في مواقع التواصل الاجتماعي يضع البعض منشورات يقول اصحابها بانهم يشعرون بالسعادة او المرض او الحزن وماشابه ، وترد عليها تعليقات تناسب الحالة من اصدقاء الناشر ...قبل ايام ، ظهر الوكيل الاقدم لوزير الداخلية عدنان الاسدي على شاشة التلفاز وهو يبكي حالة محافظته المثنى وحاجتها الماسة الى الكهرباء واحتمال تحولها الى محافظة تعيش ظلاما دامسا ..كان الرجل منفعلا وهو يروي قصة حرمان محافظته من حقها في الحصول على حصتها من الكهرباء وتطرق الى الأموال الهائلة التي انفقت على استيراد محطات كهربائية ضخمة منذ عام 2009 دون تشغيلها والى وعود وزارة الكهرباء وملفاتها الفاسدة وغير ذلك ..كان يتحدث بحرقة لدرجة اني تخيلت ان ارى منشورا على شبكة التواصل الاجتماعي يقول بان عدنان الاسدي يشعر بالغبن وترد بعده تعليقات مؤيدة لشعوره الوطني ومناهضة لموقف وزارة الكهرباء وتقصيرها بحق محافظته ..اتساءل ، هل انتقلت اليه عدوى الثورة ضد الفساد التي انطلقت شرارتها بدءا من البصرة ومرورا ببقية المحافظات العراقية وشعر بهموم العراقي فانبرى للدفاع عنها ام انه حريص على الدفاع عن حقوق محافظته لأنها ستظل منطلقه الدائم للوصول الى مقاعد السلطة ...اعتقد ان هذه الفترة ستشهد مراجعة كبيرة للنفس وللتصريحات من قبل اغلب المسؤولين لا لأن ضمائرهم صحت على حين غفلة منا وقرروا ان يشعروا بآلام المواطن ومعاناته وان يقفوا معه في رحلة مقارعة الفساد ، بل لأنهم يخشون ان تفوح روائح فسادهم وتزكم الانوف فتلفظهم المرحلة المقبلة ويصبحوا من بقايا الماضي ...علي الدباغ مثلا بدأ ينتقد سياسة المالكي بعد ان اطلق عليه من قبل لقب (مختار العصر ) محاولا تنزيه نفسه من كل ماعلق به من ادران الفترة السابقة وخرج المطلك ليزور النازحين في ايام موجة الحر ويعدهم بعودة قريبة الى ديارهم ..بهذه الطريقة يتصرف المسؤولون حين يشعرون ان الثورة مقبلة وان غضبة الجماهير حقيقية هذه المرة فلايمكن ان تقوم ثورة بدون اصوات عالية ..
هذه المرة ،لانريد لها ان تكون تظاهرة ضد انقطاع الكهرباء فقط ..فهي وان جاءت متأخرة بعد ان شهد العراق الاعيب سياسية كانت تستحق ثورة بحق ومنذ سنوات عدة، الا انها بدأت على الأقل ولابد ان تكتمل بتغيير الوجوه الكالحة الفاسدة ومعالجة اسباب الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه ..هذه المرة لانريد ثورة لتحقيق الديمقراطية بل يراد منا ان نمتلك الديمقراطية للقيام بثورة ، وهذه لن تكون مالم نمارس حق التظاهر وننال حق حماية المتظاهرين ونجعلها ثورة منزهة عن الشغب والشعارات المستفزة ..لتكن ثورة من اجل العراق فقط ، واذا حاولت القوات الامنية التصدي لها كما حصل في محافظة النجف فلتعلم الحكومة ان من الممكن اعتقال ثوري ولكن لايمكن اعتقال ثورة ....
لن ينطلي الامر اذن على العراقيين حتى لو تاب جميع المسؤولين وهاجموا الفساد وطالبوا بالتغيير فالذاكرة العراقية ليست مثقوبة وتختزن الكثير من حكايات فسادهم وستحاسبهم ..حتى وان ملأوا الشاشات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي بمشاعرهم الجياشة (الجديدة ) ..لتناسب المرحلة ...
مسؤول يشعر بالغبن
[post-views]
نشر في: 3 أغسطس, 2015: 09:01 م