذي لايريد لاحد ان يخالفه.
سيتهمني البعض بالعمالة للاجنبي ، وبانني أنفذ اجندة اجنبية هدفها تشويه سمعة " حجاجنا " الذين يؤدون الفرائض ولا يأكلون مال اليتيم، ولايسرقون لقمة الارامل .
يتغير كل شيء فى العراق، تسقط مدن ويشرد الملايين، وترتفع ارقام الضحايا، لكن الحاج خير الله طلفاح ، يبقى ثابتا لايتغير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    فدوة العينك على هذا المقال فوق الرائع يا ايها الكاتب الرائع يا علي حسين . خاصة نهاية المقال ( الحاج خيرالله الطلفاح يبقى ثابتاً لا يتغير) جملة وضعت النقاط فوق الحروف فضيعة؟!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram