TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كتّــــــاب الطَـــــرَف

كتّــــــاب الطَـــــرَف

نشر في: 28 يوليو, 2015: 09:01 م

شاع في السبعينات صنف من الشعراء "المناطقيين" لهم جمهورهم الخاص. تجد هؤلاء في بعض المقاهي والمؤسسات والثانويات والجامعات. وقد تجد لهذا الطَرَف شاعرا خاصا ولذلك الحي مغنيا خاصا ايضا. اسماؤهم وسمعتهم وما يكتبون لا يتعدى حدود منطقة تواجدهم. ما كنا نشهد حضورا لأي منهم في أنشطة الشعر العامة كالأماسي والمهرجانات، رغم ان بعضهم كتب وطبع دواوين باعها على معجبيه بين ليلة وضحاها. بعضنا، ولدوافع غريبة، جرب ان يقتحمهم في عقر دارهم لينبه "جماهيرهم" بان هؤلاء ليسوا شعراء وما يقولونه اما مسروقا او "خرط" فعاد المقتحِم "مفشوخا".. كنا ننصح بعضنا بان ندعهم وشأنهم لأن الدخول معهم في أي نقاش يجر علينا شتائم و "فشاير" لا تمر على بال. هل تتذكرون قصة "أبو الحية"؟ حسنا سأذكّر من نساها:
لجأ أحد الأميين الى طريقة يستغفل بها أبناء قريته. لبس عمامة وادعى انه فقيه وعالم وقارئ من الطراز الرفيع. التف حوله اهل القرية واقتنعوا به. انتقلت عدوى الاعجاب الى قرى أخرى فصارت له شعبية لو دخل بها الانتخابات اليوم لحصل على قرابة ثلاثة ارباع مليون صوت. في احدى القرى المجاورة كان هناك رجل دين متعلم. تألم وهو يرى "الدجال" يضحك على أبناء جلدته. وبنصيحة من زوجته، المتعلمة أيضا، داهم بنفسه احدى جلسات ذلك الأمي. صاح المتعلم بالناس: "انتبهوا لهذا الذي يخطب فيكم .. انهم يضحك على عقولكم، انه أمي لا يجيد كتابة كلمة واحدة". صاح به الدجال: ثكلتك أمك، أأنا امي؟ حسنا امتحني امام الناس. طلب منه المتعلم، المحروق القلب، ان يكتب حية. قام الدجال فرسم بعصاه صورة حية على الحائط الطيني. ظن المتعلم انه قد فاز على الأمي فقال للناس هذه ليست كلمة حية. رد عليه الأمي: طيب اكتبها انت. كتب صاحبنا حية بثلاثة حروف. صاح الدجال: انا رجال ما احب الباطل واترك الحكم لعقولكم واسألكم: بشرفكم هي ياهي الحية الكتبها هوّه لو اللي كتبتها أنا؟ الجواب ان انهالت العكل و "الصخريات" على رجل الدين الواعي فعاد مخضبا بدمه كما عاد لنا شاعرنا الذي اقتحم عقر دار شاعر احد أحياء مدينة الثورة.
رباط الكلام ان فيسبوك العراقي أيضا صار احياء وعشائر وتجمعات، فانتشر به شعراء وكتاب وكاتبات لهم ضعف اضعاف ما للجواهري والنواب من معجبين ومعجبات. اما نتاج ما يكتبون فهو شبيه لما انتجته صناديق الانتخابات وما جرته علينا من مصائب وويلات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. قيران المزوري

    اللي عجبني جدا جدا قرابة ثلاث ارباع المليون صوت .. وهذا هو بيت القصيد ،، ابدعتم

  2. قيران المزوري

    أعجبني المقال جدآ وخاصة , لو دخل بها الانتخابات اليوم لحصل على قرابة ثلاثة ارباع مليون , حيث كان بيت القصيد !! وبدون شك المقصود هو الحاج , الحاج خيرالله طلفاح على حسجة الاستاذ علي حسين .....

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram