السيد (سيويل ) ، اللورد سيويل ، ربما لم يسمع باسمه ولا عرفه أحد . سواء من قراء العربية وحتى الأجانب ،، لولا ان تصدرت اخباره وصوره الصحف ووسائل الإعلام البريطانية ، الرصينة منها والفضائحية ، بسبب ما أطلق عليها ( الفضيحة ) .
سيويل اللورد ، الوزير السابق في حكومة ( توني بلير) والناطق الرسمي الحالي في مجلس اللوردات - المسمى الرديف لمجلس الشيوخ في معظم الدول الرئاسية والملكية - هذا الرجل اضطر للاستقالة وامتثل لسلوك الاعتذار ، وتخلى عن راتبه الجزل وامتيازات اللقب ، حين نصبت له الشباك في شقته الواقعة في حي ( بيملكو ) اللندني ، ليس بعيدا عن مبني البرلمان .. وصور وهو يستنشق ذرات من مسحوق - قيل إنه الكوكايين - وضع على ورقة نقدية ذات الخمس باونات ( لاحظوا التقشف كونها لم تكن ذات الخمسين ) ليستنشقها قرب صدر واحدة من بنات الهوى …..
اضطر اللورد - بعد انتشار الصور - للاستقالة ، واصدر بيان اعتذار عما سببه من حرج لكل ذي علاقة ، ربما اولهم زوجته!
لاحظوا أمرا جللا حقا ، لقد قضي على رجل بمنصب لورد بالضربة القاضية ، رجل مارس حريته الشخصية في بيته في بلد الحريات . لم يدلس ، لم يسرق او يغتصب ،لم يقتل ، لم يهرب أموالا عامة ، ولا شهد شهادة زور ، ولا تعاطى المنكر في حديقة عامة ولا ،، ولا ، يحدث هذا في بلد يبيح تعاطي القبل في الشارع ، بلد تغص واجهات مكتباته بمجلات العري الفاضح ، دولة :إعلانات بائعات وبائعي الهوى ملصقة على زجاج أكشاك الهواتف العمومية المبثوثة عبر الشوارع ، بلد يمنحك خصما مغريا لو ابتعت زجاجتي خمر بدل الواحدة … بلد يضطر فيه رجل مكلف بخدمة عامة ،، للاستقالة امتثالا لمعايير اخلاقية في بلد الحريات المكفولة .
اين تقع بلاد العرب اوطاني من هذي المعايير الصارمة ؟؟
دول هجينة تسمى فيها السرقة شطارة . والتزوير ذكاء ، وتهريب العملة حذلقة . والتدليس صنعة ووسيلة للصعود ، والتباكي على سلامة الوطن ومصلحة المواطن - عند سراتهم - نشيد الإنشاد !!
من يرمي بحجر ؟ .
[post-views]
نشر في: 29 يوليو, 2015: 09:01 م