من بيريل ماركمان الى كورتني لف: لماذا تدور الشكوك حول اعمالهن؟ تقول روب كار انه في آذار قبل عامين، سافرت الى كنساس لمساعدة صديقتها الكاتبة ليسلي بلوم، لكتابة تقرير لمجلة "ديبارجر"، وذلك بمناسبة مرور الذكرى الـ 50 على الجريمة التي حدثت في مدينة هولكوب
من بيريل ماركمان الى كورتني لف: لماذا تدور الشكوك حول اعمالهن؟
تقول روب كار انه في آذار قبل عامين، سافرت الى كنساس لمساعدة صديقتها الكاتبة ليسلي بلوم، لكتابة تقرير لمجلة "ديبارجر"، وذلك بمناسبة مرور الذكرى الـ 50 على الجريمة التي حدثت في مدينة هولكوب، والتي تم فيها قتل عائلة "كلوتر"، تلك الجريمة التي ألهمت ترومان كيبوت، لكتابة افضل اعماله.
ومدينة هولكوب تقع تقريباً وسط الولايات المتحدة الامريكية ومع ذلك، فان الساعات الست من قيادة السيارة من مدينة كنساس، عبر حقول لا نهاية لها من الذرة، او مدن صغيرة، جعلتنا نحس وكاننا نبغي الوصول الى نهاية العالم.
وكان طريقنا اشبه بذلك الذي قطعه ترومان كيبوت وصديقة طفولته، نيللي هاربرلي ، التي كان قد استأجرها لتساعده في البحث، عن خلفيات تلك الجريمة، وكانت لي آنذاك انتهت عن كتابة روايتها "موت طائر ساخر" ولكنها لم تكن قد طبعت بعد.
ولاعوام من العمل كمساعدة لكيبوت، عملت نيللي هاربرلي على ان تكون حذرة مع الغرباء في مدينة هولكوب. وربما ان كوننا امرأتين، تسافران وحدهما (وكانت ليسلي حاملا في الشهر السادس في ذلك الوقت). انفتحت الابواب بسهولة امامنا وامضينا اسبوعا هناك، في عدد من البيوت ومن بينهم منزل "بوب روب" الذي كان صديق نانسي كلوتر، وما يزال يسكن بجوار منزل كلوتر، حيث تمت تلك الجريمة البشعة، والتي لم يتحدث السكان عنها مع الصحفيين، وكل من قابلناهم كانوا يتحدثون عن كيبوت ولي بحيوية، ويقولون ان "لي" كان لها دور كبير في كتابة "بدم بارد" له.
هذه المناقشات كانت تدور في رأس روب خلال تلك الايام القليلة التي مضت، وعاد السؤال القديم هل ان لي هي التي كتبت "قتل طائر ساخر"، وخاصة وقد اصدرت هاربرلي رواية جديدة بعنوان "إذهب وعيّن حارساً".
وفي محاولة لانتشار التأملات – قالت شقيقة هاربرلي، "انها الكذبة الكبيرة التي قيلت "سألت صحيفة وول ستريت" الامريكية باحثين بولنديين، القيام باستخدام الوسائل الكومبيوترية لفحص وتحليل النصوص: "إذهب وعيّن حارساً" و"قتل طائر ساخر" و"دم بارد" ، للبحث عن أية علاقات (جبرية) تجمع بين الكتب الثلاث.
وهناك سؤال افضل كثيراً : لماذا تتهم النساء فقط بعدم كتابتهن اعمالهن!
ولماذا توجه التهمة الى كيبوت ولي فقط فهناك ادلة قليلة وليس هناك اي دليل في وجود في كتابة كيبوت، "قتل طائر ساخر".
وفي الحقيقة، تعجبت فترة طويلة، لماذا تدور هذه الظنون حول كيبوت ولي فقط بل هناك سؤال يتعلق بهذا الأمر: "لماذا تتهم المرأة بعدم كتابتها لاعمالها!. مع ان مثل تلك الاتهامات دارت حول الرئيس باراك اوباما بعد ان اصدر كتاباً عن حياته؟
وعلى سبيل المثال فان التساؤلات تدور حلو كيبوت ولي، وفي اتجاه واحد فقط. وهناك دليل قليل على صلة لكيبوت برواية، "قتل طائر ساخر".
وان بحثنا في حياته عن شيء ما يشير الى ذلك فلن نجد شيئاً ، بل العكس فهو يقدر نفسه جدا، اضافة الى صداقاته مع المجتمع الراقي في نيويورك. ومن المستحيل التفكير بوجود صلة ما بينه وبين "الطائر الساخر"، ولكن هناك ادلة كثيرة على مساهمة لي في "بدم بارد"، فهي لم ترافق كيبوت الى مقابلاته في كانساس – وفي نهاية كل يوم، كانت لي ترافق كيبوت الى كل لقاء معه. وفي نهاية اليوم، كان كل واحد منهما يذهب الى غرفته ليدون وجهة نظره في تلك اللقاءات ويقول احدهما للاخر: "معاً سيكون كل شيء صحيحاً".
ومع ذلك، فان تلك التغطية لكتاب "كيبوت"، لم تؤثر عليه.
إن العلاقة بين كيبوت ولي، تعتبر الدليل على عدم تأثر احداهما بالاخرى، وقد رافقت الاشاعات عدد امن الاعمال الادبية للنساء.
إننا اليوم في عالم يفضل ان يسمع صوت المرأة منفردة، ويتحدثن عن تجاربهن بعيداً عن الرجال. وان ما قيل عن "قتل طائر ماكر"، هو الاشهر في عالم الكتاب الامريكي، في القرن العشرين، وبعد ما قيل آنذاك، بقيت صامتة ونحن نعرف كل شيء ذا علاقة بحياة (لي) التي تقف خلف كتاباتها.
وكيف سمحنا لوضع كل ظنوننا حول النساء واصواتهن ومكانتهن اللائقة بهن.
والا فانهم في المستقبل سيتحدثون عنا اكثر مما قالوا عن لي.
عن: نيويورك تايمز